ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الأربعاء، 3 فبراير 2010

الإمام الرضا - عليه السلام - والواقفه

الإمام الرضا والواقفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصة الوقف لم تكن قصة اعتقادية لها أسس متينة متوغلة في القدم وإنما فكرة نشأت أخيراً لأسباب مادية تافهة. وقد بيّنا سابقاً أنّ الظرف القاسي والظالم الذي كان يعيشه أهل البيت (عليهم السلام) ساعد كثيراً على خلق هذه الفكرة وأمثالها لأنّه عندما لا يستطيع الإمام أن يعيّن وصيّه ونائبه من بعده، وعند ما يتشرّد أولاد الأئمة الصالحين من علمائهم شرّ تشريد في بقاع الأرض، وعندما يبقى الإمام موسى بن جعفر في سجن الرشيد سنوات سبع، وعندما يظلل الناس جو خانق من الظلم والرعب والقهر والقسر والغلبة، عند ذلك كلّه يستطيع الشيطان أن يلعب لعبته الخبيثة ليفرق الموالين واحداً عن الآخر وكل يتخذ موقفاً مبايناً في العمل والعقيدة للموقف الآخر ممّا يؤدي بالتالي إلى التشرذم والتفرق والانكسار أمام شوكة الظلم والباطل. وهذا ما كان يتوخاه الحاكم الظالم من إلقاء جو الرعب والقتل والتشريد.
وقد لعبت الدنيا في رأس جماعة كانوا من خلص أصحاب الإمام الكاظم فغيّرتهم عن منهج الحقّ وأكلوا أموالاً طائلة لا يحلّ لهم أكلها، وابتدعوا هذا المنهج الجديد ووقفوا عند الإمام موسى بن جعفر لا يتجاوزونه وأنكروا على الإمام الرضا إمامته ووصيته الشرعية رغم وضوحها لديهم ولكن حبّ الدنيا رأس كل خطيئة.
وقد ظهرت هذه الفكرة وروج لها بعض كبار أصحاب الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) كعلي بن حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي وعثمان بن عيسى الرواسي ويعتبر هؤلاء الثلاثة أقطاب الوقف وأول من خلق هذه البدعة.
وقد حاول هؤلاء منذ زمن الإمام موسى أن يشوّشوا مفهوم الإمامة ويخلقوا بذور مذهبهم الجديد ببعض أخبار سمعوها لم يفهموا معناها غير أن الإمام الكاظم أبان لهم فهمها والمقصود منها.
فقد روي في الغيبة عن الحسن بن الحسن في حديث له،
قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام) أسألك.
فقال: سل إمامك.
فقلت: من تعني فإنّي لا أعرف إماماً غيرك.
قال: هو علي ابني قد نحلته كنيتي.
قلت: سيدي أنقذني من النار، فإن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إنّك القائم بهذا الأمر.
قال: أولم أكن قائماً؟ ثم قال: يا حسن ما من إمام يكون قائماً في أمّة إلاّ وهو قائمهم فإذا مضى عنهم فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم، فكلنا قائم فأصرف جميع ما كنت تعاملني به إلى ابني علي فالله الله ما أنا فعلت ذلك به بل الله فعل ذلك به حبّاً.
وهذا الحديث يكشف مدي التشوّش الفكري الذي كانوا يعانون وأنّ الفكرة بدأت بذورها من يوم سماع مثل هذه الروايات التي عصي عليهم فهمها ولكن الإمام أوضح لهم خطأهم في مثل هذا الفهم।


