ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

السبت، 23 يناير 2010

أجوبت الإمام الحسن لملك الروم والشامي


أجوبت الإمام الحسن لملك الروم ، والشامي

قال علي بن إبراهيم : حدثني الحسين ، عن عبد الله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ، عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله ، عن آبائه قال : لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال : من أي القوم ؟ قالوا : من أهل الشام قال : لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم من أهل مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير ।
ثم كتب إلى معاوية لا تقتل الناس بيني وبينك ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت وتستريح الناس منك ومن ضلالتك وإن أنت قتلتني فأنا في الجنة وتغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى أرد مكرك وخديعتك وبدعتك وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله وأنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله تعالى : ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
فلما قرأ معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا : قد والله أنصفك قال معاوية : والله ما أنصفني والله لأرمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل أن يصل إلي ، والله ما أنا من رجاله ولقد سمعت رسول الله يقول : والله يا علي لو بارزك أهل المشرق والمغرب لقتلتهم أجمعين . فقال رجل من القوم : فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله بما تخبر ما أنت ونحن في قتاله إلا على ضلالة فقال : إنما هذا بلاغ من الله ورسالاته والله ما أستطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون هو ما كائن ( ما كان - خ ) قال : وبلغ ذلك ملك الروم وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟ فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام فأمر الملك وزراءه فقال تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي فأتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم من صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزائنه اخرجوا إلي الأصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال الشامي ضال والكوفي هاد .
ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ثم أنظر في الإنجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الأمر وخشي على ملكه فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث أمير المؤمنين ، الحسن ابنه فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده فقبلها ثم قبل رأسه ثم دخل عليه الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال : الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابد الشمس والقمر ولا الصنم والبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . ثم جلس لا يرفع بصره فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى يزيد فأحضره ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة وثلاث عشر صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وقد زينت بزينة كل نبي مرسل فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ثم عرضه عليه صنما صنما فلا يعرف منها شيئا ولا يجيب منها بشيء ثم سأله عن أرزاق الخلائق وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا .
ثم دعا الحسن بن علي فقال : إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه فقد وصف لي أبوك وأبوه فنظرت في الإنجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله والوزير عليا ونظرت في الأوصياء فرأيت فيها أباك وصي محمد .
فقال له الحسن : سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل وعما في التوراة وعما في القرآن أخبرك به إن شاء الله تعالى فدعا الملك بالأصنام فأول صنم عرض عليه في صفة القمر فقال الحسن : صفة آدم أبو البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس فقال الحسن : هذه صفة حواء أم البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة فقال : هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره ألفا وأربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة ، أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسماعيل ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة داود صاحب الحرب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة شعيب ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال ، ثم عرض عليه صنم صنم فيخبر باسم نبي نبي ، ثم عرض عليه الأوصياء والوزراء فكان يخبرهم باسم وصي وصي ووزير وزير ، ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك فقال الحسن : هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك فقال الملك : أشهد عليكم يا أهل بيت محمد إنكم قد أعطيتم علم الأولين والآخرين وعلم التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وألواح موسى ، ثم عرض عليه صنم يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك : ما يبكيك فقال : هذه صفة جدي محمد كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الأنف أفلج الأسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاث وستين سنة ولم يخلف بعده إلا خاتما مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان يتختم بيمينه وخلف سيفه ذو الفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله .
فقال الملك : إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه فهل كان ذلك فقال له الحسن : قد كان ذلك فقال الملك : فبقى لكم ذلك ؟ فقال : لا ، فقال الملك : لهذه أول فتنة هذه الأمة عليها ثم على ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قال : ثم سأل الملك الحسن عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم فقال الحسن : أول هذا آدم ، ثم حواء ، ثم كبش إبراهيم ثم ناقة صالح ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن . ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر .
ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا ؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو عرش الله الأدنى منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء والملائكة . ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف الميعاد وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .
فلما أخبر الحسن بصفة ما عرض عليه من الأصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية وقال : أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي موازر قد أكرمه الله بموازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته أو هواه على دينه وهو من الظالمين .
قال : فسكت يزيد وخمد ، قال : فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال : له أدع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك وأظنه شقاء مرديا وعذابا أليما .
قال : فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك أنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتوراة وما فيها والإنجيل وما فيه والزبور وما فيه والفرقان وما فيه فالحق والخلافة له . وكتب إلى علي أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة فيك وفي ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده الله نار جهنم فإن من قاتلك نجده في الإنجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه لعنة أهل السماوات والأرضين .
- قال الحراني : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أمير المؤمنين : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه ، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها ، حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي .
علي بالحسن والحسين ومحمد ، فدعوا ، فقال : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسئل أيهم أحببت ، فقال الشامي : أسئل هذا ، يعني الحسن ثم قال : كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذا المحو الذي في القمر وعن قوس قزح ، وعن هذه المجرة ، وعن أول شيء انتضح على وجه الأرض ، وعن أول شيء اهتز عليها وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين وعن المؤنث [ الخنثى ] وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟ فقال الحسن : يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ؛ ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا .
وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال غير هذا فكذبه وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب من قال غير هذا فكذبه . وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء مهبط الماء المنهمر على نوح .
وأما قوس قزح : فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله .
وقال في كتابه : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) .
وأما أول شيء انتضح على وجه الأرض فهو وادي دلس .
وأما أول شيء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة . وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال : لها سلمى .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها : برهوت .
وأما المؤنث فإنسان لا يدري امرأة هو أو رجل فينتظر به الحلم ، فإن كانت امرأة بانت ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته وإلا قيل له يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة .
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض : فأشد شيء خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله . قال الشامي : أشهد أنك ابن رسول الله وأن عليا وصي محمد ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الأصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من معدن النبوة .
قال ابن شهر آشوب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث ، عن مكان بمقدار وسط السماء وعن أول قطرة دم وقعت على الأرض وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة ؟ فلم يعلم ذلك فاستغاث بالحسن بن علي فقال : ظهر الكعبة ودم حواء وأرض البحر حين ضربه موسى .
وعنه في جواب ملك الروم ما لا قبلة له فهي الكعبة وما لا قرابة له فهو الرب تعالى ، وسأل شامي الحسن بن علي فقال : كم بين الحق والباطل ؟ فقال : أربع أصابع فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا وقال : كم بين الإيمان واليقين ؟ فقال : أربع أصابع الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه قال : وكم بين السماء والأرض ؟ قال دعوة المظلوم ومد البصر قال : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس

الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)


الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)


كان للإمام الحسن (عليه السلام) مكانة بارزة في نفوس المسلمين لاجتماع جملة من الاُمور فيه (عليه السلام) ، فهو السبط الأوّل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو أحد أكابر الصحابة الذين صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكان حجّة زمانه ، وهو نبراس واضح إلى الله عزّ وجلّ ، وقد جاء في حقّه الكثير من الروايات من النبيّ (صلى الله عليه وآله) التي دلّت بوضوح وجلاء على مكانة الحسن (عليه السلام) .فقوله (صلى الله عليه وآله) في الحسن والحسين (عليهما السلام) : « الحسن والحسين ابناي ، من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبّني أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار »وقوله (صلى الله عليه وآله) : « هذان ابناي ، وابنا ابنتي ، اللّهمّ أحبّهما فأحبّهما ، واُحبّ من يحبّهما »ولا شكّ ولا ريب أنّ الحسنين (عليهما السلام) من أصحاب الكساء الذين قال في حقّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أنا حربّ لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم »وقد قال أيضاً (صلى الله عليه وآله) :« أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما »وبعد هذا البيان الواضح الذي لا يقبل الشكّ ممّا ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حقّ الحسنين (عليهما السلام) لا يتوقّع أحد من المسلمين أن يجرؤ أحد على محاربة الحسن (عليه السلام)ويقف ضدّه في معسكر كان كلّ همّه أن ينال من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ويحاول أن يجتثّهم من نفوس المسلمين ، ومع كلّ هذا نجد أنّ بني اُميّة بقيادة معاوية بن أبي سفيان أعلنت حربها صراحة في وجه النبيّ (صلى الله عليه وآله)وفي وجه التاريخ ، فقد صعد الحسن بن عليّ (عليه السلام) المنبر وذلك بعد استشهاد والده (عليه السلام) ، حيث قال (عليه السلام)ـ كما جاء ـ :أنّ الحسن بن عليّ خطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر أمير المؤمنين عليّاً خاتم الأوصياء ، ووصيّ النبيّ ، وأمين الصدّيقين والشهداء ، ثمّ قال :« أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، الداعي إلى الله عزّ وجلّ بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، والذين افترض الله مودّتهم في كتابه إذ يقول : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) ، فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت »فلمّا انتهى إلى هذا الموضع من الخطبة قام عبدالله بن عبّاس بين يديه ، فدعا الناس إلى بيعته ، وقام رجل فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)واضعه في حبوته ويقول : « من أحبّني فليحبّه ، فيبلّغ الشاهد الغائب » وعندما قام الناس ليبايعوه قال (عليه السلام) : « اُبا يعكم على أن تسمعوا وتطيعوا ، وتسالمون من سالمت ، وتحاربون من حاربت » ، فاستجابوا وقالوا : ما أحبّه إلينا ، وأحقّه بالخلافة وقد روي أيضاً أنّ الحسن (عليه السلام) كتب إلى معاوية يدعوه إلى الطاعة والجماعة وقال له :« . . . ولقد تعجّبنا لتوثّب المتوثّبين علينا في حقّنا ، وسلطان نبيّنا ، وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام ، وأمسكنا على منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزاً يثلمونه به ، أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده ، فاليوم فليتعجّب المتعجّب من توثّبك يا معاوية على أمر لست من أهله ، ولا بفضل في الدين معروف ، ولا أثر في الإسلام محمود ، وأنت ابن حزب من الأحزاب ، وابن أعدى قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكنا الله ، والله حسيبك ، فستردّ فتعلم لمن عقبى الدار ، وبالله لتلقين عن قليل ربّك ، ثمّ ليجزينّك بما قدّمت يداك وما الله بظلاّم للعبيد ، إنّ عليّاً مضى لسبيله ، رحمة الله عليه يوم قبض ، ويوم منّ الله عليه بالإسلام ، ويوم يُبعث حيّاً ، ولاّني المسلمون الأمر بعده ، فأسأل الله أن يؤتينا في الدنيا الزائلة شيئاً ينقصنا به في الآخرة ممّا عنده من كرامة ، ولك في ذلك إن فعلته الحظّ الجسيم ، والصلاح للمسلمين ، فدع التمادي في الباطل ، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي ، فإنّك تعلم أنّي أحقّ بهذا الأمر منك عند الله ، وعند كلّ أوّاب حفيظ ، ومن له قلب منيب ، واتّق الله ، ودع البغي ، واحقن دماء المسلمين ، فوالله خيراً في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممّا أنت لاقيه فيه ، وادخل في السلم والطاعة ، ولا تنازع الأمر أهله ومن هو أحقّ به منك ، ليطفئ الله النائرة بذلك ، ويجمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ، وإن أنت أبيت إلاّ التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك ، حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين » .وأرسل الحسن (عليه السلام) هذه الرسالة مع حرب بن عبدالله الأزدي .فردّ عليه معاوية بكتاب جاء فيه :« . . . ذكرت وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وتنازع الأمر بعده ، وتغلّبهم على أبيك ، فصرّحت بتهمة أبي بكر وعمر الفاروق وأبي عبيدة الأمين حواري رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وصلحاء المهاجرين والأنصار ، فكرهت ذلك لك . إنّك امرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين ، ولا المسيء ، ولا اللئيم ، وأنا اُحبّ لك القول السديد ، والذِّكر الجميل ، إنّ هذه الاُمّة لمّا اختلفت بعد نبيّها لم تجهل فضلكم ، ولا سابقتكم ، ولا قرابتكم من نبيّكم ، ولا مكانكم في الإسلام وأهله ، فرأت الاُمّة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيّها ، ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس وعوامهم أن يولّوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاماً ، وأعلمها بالله ، وأحبّها له ، وأقواها على أمر الله ، فاختاروا أبا بكر ، وكان ذلك رأي ذوي الدين والفضل والناظرين للاُمّة ، فأوقع ذلك في صدوركم لهم التهمة ، ولم يكونوا متّهمين ، ولا فيما أتوا بالمخطئين ، ولو رأى المسلمون أنّ فيكم من يغني غناءه ، ويقوم مقامه ، ويذبّ عن حريم الإسلام ذبّه ما عدلوا بالأمر إلى غيره رغبة عنه ، ولكنّهم عملوا في ذلك بما رأوه صلاحاً للإسلام وأهله ، والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خيراً ، وقد فهمت الذي دعوتني إليه من الصلح والحال فيما بيني وبينك اليوم مثل حال التي كنتم عليها أنتم وأبو بكر بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فلو علمت أنّك أضبط منّي للرعية ، وأحوط على هذه الاُمّة ، وأحسن سياسة ، وأقوى على جمع الأموال ، وأكيد للعدوّ لأجبتك إلى ما دعوتني إليه ، ورأيتك لذلك أهلاً ، ولكن قد علمت أنّي أطول منك ولاية ، وأقدم منك بهذه الاُمّة تجربة ، وأكبر منك سنّاً ، فأنت أحقّ أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني ، فادخل في طاعتي ولك الأمر من بعدي . . . » .قال جندب : فلمّا أتيت الحسن بكتاب معاوية قلت له : إنّ الرجل سائر إليك ، فابدأه بالمسير حتّى تقاتله في أرضه وبلاده وعماله ، فإمّا أن تقدر أنّه ينقاد لك ، فلا والله حتّى يرى منّا أعظم من يوم صفّينويتّضح من خلال نصّ رسالة معاوية أنّ القوم بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) عملوا بما رأو فيه صلاحاً للاُمّة الإسلامية مع غضّ النظر عن النصوص الواردة في هذا الصدد ، وكأنّهم كانوا أكثر حرصاً من النبيّ (صلى الله عليه وآله) على الإسلام ، كما ترى أنّ معاوية يستند في مسألة الخلافة على الأقدمية والخبرة في إدارة الأموال وجبيها ، ولا ندري لماذا لم يضع الأقدم إسلاماً أيام حربه لعليّ (عليه السلام) ؟ ! ولا نعلم لماذا ابتعد عن قوله تعالى : ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، حينما كان يقتل كلّ من يوالي عليّاً وآله ، وهم آل النبي ؟ !ومن هنا ابتدأت حرب معاوية الثانية ضدّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فراح يسخِّر جميع قدراته وطاقات الدولة الأموية لأجل الإطاحة بالنظام الإسلامي بقيادة الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ، فاتّخذ بذلك منهجية واضحة .وقد أجاب الإمام الحسن (عليه السلام) على كتاب معاوية وقال :« أمّا بعد ، فقد وصل إليَّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت ، فتركت جوابك خشية البغي منّي عليك ، وبالله أعوذ من ذلك ، فاتّبع الحقّ تعلم أنّي من أهله ، وعليّ إثم أن أقول فأكذب . . . » .فلمّا وصل كتاب الإمام الحسن (عليه السلام) إلى معاوية كتب إلى عمّاله :« . . . إنّ الله بلطفه ، وحسن صنعه ، أتاح لعليّ بن أبي طالب رجلاً من عباده فاغتاله ، فقتله ، فترك أصحابه متفرّقين مختلفين ، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم ، فأقبلوا إليَّ حين يأتيكم كتابي هذا بجهدكم وجندكم وحسن عدّتكم ، فقد أصبتم بحمد الله الثأر ، وبلغتم الأمل ، وأهلك الله أهل البغي والعدوان » وفعلاً اجتمعت العساكر تحت راية معاوية بن أبي سفيان للخروج إلى العراق ، وقد بلغ الإمام الحسن (عليه السلام) خبره ومسيره نحوه ، وأنّه قد بلغ جسر ( منبج ) ، فتحرّك عند ذلك ، وقد خطب الإمام (عليه السلام) بالناس حيث قال :« . . . أمّا بعد ، فإنّ الله كتب الجهاد على خلقه وسمّاه كُرهاً ، ثمّ قال لأهل الجهاد من المؤمنين : اصبروا ، فلستم أيّها الناس نائلين ما تحبّون إلاّ بالصبر على ما تكرهون ، بلغني أنّ معاوية بلغه أنّا كنّا أزمعنا على المسير إليه ، فتحرّك لذلك ، اخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة حتّى ننظر وتنظروا ، ونرى وتروا » .وما إن تكلّم الإمام الحسن بهذه الكلمات حتّى لاحت بوادر التخاذل في الأصحاب ، فإنّه لم يتكلّم بعده أحد ، ولم يجبه شخص ، فلمّا رأى ذلك الأمر عدي بن حاتم قام وقال : أنا ابن حاتم ، سبحان الله ما أقبح هذا المقام ! ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيّكم ؟ أين خطباء مضر ؟ أين المسلمون ؟ أين الخوّاضون من أهل مصر ، الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة ، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب ؟ أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها ؟ ثمّ استقبل الإمام الحسن بوجهه فقال : أصاب الله بك المراشد ، وجنّبك المكاره ، ووفّقك لما تحمد وردّه وصدره ، قد سمعنا مقالتك ، وانتهينا إلى أمرك ، وسمعنا لك ، وأطعناك فيما قلت ، ورأيت وهذا وجهي إلى معسكري فمن أحبّ أن يوافيني فليواف .وكان عدي بن حاتم أوّل من خرج إلى المعسكر ، وراح قيس بن سعد بن عبادة وزياد بن صعصعة وغيرهما يحثّان الناس ويدفعانهم للخروج تحت راية الحسن (عليه السلام) ، والتعسكر لمواجهة الخطر الأموي ، وقد نجحوا بذلك حتّى نشطوا للخروج ، واستعدّوا للمواجهة ، وسار الجيش بجيشه في الوقت الذي كان الإمام الحسن (عليه السلام) يخشى من الخذلان ، في الوقت الذي يصعب فيه الخذلان .وقد بدأ معاوية حربه بسلاح الذهب والفضّة ، ففتح بيت المال لشراء الذمم الرخيصة ; لشقّ صفّ الحسن (عليه السلام) قبل المواجهة بالسيف والرمح . روى الحاكم أنّ عبدالله بن جعفر كان على مقدّمة جيش الحسن (عليه السلام) في عشرة آلاف ، فراسله معاوية ، وضمن له ألف ألف درهم إذا سار للحجاز وخرج من الساحة ، فأجابه إلى ذلك ، وتفرّق الجند الذين كانوا مع عبدالله بن جعفر ، وانضمّ البعض منهم إلى قوّات قيس بن سعد ، الذي كان يعتبر القوّة الضاربة في جيش الحسن (عليه السلام) .وبعد أن نجح معاوية بن أبي سفيان في تمزيق أحد أهمّ الصفوف لجيش الإمام الحسن (عليه السلام) بسلاح الدينار والدرهم ، بدأ يتفرّغ لقوّات قيس بن سعد ، فقد روى الطبري : حين نزل الحسن (عليه السلام) المدائن بعث قيس بن سعد على مقدّمته في اثني عشر ألفاً ، وأقبل معاوية في أهل الشام حتّى نزل مَسكِن ، فبينما الحسن (عليه السلام)في المدائن إذ نادى مناد في المعسكر : ألا أنّ قيس بن سعد قد قتل فانفروا ، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن (عليه السلام) حتّى نازعوه بساطاً كان تحته ، ومع هذه الأجواء أشار البعض بأسر الحسن (عليه السلام) وتقديمه لمعاوية ليأخذوا من معاوية الأمان ، وهناك من تقدّم من الحسن وطعنه بالمعول فشقّ فخذه .وهكذا كانت الأجواء تتسارع إلى الهياج ، حتّى بعث معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن (عليه السلام) بصحيفة بيضاء ، مختوم على أسفلها ، وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت ما شئت ، وعلى أن تكون الخلافة للحسن (عليه السلام)من بعده .وما أن وصلت الرسالة حتّى قام الحسن (عليه السلام) خطيباً بالناس وقال :« إنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الموت رددناه عليه ، وحاكمناه إلى الله عزّ وجلّ بظبأ السيوف ، وإن أردتم الحياة قبلناه ، وأخذنا لكم الرضا » ، فناداه الناس من كلّ جانب البقية البقية وإمضاء الصلح . واشترط الحسن (عليه السلام) في وثيقة الصلح أن يحكم معاوية بما أنزل الله ، وأن يكون للحسن الأمر من بعده ، ولكنّ معاوية أطاح بكلّ هذا ولم يكن له عهد ، وروي أنّ الحسن (عليه السلام) عندما طالبه القوم بإبرام الصلح مع معاوية خطب في الناس وقال :« أيّها الناس ، إنّما نحن اُمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل بيت نبيّكم الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » ، وكرّر ذلك حتّى ما بقي في المجلس إلاّ من بكى حتّى سمع نشيجه .واستمرّ حال الظلم والجحود حتّى تمكّن معاوية من دسّ السمّ إلى الإمام الحسن (عليه السلام) بيد زوجة الإمام (عليه السلام) جعدة بنت الأشعث بن قيس ليعلن بقتله للحسن (عليه السلام) وقوفه السافر بوجه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وليكتب إجرامه الدنيء في حقّ الإسلام في صفحات التاريخ كي يعلم المتصفّح تاريخ اُميّة أنّ دولتهم قامت على سفك دماء طاهرة متّصلة بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وبروح الإسلام

الثلاثاء، 12 يناير 2010

الصلاة على محمد وآل محمد ( الجزء الثاني)

فضل الصلاة على محمد وآله محمد 2

حلاوة العسل

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار عن كتاب خزينة الجواهر ولمعات الأنوار : [ في أحد الأيام كان النبي محمد صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم جالسا مع الإمام أمير المؤمنين علي عليه ( الصلاة و) السلام في وسط بستان كثير الزرع والأشجار ، أقبلت نحوهما نحلة وأخذت تدور فوق رأسهما كثيرا ، التفت النبي صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم إلى الإمام أمير المؤمنين علي عليه ( الصلاة و) السلام وقال : أتدري يا علي ماذا تقول هذه النحلة ؟ قال الإمام عليه ( الصلاة و) السلام : لا يا رسول الله ، قال صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم : إن هذه النحلة قد استضافتنا اليوم ، قالت لي : وضعت لكم مقدارا من العسل في محل كذا ، فأرسل أخاك أمير المؤمنين علي عليه ( الصلاة و) السلام إلى ذلك المحل ليأتي به ، فقام الإمام عليه ( الصلاة و) السلام وجلب العسل । النبي صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم خاطب النحلة قائلا : أيتها النحلة إن طعامك من أزهار الورود ، وهو مرٌّ ، فكيف يتحول إلى عسل حلو ، قالت النحلة : يا رسول الله إن حلاوة العسل جاء من بركة ذكر اسمك المبارك ، واسم أهل بيتك الطاهرين عليهم السلام عندما نمتص رحيق الأزهار يلهم إلينا أن نصلي عليك وعلى أهل بيتك المعصومين ثلاث مرات ، فلما نكمل ذكر الصلوات يصبح عسلنا حلو ]




أين الفم الذي يصلي عليَّ ؟

النوم بعدد معين ، فنمت ليلة مع أهلي في بعض الغرف ، فرأيته صلى الله عليه وآله( الطاهرين ) وسلم قد دخل فيها ، فأشرقت بنور جماله جدرانها ، فالتفت إلي وقال : أين الفم الذي كان يصلي عليَّ حتى أقبله ، فاستحييت من تقديم الفم ، فقدمت له وجهي فقبله ، فانتبهت من كثرة الفرح ، وانتبهت أهلي فكانت الغرفة تفوح من طيب رائحته ، كأنها ملئت من المسك الأذفر ، وكانت تلك الرائحة تفوح من وجنتي إلى ثمانية أيام ، تشمها كل الأنام ] .

الرجل الوقور

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار عن كتاب خزينة الجواهر ولمعات الأنوار : [ كان أحد الزهاد لا يختلط بأي شخص في حياته اليومية ، ولا يذهب إلى أي مجلس من مجالس الذكر ، فكان منعزلا بشكل كامل ، إلا عن مجلس وعظ واحد فقط ، أثار هذا الأمر تعجب الناس الذين يعرفونه ، ويرونه كيف هو منعزل عن جميع الناس ، ومن جانب آخر يواظب على الحضور في هذا المجلس ، ويستمع إلى هذا الخطيب ، دون غيره من الخطباء والوعاظ ، أحد الأيام سأله أحد المؤمنين عن سبب ذهابه إلى هذا المجلس ، دون غيره من المجالس ، فقال العبد الزاهد : أحد الليالي رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم في المنام وقال لي : اذهب إلى مجلس الخطيب فلان بن فلان ، قلت له : لماذا يا رسول الله ، قال : لأن هذا الخطيب يكثر من الصلاة عليَّ وعلى أهل بيتي الطاهرين ، وإني مسرور وراضي منه ] .




رجحان كفة الميزان

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار عن شرح فضائل الصلوات : [ أحد الكتاب رأوه في المنام بعد وفاته في أحسن حال ومكان، قالوا له :كيف وصلت إلى هذه المنزلة والدرجة ؟ قال : لقد وضعوا ذنوبي في كفة من الميزان ، ووضعوا الصلوات التي كتبتها أمام اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله( الطاهرين ) وسلم في كفة أخرى عندها رجحت الصلوات ، وعفوا عني لأجلها ] .

أقول : هذا ما ورد عنهم عليهم الصلاة والسلام عن أحد الباقرين عليهما الصلاة والسلام قال : [ أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته ] .

الرمد والصلوات


في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار : [ نقل أحد المؤمنين الثقاة قال : ابتليت برمد شديد ، حتى خيف على بصري كله ، فرأيت في المنام قائلا يأمرني بمداومة الصلوات كثيراً ، داومت عليها مدة قليلة فشفاني الله ببركتها ، وهي هذه : ( اللهم صل على محمد وآل محمد بعدد كل داء ودواء ) ] .


الفم المعطر

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار : [ ينقل عن المرحوم العالم الزاهد الشيخ علي الهمداني رضوان الله عليه في أحد الأيام جاءني رجل كبير السن لأداء الحقوق الشرعية التي عليه ، وأنا أتكلم معه أحسست منه رائحة عطرة ، لم أشم مثلها في حياتي ، فتعجبت من عظمة طيب هذه الرائحة ، فقلت له : ما اسم هذا العطر ، ومن أين أتيت به ؟ فقال الرجل : يا مولانا الجليل إن لهذه الرائحة العطرة قصة لم أذكرها لأحد قط ، ولكن لكونك ثقتنا ومرجعنا سأخبرك ، في أحد الليالي وفي عالم المنام تشرفت برؤية رسول الله محمد صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم ، كان جالسا وحوله عشرون نفرا تقريبا ، وأنا واحد منهم ، فقال النبي صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم لنا : من منكم يكثر من الصلوات عليَّ ؟ فأردت أن أقول : أنا يا رسول الله أُكْثِر من الصلوات ، ولكني سكت ، مرة ثانية سأل منا ، ولم يجب أحد ، مرة ثالثة قال : من منكم يكثر من الصلوات عليَّ ؟ فأردت أن أقول أنا ، ولكني فكرت في نفسي لعل الآخرين يذكرون الصلوات أكثر مني ، فلما لم يجب أحد على سؤال النبي صلى الله عليه وآله( الطاهرين ) وسلم قام من مكانه وتوجه إليَّ وقال : أنت الذي تذكرني بالصلوات كثيرا ، ثم قبلني على فمي ، فالعطر الذي عليَّ هو من أثر تلك القبلة ، وليس من عطور الدنيا ]


نور أضاء أرجاء المدينة

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار : [ نقل أحد العلماء : كنت أتذاكر مع أبي في الأحاديث الواردة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله( الطاهرين ) وسلم ، وكلما كنا نمر على اسم النبي صلى الله عليه وآله ( الطاهرين ) وسلم نصلي عليه وعلى أهل بيته المعصومين عليهم ( الصلاة و) السلام ، بعد يوم جاءنا بعض الجيران وقالوا لنا : بالأمس نورا يخرج من بيتكم حتى وصل إلى السماء ، وأضاء أرجاء المدينة ] .

عطر المسجد

في كتاب بركات وآثار الصلاة على النبي وآله الأطهار : [ قال أحد العلماء : قررت في أحد الأيام البقاء مقدارا من الليل في مسجد المدرسة العلمية في إصفهان لأجل العبادة والانقطاع إلى الله عز وجل ، فذهبت إلى المكان الذي يلتجأ إليه الفقراء ، جلست طويلا أسبح الله وأحمده ، إلى أن غلبني النعاس ونمت ، منتصف الليل قمت من نومي على أثر رائحة عطرة وصلت إلى مشامي ، لم أشم مثلها من قبل ، قمت من مكاني أبحث عن سبب ومصدر ذلك العطر الطيب ، ذهبت إلى جميع نواحي المسجد لم أجد أحدا ، دخلت في أحد الزوايا أحسست بازدياد رائحة العطر ، آخر الزاوية شاهدت رجلا فقيرا يحرك شفتيه ، أصغيت إليه سمعته يقول : ( اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ) عندها عرفت أن هذا الرجل الفقير هو مصدر الرائحة العطرة التي ملأت المسجد وأيقظتني من النوم ]

الجمعة، 8 يناير 2010

الصلاة على محمد وآل محمد

فضل الصلاة على محمد وآل محمد

قال الله تبارك وتعالى : [ إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ] .
عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما الصلاة والسلام قال : [ من صلى على النبي صلى الله عليه وآله ، فمعناه أني أنا على الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ) ] .
وقال السيد كاظم الرشتي أعلى الله مقامه في المجلد الأول من مجموعة رسائل ص ( 444 ) سطر ( 28 ) : [ أقول : لا أعلم ذكرا أحسن ولا أخص ولا أجمع للحوائج كلها ، ولا أقرب إلى الله تعالى من الصلاة على محمد وآل محمد ، فعليك بمواظبتها في كل يوم مئة مرة ، وفي يوم الجمعة ألف مرة ، فإنك تشاهد من خواصها وتأثيراتها أمورا عظيمة يقصر اللسان عن بيانها وأدائها

عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال :[ سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) فقال : الصلاة من الله عز وجل رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء . وأما قوله عز وجل :( وسلموا تسليما ) فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه ... ] .

عن أبي المغيرة قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : [ ... قال : قلت له : ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : صلاة الله رحمة من الله ، وصلاة ملائكته تزكية منهم له ، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له ]
متى الصلاة على محمد وآل محمد ؟
عن الصادق عليه الصلاة والسلام قال : [ الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة في كل المواطن ، وعند العطاس ، والرياح وغير ذلك ] .
قال الرضا عليه الصلاة والسلام : [ الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير ] .

آثار الصلاة على محمد وآل محمد
1 / هدم الذنوب

قال الرضا عليه الصلاة والسلام :[ من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد وآله ، فإنها تهدم الذنوب هدما ] .

2 / نيل الرحمة

في خطبة خطبها أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ ... بالشهادتين تدخلون الجنة ، وبالصلاة تنالون الرحمة ، فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله ، إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] .

3 / الصلاة من الله تعالى

قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من قال : صلى الله على محمد وآله ، قال الله جل جلاله : صلى الله عليك ، فليكثر من ذلك ... ] .