الإمام يضيق الخناق على الواقفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعندما أحسّ الإمام من أتباعه أنّهم يفكّرون مثل هذا التفكير حاول أكثر من مرة أن يجمعهم ويبيّن لهم خطأهم ليصرفهم عن هذه الفكرة وأمثالها لكي يتوبوا أو يرجعوا إلى الله.
فعن حيدر بن أيوب قال كنّا بالمدينة بـ(قبا) فيه محمد بن زيد بن علي فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه.
فقلنا له: جعلنا فداك وما حبسك؟!.
قال دعانا أبو إبراهيم اليوم سبعة عشر رجلاً من ولد علي وفاطمة (صلوات الله عليهما) فأشهدنا لعلي ابنه في الوصية والوكالة في حياته وبعد موته وأن أمره جائز عليهم.
ثم قال محمد بن زيد: والله يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم.
وليقولن الشيعة به من بعده.
وعن عبدالله بن الحارث قال بعث إلينا أبو إبراهيم فجمعنا.
ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟
قلنا: لا.
قال: اشهدوا إنّ عليّاً ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ومن كانت له عندي عدّة فليستنجزها منه ومن لم يكن له بدّ من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه.
وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال أوصى أبو الحسن موسى بن جعفر إلى ابنه علي وكتب له كتاباً أشهد فيه ستين رجلاً من وجوه أهل المدينة، فالإمام في هذه الوصية يؤكّد على ولده علي ويؤكد أنّه ميت وعلى الناس اتباع ولده .

يكاد المريب أن يقول خذوني:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهناك روايات رواها بعض أقطاب الوقف تبين لنا زيف هؤلاء وبدعهم فقد روي زياد بن مروان القندي فقال: دخلت علي أبي إبراهيم وعنده علي ابنه فقال لي: يا زياد هذا كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال فالقول قوله.
وعن أحمد بن محمد الميثمي وكان واقفياً قال: حدثني محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر وقد اشتكى شكاية شديدة وقلت له: إن كان ما اسأل الله أن لا يريناه فإلى من؟
قال: إلى علي ابني وكتابه كتابي وهو وصيي وخليفتي من بعدي.
وعن غنام بن القاسم قال: قال لي منصور بن يونس برزخ.
دخلت على أبى الحسن يعني موسى بن جعفر فقال لي: أما علمت ما أحدثت في يومي هذا.
قلت: لا.
قال: صيرت عليّاً ابني وصييّ والخلف من بعدي فادخل عليه وهنئه بذلك وأعلمه إنّي أمرتك بهذا.
قال: فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك ثم جحد منصور بعد ذلك فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها .
وكان الإمام يريد أن يسجل على منصور هذا الموقف لئلا يتمكن بعد ذلك أن ينحرف عن الجادّة ولكن حبّ المال أغراه فترك الحق واتّبع الباطل فبئس التابع والمتبوع.
الإمام موسى (عليه السلام) يحذّر الواقفة
الإمام موسى بن جعفر نظر بنور الله وفراسة المؤمن وهو الذي يظن بك الظن كان قد رأى وقد سمع فعرف من هذا النظر الدقيق أن هناك جماعة سوف تغلبهم دنياهم وهواهم وينحرفوا عن جادة الحق فحذّر ما استطاع، ووقف موقفاً لا مثيل له في الدفاع عن خط الإمامة ومنهاج الرسالة المتمثل بالأئمة الاثني عشر (صلوات الله وسلامه عليهم).
فعن البطائني قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام) إنّ أباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به قال: فأخذ بيدي فهزها ثم قال: (ما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتّقون).
وكأنه يشير إلى الواقع المخزي الذي يصير إليه هذا الرجل بعد وضوح الحق وبيانه ويشير الإمام بصراحة إلى حركة الوقف من بعده وينعى على القائلين به دينهم في حديث رواه محمد بن سنان قال:
دخلت على أبي الحسن قبل أن يحمل إلى العراق بسنة وعلي ابنه بين يديه. فقال لي: يا محمد!. قلت: لبيّك.
قال: إنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها، ثم أطرق ونكث بيده في الأرض ورفع رأسه إليّ وهو يقول: يضلّ الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء.
قلت: وما ذاك جعلت فداك؟
قال: من ظلم ابني هذا حقّه، وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقّه، وجحد إمامته من بعد محمد (صلى الله عليه وآله).
فعلمت أنّه قد نعى إليّ نفسه ودلّ على ابنه।

الدوافع المادية للواقفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنّ الذين أثاروا مسألة الوقف وابتدعوها يحفظ التاريخ أسماءهم وإنّهم من خزنة الإمام وقوام أمره والمقربين لديه.
فحين مضى الإمام موسى إلى ربّه كان عند علي ابن حمزة البطائني ثلاثون ألف دينار وعند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وست جوار.
وقد نازعتهم نفوسهم في تسليم هذه الأموال لولده القائم من بعده فتحيلوا لذلك بإنكار موت الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وأنّه حيّ يرزق وإنّهم لن يسلّموا الأموال حتى يرجع فيسلّموها له.
فعن أحمد بن حماد قال: كان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان بمصر وكان عنده مال كثير وست جوار.
قال: فبعث إليه: إنّه قد مات وقد اقتسمنا ميراثه وقد صحّت الأخبار بموته واحتجّ عليه فيه.
فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شيء إليك وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن.
وفي رواية (الغيبة): إنّ أباك لم يمت وهو حيّ قائم ومن ذكر أنّه مات فهو مبطل
ويحاول علي بن حمزة البطائني وزياد القندي أن يقفا في وجه ملاحقة الإمام لهما ومطالبته إيّاهما بالمال بإنكارهما وجود أي مال لديهما لأبيه ولكن يونس بن عبد الرحمن الذي حاول إغراءه بالمال لكي يتبني معهما الدعوة للوقف يكشف لنا عن تلبسهما بجرم السرقة واغتصاب مال الإمام.
يقول يونس: مات أبو إبراهيم وليس من قوامه أحد إلاّ وعنده المال الكثير وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته طمعاً في الأموال، كان عند زياد القندي سبعون ألف دينار وعند علي بن حمزة البطائني ثلاثون ألف دينار فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا ما علمت ودعوت الناس فبعثا إليّ وقالا: ما يدعوك إلى هذا إن كنت تريد المال فنحن نغنيك وضمنا لي عشرة آلاف دينار وقالا لي: كف، فأبيت.
وقلت لهما: إنّا روينا عن الصادقين (عليهم السلام) أنهم قالوا: إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان وما كنت لأدع الجهاد في أمر الله على كل حال فناصباني وأضمرا لي العداوة
الإمام الرضا يكشف دوافع الوقف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي إحدى رسائل الإمام للبيزنطي يكشف لنا الإمام عن دافع دعوة هؤلاء ودوافعها يقول: أما ابن السراج فإنّما دعاه إلى مخالفتنا، والخروج عن أمرنا أنّه عدا على مال أبي الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه، والناس كلّهم مسلمون مجتمعون على تسليمهم الأشياء كلّها إليّ فلما حدث ما حدث من هلاك أبي الحسن اغتنم فراق علي بن حمزة وأصحابه إيّاي وتعلل ولعمري ما به من علّة إلاّ اقتطاعه المال وذهابه به.
وأمّا ابن أبي حمزة فإنّه رجل تأوّل تأويلاً لم يحسن ولم يؤت علمه فألقاه إلى الناس فلج فيه وكره تكذيب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأوّلها ولم يحسن تأويلها ولم يؤت علمها، ورأى أنّه إذا لم يصدق آبائي بذلك لم يدر ما خبر عنه مثل السفياني وغيره أنّه كان، لا يكون منه شيء وقال لهم: ليس يسقط قول آبائي شيء ولكنه قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه فصار فتنة أو شبهة عليه وفرّ من أمر فوقع فيه.
وعدم ذكر الإمام لدافع المال عند البطائني وأصحابه كسبب رئيسي في التزامهم بالوقف لا يمنع من وجوده لأنّ الإمام كان في مقام دحض حجج هؤلاء وإبطال ما تعلّلوا به لذلك. وأمّا ابن السراج فباعتبار أنّه لم يتعلّل بشيء يحتج به وإنّما الظاهر من كلام الإمام أنّ اقتطاعه المال كان في حياة أبيه ولذا فقد ندد عليه بذلك فقط
أحد أقطاب الوقف يعترف
وممّا يدلنا على عدم واقعية هؤلاء بالوقف وأنّها مجرد اتباع لنزوة مادية ما روي من اعتراف أحد هؤلاء القوام عند موته بفظاعة ما ارتكبه من حبس المال وعدم تسليمه للإمام الرضا (عليه السلام).
فعن (الغيبة) للطوسي: أنّ الحسين بن فضال قال: كنت أرى عند عمّي علي بن الحسين بن فضال شيخاً من أهل بغداد وكان يهازل عمي.
فقال له يوماً ليس في الدنيا شرّ منكم يا معشر الشيعة، أو قال الرافضة: فقال له عمّي: ولم لعنك الله؟
قال: أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السراج قال لي لما حضرته الوفاة:
إنّه كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر فدفعت ابنه عنها بعد موته وشهدت أنه لم يمت فالله الله خلصوني من النار وسلّموها للرضا فوالله ما أخرجنا حبّه ولقد تركناه يصلى في نار جهنم।