4 / تثقل الميزان

عن أحد الباقرين عليهما الصلاة والسلام قال : [ أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين في فضل شهر رمضان : [ من أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين ] .

عن الصادق عن آبائه عليهم الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا عند الميزان يوم القيامة ، فمن ثقلت سيِّئاته على حسناته جئت بالصلاة عليَّ حتى أثقل بها حسناته ] .

عن أحد الباقرين عليهما الصلاة والسلام قال : [ ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد ، وإن الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فيُخْرِج ـ أي النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين ـ الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرجح ] .

5 / قبول الدعاء

قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : [ صلوا على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعائكم له ، وحفظكم إياه صلى الله عليه وآله ] .
عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ إذا دعا أحدكم فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله مقبولة ، ولم يكن الله ليقبل بعضا ويردَّ بعضا ].

قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : [ أعطي السمع أربعة : النبي صلى الله عليه وآله ، والجنة ، والنار ، وحور العين ، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصل على النبي وآله ، ويسأل الله الجنة ، ويستجير بالله من النار ، ويسأله أن يزوجه من الحور العين ، فإنه من صلى على النبي صلى الله عليه وآله رفعت دعوته ، ومن سأل الله الجنة قالت الجنة : يا رب أعط عبدك ما سأل ، ومن استجار من النار قالت النار : يا رب أجر عبدك مما استجارك ، ومن سأل الحور العين قلن الحور : يا رب أعط عبدك ما سأل ]
6 / التذكر للمنسي

فيما سأل الخضر الحسن بن علي عليهما الصلاة والسلام : [ أخبرني عن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ قال : إن قلب الرجل في حق ، وعلى الحق طبق ، فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب ، وذكر الرجل ما كان نسي ... ] .
7 / الثواب من الله

عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ من ذكر الله كتبت له عشر حسنات ، ومن ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله كتبت له عشر حسنات ، لأن الله عز وجل قرن رسوله بنفسه ] .
عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ وجدت في بعض الكتب : من صلى على محمد وآل محمد كتب الله له مئة حسنة ، ومن قال : صلى الله على محمد وأهل بيته كتب الله له ألف حسنة ] .
عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ من صلى على محمد وأهل بيته كتب الله له ألف حسنة ] .
قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ صلاة صلى الله تعالى بها عليه عشر صلوات ، ومحا عنه عشر سيئات ، وأثبت له بها عشر حسنات ، واستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي منه السلام ] .
8 / العافية من الله تعالى

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ مرة فتح الله عليه بابا من العافية ] .
9 / الصلاة من الله تعالى والملائكة

عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ إذا ذُكِرَ النبي صلى الله عليه وآله فأكثروا الصلاة عليه ، فإنه من صلى على النبي صلاة واحدة ، صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة ، ولم يبقَ شيء مما خلق الله إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عليه ، وصلاة ملائكته ، ولا يرغب عن هذا إلا جاهل مغرور قد بريء الله منه ورسوله ] .

قال صلى الله عليه وآله الطاهرين :[ جاءني جبرائيل وقال : إنه لا يصلي عليك أحد إلا ويصلي عليه سبعون ألف ملك ، ومن صلى عليه سبعون ألف ملك كان من أهل الجنة ] .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشرا ، ومن صلى عليَّ عشرا صلى الله عليه مئة مرة ، ومن صلى عليَّ مئة مرة صلى الله عليه ألف مرة ، ومن صلى عليَّ ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبدا ].

زاد ابن أبي شيبة في حديثه روي عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين قال : [ لقيني جبرائيل عليه السلام فبشرني قال : إن الله عز وجل يقول : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلَّم عليك سلمت عليه ، فسجدت لذلك ] .

عن عمار بن ياسر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين يقول :[ إن الله أعطا مَلَكاً من الملائكة أسماء الخلائق كلهم ، وأسماء آبائهم ، فهو قائم على قبري إذا متُّ إلى يوم القيامة ، فليس أحد يصلي عليَّ صلاة إلا قال : يا محمد صلى عليك فلان بن فلان بكذا وكذا ، وإن ربي كفل لي أن يصلي على ذلك العبد بكل واحدة عشرا ] .
قال أبو عبد الله عليه الصلاة والسلام : [ ..... من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مئة مرة ، ومن صلى على محمد وآل محمد مئة مرة صلى الله عليه وملائكته ألفا ، أما تسمع قول الله عز وجل : ( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) ] .

10 / محق الخطايا

عن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : [ الصلاة على النبي وآله أمحق للخطايا من الماء للنار ، والسلام على النبي وآله أفضل من عتق رقاب ، وحب رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من مهج الأنفس ، أو قال : ضرب السيوف في سبيل الله ] .

11 / كسب أفضل الأشياء

عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : [ إني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء ، إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله ، فقال عليه السلام : لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت ] .

12 / قضاء الحوائج

عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : [ من قال في يوم مئة مرة : ( رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِه ) ، قضى الله له مئة حاجة ، ثلاثون منها للدنيا ، وسبعون للآخرة ] .

عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : [ من قال : ( يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ) مئة مرة قضيت له مئة حاجة ، ثلاثون للدنيا ، والباقي للآخرة ] .
عن جعفر بن محمد ، عن آبائه عليهم الصلاة والسلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :[ من صلى على محمد وآل محمد مئة مرة قضى الله له مئة حاجة ] .
عن الصادق عليه الصلاة والسلام قال : [ من صلى على النبي وآله مرة واحدة بنية وإخلاص من قلبه ، قضى الله له مئة حاجة ، منها ثلاثون للدنيا وسبعون للآخرة ] .

13 / تذهب النفاق

عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصلاة عليَّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق ]
عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليَّ فإنها تذهب بالنفاق ] .

14 / كفاية الهموم

قال أبو عبد الله عليه الصلاة والسلام : [ إن رجلا أتى النبي عليه السلام فقال : يا رسول الله إني جعلت ثلث صلاتي لك ، فقال له خيراً ، فقال : يا رسول الله إني جعلت نصف صلاتي لك ، فقال : ذلك أفضل ، قال : يا رسول الله إني قد جعلت كل صلاتي لك ، قال : إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك . فقال له رجل : أصلحك الله كيف يجعل صلاته له ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام : لا يسأل الله شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ] .

15 / توجب الشفاعة

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين في الوصية : [ يا علي من صلى عليَّ كل يوم أو كل ليلة وجبت له شفاعتي ، ولو كان من أهل الكبائر ] .

16 / غفران الذنوب

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين في الوصية : [ من صلى عليَّ مرة ، لم يبقَ من ذنوبه ذرة ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ مرة لا يبقى عليه من المعصية ذرة ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من قال : ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ) أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيدا ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ ما من أحد صلى عليَّ مرة وأسمع حافظيه إلا أن لا يكتبا ذنبه ثلاثة أيام ] .

عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ من قال : ( يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِه ) غفر الله له البتة ، فقلت له : البتة ؟ فقال : كذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ] .
قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ كل يوم ثلاث مرات ، وفي كل ليلة ثلاث مرات حباً لي وشوقاً إليَّ ، كان حقا على الله عز وجل أن يغفر له ذنوبه تلك الليلة ، وذلك اليوم ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب ] .
روي أنه صلى الله عليه وآله قيل له :[ يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يَصَلُّونَ عَلَى النَّبِي ) كيف هو ؟ فقال صلى الله عليه وآله : هذا من العلم المكنون ، ولولا أنكم سألتموني ما أخبرتكم ، إن الله تعالى وكلَّ بي ملكين فلا أذكر عند مسلم فيصلي عليَّ إلا قال له ذلك الملكان : غفر الله لك ، وقال الله وملائكته : آمين ، ولا أذكر عند مسلم فلا يصلي عليَّ إلا قال له الملكان : لا غفر الله لك وقال الله وملائكته آمين ] .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ ما من أحد من أمتي يذكرني ، ثم صلى عليَّ إلا غفر الله له ذنوبه ، وإن كان أكثر من رمل عالج ] .

17 / الإحاطة بالنور

قال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ من صلى عليَّ مرة خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نوراً ، وعلى يمينه نوراً ، وعلى شماله نوراً ، وعلى فوقه نوراً ، وعلى تحته نوراً ، وفي جميع أعضائه نوراً ] .

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ الصلاة عليَّ نور الصراط ، ومن كان له على الصراط من النور لم يكن من أهل النار ] .
قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ أكثروا الصلاة عليَّ ، فإن الصلاة عليَّ نور في القبر ، ونور على الصراط ، ونور في الجنة ] .

18/ خرق الحجب

روي عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على محمد وآل محمد ، وإذا فعل ذلك انخرق الحجاب فدخل الدعاء ، وإذا لم يفعل ذلك لم يرفع الدعاء ] .
قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : [ كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآله ] .
19 / فتح أبواب السماء
عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لعلي عليه السلام : ألا أبشرك ؟ فقال : بلى بأبي أنت وأمي فإنك لم تزل مبشرا بكل خير ، فقال : أخبرني جبرائيل آنفا بالعجب ، فقال له علي عليه السلام : وما الذي أخبرك يا رسول الله . فقال : أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى عليَّ وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء ، وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة ، وإن كان مذنبا خطاء ، ثم تتحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر ، ويقول الله تبارك وتعالى : لبيك يا عبدي وسعديك ، ويقول الله لملائكته : يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة ، وأنا أصلي عليه سبع مئة صلاة ، وإذا صلى عليَّ ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي كان بينها وبين السماء سبعون حجابا ، ويقول جل جلاله : لا لبيك ولا سعديك يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بنبيي عترته ، فلا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي ] .
20 / مرضاة للرب

عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله :صلاتكم عليَّ مجوزة لدعائكم ، ومرضاة لربكم ، وزكاة لأعمالكم]

عن الصادق عليه الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله صلاتكم علي إجابة لدعائكم ، وزكاة لأعمالكم ] .
21 / السلام منه صلى الله عليه وآله الطاهرين

عن أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام قال : [ وكلَّ الله بقبر النبي صلى الله عليه وآله مَلَكاً يقال له : ظهليل إذا صلى عليه أحدكم وسلَّم عليه قال له : يا رسول الله فلان سلَّم عليك ، وصلى عليك ، قال : فيرد النبي صلى الله عليه بالسلام ] .

22 / النجاة من النار

قال صلى الله عليه وآله الطاهرين :[ لن يلج النار من صلى عليَّ ] .
قال صلى الله عليه وآله الطاهرين :[ إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم عليَّ في دار الدنيا صلاة ، إنه قد كان في الله وملائكته كفاية ، ولكن خصَّ المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه ] .

23 / بعد الشيطان

قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ إن الشيطان اثنان : شيطان الجن ، ويبعد بـ ( لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وشيطان الإنس ، ويبعد بـ( الصلاة على النبي وآله ) ] .

24 / الأولوية بالنبي صلى الله عليه وآله الطاهرين

وروي عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : [ أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة في دار الدنيا ] .

25 / مضاعفة الأجر

قال الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام : [ من قال في ركوعه وسجوده وقيامه :( اللهم صل على محمد وآل محمد ) كتب الله له بمثل الركوع والسجود والقيام ] .

عقوبة ترك الصلاة على محمد وآل محمد
سمع الباقر عليه الصلاة والسلام يقول : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن ذكرت عنده فلم يصل عليَّ فلم يغفر له فأبعده الله ] .

عن الصادق عليه الصلاة والسلام قال : [ إذا صلى أحدكم ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله يسلك بصلاته غير سبيل الجنة ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ فدخل النار فأبعده الله عز وجل ] .

قال صلى الله عليه وآله الطاهرين :[ من ذكرت عنده فنسي الصلاة عليَّ خُطِّأَ به طريق الجنة ] .
جعفر بن محمد عليهما الصلاة والسلام قال : [ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من نسي الصلاة عليَّ أخطأ طريق الجنة ] .
عن النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين قال:[ أجفى الناس رجل ذكرت بين يديه فلم يصل عليَّ ] .

حديث الكساء

حديث الكساء
هذا نص حديث الكساء , وفيه من العظمة الشيء الكثير ....
جابر بن عبد الله الأنصاري ، عن فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) بنت رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ، قال : سَمِعتُ فَاطِمَةَ الزَّهراءِ عَلَيهَا السَّلامُ بِنتِ رَسُول اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) أَنِّها قالَت :" دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) فِي بَعضِ الأيَّامِ فَقَالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ ، قالَ : إنّي أَجِدُ في بَدَني ضَعفاً ، فَقُلتُ لَهُ : أُعِيذُكَ باللهِ يا أَبَتاهُ مِنَ الضَّعفٍِ فَقَالَ : يا فاطِمَةُ إِيتيني بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّينِي بهِ ।فَأَتَيتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيِّ فَغَطّيتُهُ بِهِ وَ صِرتُ أَنظُرُ إِلَيهِ وَ إِذا وَجهُهُ يَتَلَأ لَأ كَأَنَّهُ البَدرُ فِي لَيلَةِ تمامِهِ وَ كَمالِهِ ، فَما كَانَت إِلاّساعَةً و إذا بوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أَقبَلَ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساء وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَدخُلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا صاحِبَ حَوضِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ .فَما كانَت إِلاّسَاعَةً وَ إِذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ ( عليه السَّلام ) أَقبَلَ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا أُمّاهُ ، فَقُلتُ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيِني وَ ثَمَرَةَ فُؤادِي ، فَقالَ : يا أُمّاهُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِي رَسُولِ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) ، فَقُلتُ : نَعَم إِنَّ جَدَّكَ وَ أَخاكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَدَنَا الحُسَينُ ( عليه السَّلام ) نحوَ الكِساءِ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا جَدَّاهُ يا مَنِ أختارَهُ اللهُ ، أَتَأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَ يا شافِع أُمَّتِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساء ، فَأَقبَلَ عِندَ ذلِكَ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ وَ قال : أَلسَّلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السَّلامُ يا أَبَا الحَسَن وَيا أَمِيرَ المُؤمِنينَ . فَقالَ : يا فاطِمَةُ إِنّي أَشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخي وَ ابِنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ ، فَقُلتُ : نَعَم ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ أَتَأذَنُ لي أَن أَكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ لَهُ وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَخِي وَ يا وَصِيّيِ وَ خَلِيفَتِي وَ صاحِبَ لِوائِي قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ .ثُمَّ أَتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَ قُلتُ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ الله أَتأذَنُ لي أَن أَكونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ ؟ قالَ : وَ عَليكَ السَّلامُ يا بِنتِي وَ يا بَضعَتِي قَد أَذِنتُ لَكِ ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ ، فَلَمَّا إكتَمَلنا جَمِيعاً تَحتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَيِ الكِساءِ وَ أَومَأَ بِيَدِهِ اليُمنى إِلىَ السَّماءِ و قالَ : أَللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أَهلُ بَيتِي و خَاصَّتِي وَ حَامَّتي ، لَحمُهُم لَحمِي وَ دَمُهُم دَمِي ، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم وَ يُحزِنُني ما يُحزِنُهُم ، أَنَا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَ سِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَ عَدوٌّ لِمَن عاداهُم وَ مُحِبٌّ لِمَن أَحَبَّهُم ، إنًّهُم مِنّي وَ أَنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَ بَرَكاتِكَ وَ رَحمَتكَ و غُفرانَكَ وَ رِضوانَكَ عَلَيَّ وَ عَلَيهِم وَ اَذهِب عَنهُمُ الرَّجسَ وَ طَهِّرهُم تَطهِيراً .فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَتي وَ يا سُكَّانَ سَماواتي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنَّيةً وَ لا أرضاً مَدحيَّةً وَ لا قَمَراً مُنيراً وَ لا شَمساً مُضيِئةً وَ لا فَلَكاً يَدُورُ وَ لا بَحراً يَجري وَ لا فُلكاً يَسري إِلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساء ِ ، فَقالَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ وَ مَنْ تَحتَ الكِساءِ ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أَهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَ مَعدِنُ الرِّسالَةِ هُم فاطِمَةُ وَ أَبُوها ، وَ بَعلُها وَ بَنوها ، فَقالَ جِبرائِيلُ : يا رَبِّ أَتَأذَنُ لي أَن أَهبِطَ إلىَ الأَرضِ لأِكُونَ مَعَهُم سادِساً ؟ فَقالَ اللهُ : نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ .فَهَبَطَ الأَمِينُ جِبرائِيلُ وَ قالَ : أَلسَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ ، العَلِيُّ الأَعلَى يُقرِئُكَ السَّلامَ ، وَ يَخُصُّكَ بِالتًّحِيَّةِ وَ الإِكرَامِ وَ يَقُولُ لَكَ : وَ عِزَّتي وَ جَلالي إِنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنيَّةً و لا أَرضاً مَدحِيَّةً وَ لا قَمَراً مُنِيراً وَ لا شَمساً مُضِيئَةً و لا فَلَكاً يَدُورُ و لا بَحراً يَجري و َلا فُلكاً تَسري إِلاّ لِأجلِكُم وَ مَحَبَّتِكُم ، و َقَد أَذِنَ لي أَن أَدخُلَ مَعَكُم ، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُول الله ِ ؟ فَقالَ رَسُولُ الله : وَ عَلَيكَ السَّلامُ يا أَمِينَ وَحيِ اللهِ ، إِنَّهُ نَعَم قَد أَذِنتُ لَكَ ، فَدَخَلَ جِبرائِيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ ، فَقالَ لأِبي : إِنَّ اللهَ قَد أَوحى إِلَيكُم يَقولُ : ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } فَقالَ : عَلِيٌّ لِأَبِي : يا رَسُولَ اللهِ أَخبِرنِي ما لِجُلُوسِنا هَذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ ؟ فَقالَ النَّبيُّ ( صلى الله عليه وآله ) : وَ الَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحفِلٍ مِن مَحافِل أَهلِ الأَرَضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبِيِّنا إِلاّ وَ نَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ ، وَ حَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ وَ استَغفَرَت لَهُم إِلى أَن يَتَفَرَّقُوا ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً وَاللهِ فُزنا وَ فازَ شِيعَتنُا وَ رَبِّ الكَعبَةِ .فَقالَ أَبي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) : يا عَلِيُ وَ الَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَ اصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّا ، ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِلٍ مِن مَحافِلِ أَهلِ الأَرضِ وَ فِيهِ جَمعٌ مِن شِيعَتِنا وَ مُحِبّيِنا وَ فِيهِم مَهمُومٌ إِلا ّوَ فَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ وَ لا مَغمُومٌ إِلاّ وَ كَشَفَ اللهُ غَمَّهُ وَ لا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَ قَضى اللهُ حاجَتَهُ ، فَقالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : إذَاً والله فُزنا وَ سُعِدنا ، وَ كَذلِكَ شِيعَتُنا فَازوا وَ سُعِدوا في الدُّنيا وَ الآخِرَةِ وَ رَبِّ الكَعبَةِ "