شيوع شبهة الوقف وخطورتها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد غرّر هؤلاء بصفوة بريئة من أصحاب الإمام وألقوا عليهم الشبه والتشكيكات المريبة فأذعنوا لهم ودانوا بباطلهم أمثال عبد الرحمن بن الحجاج ورفاعة بن موسى ويونس بن يعقوب وجميل بن دراج وحماد بن عيسى وأحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي الوشا وغيرهم من كبار صحابة أهل البيت ولكنهم عادوا إلى الاعتراف بإمامة الرضا والانحراف عن مذهب الوقف.
ولكن البعض ممّن غرروا بهم ببذل المال لهم لكي يدينوا بمذهبهم لم تنفع معه حجة بل ثبتوا على ضلالهم وماتوا وهم ظالمون أمثال حمزة بن بزيع الذي عبّر عنه الإمام الرضا بالشقي.
فعن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد قال:
قال الرضا: ما فعل الشقي حمزة بن بزيع.
قلت: هو ذا هو قدم.
فقال: يزعم أن أبي حيّ هم اليوم شكاك ولا يموتون غداً إلاّ على الزندقة.
قال صفوان: فقلت بيني وبين نفسي هم شكّاك قد عرفتهم فكيف يموتون غداً على الزندقة، فما لبثت إلاّ قليلاً حتى بلغت عن رجل منهم أنّه قال عند موته: هو كافر بربّ أماته، أي الإمام موسى بن جعفر.
قال صفوان: قلت: هذا تصديق الحديث.
ولقد عاني الإمام الرضا كثيراً في محاربة هؤلاء ودحض أباطيلهم وكشف دخائل نفوسهم وتعريتهم أمام الملأ لئلا تنخدع بهم النفوس الضعيفة।

تخبط بعض عناصر الواقفة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ومن المفارقات الطريفة أن البعض من هؤلاء قال بعد وفاة الإمام موسى بن جعفر بإمامة ولده أحمد فلما خرج هذا مع أبي السرايا في ثورة ابن طباطبا ضد الحكم العباسي أنكر عليه ذلك ورجع إلى القول بالوقف ولم يحدث نفسه بالاعتراف بإمامة الرضا وأنّه الخلف من بعد أبيه.
فقد حدث محمد بن أحمد بن أسيد فقال:
لما كان من أمر أبي الحسن ما كان قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي السمال: فنأتي أحمد ابنه، فاختلفا إليه زماناً فلما خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسن معه فأتينا إبراهيم وإسماعيل وقلنا لهما: إنّ هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا فما تقولان؟
قال: فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه وقالا: أبا الحسن حيّ نثبت على الوقف وأحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكّه.
وقد استوعبت هذه الفتنة زمناً طويلاً، كانت الخلافات والمنازعات بينهما وبين الفرقة المحقّة على أشدّها، إلى أن كتب الله لها التحلّل والانقراض بعد هذا لعدم اعتمادها على أسس ثابتة تقوى على المقاومة فترة طويلة من الزمن

ليست هناك تعليقات: