ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الأحد، 14 ديسمبر 2008

بالسعي الجاد ..ادركت غايتها

بالسعى الجادّ . . ادركتْ غايتها .
عـادة مـاتـكـون النـسـاء - اذا سـلكـن سـبـيـل الكمال الروحى بجدّ - اكثر توفقا من الرجال فى الفوز بانكشاف الحجب الظلمانيّة و النوريّة . ذلك انّ النساء ارهـف عـاطـفـة و اوفـر رحـمـة و اشـدّ حـيـاء و ارقّ قـلبـا . وهـنّ اكـثـر اسـتـعـدادا لخروج حبّ الدنيا من قلوبهنّ ممّا لدى الرجال . و هناك دلائل على هذا يطول بيانها . و اكتفى هنا بالاشارة الى واقعة واحدة كنموذج .امـراة مـن ( آذربـيـجـان ) كـانـت قد قرات كتاب ( معراج الروح ) . . اتّصلت بى ( السيد حسن الأبطحي ) يوما عن طريق الهاتف ، قائلة انها تريد ان تلتقى بى ؛ لانّ لديها اسئلة حول كتاب
( معراج الروح)قلت :لامانع . اذا جئت الى مشهد فيمكنك ان تساءلى عمّا بدا لك .لم تمرّ بضعة ايّام حتى جاءت الى دارنا ، و ناولتنى و رقة كانت قد سجّلت عليها ما تريد من اسئلة ، و قالت :هذه المسائل التى اريد السؤال عنها .عـنـدمـا نـظرت الى الورقة وجدت انّ اجابات هذه المسائل مدوّنة فى كتاب ( المصلح الغيبى ) و كتاب ( اجابتنا) .اعـطـيـتها الكتابين و قلت :اجابة اسئلتك فى هذين الكتابين ، فاقرئيهما . و اذا بقيت لديك اسئلة اخرى فسأجيب عنها باذن اللّه .اخذت الكتابين و انصرفت . و فى اليوم التالى عادت و قالت انها قراتهما ، و وجدت فيها الاجابة عمّا تريد .و اضافت :و لكنى لاادرى ماذا ينبغى ان افعل لاوفق لتزكية النفس و ازالة الحجب الظلمانية و النورانية .عـنـدئذ طـلبـت مـنـهـا ان تـحـكـى لى عـن اوضـاعـهـا ، فـَرَوَتْ لى طـرفـا مـن سـيـرتـهـا . و يـؤ سـفـنـى القول انى فهمت عن هذه المراة انّها قلّما تركت ذنبا لم ترتكبه ، و قلّما كانت ثمّة صفة سيئة لم تتّصف بها .لاتـظـنـوا انـّهـا بـاحـت لى بـذنـوبـهـا ؛ لانّ بـوح الانـسـان بـمـعـاصـيـه مـعـصـيـة اخـرى . . بـيـد انّى فهمت - من خلال كلامها - انّها كانت كذلك .و هـا هـى ذى قـد نهضت من كبوتها ، و بدات روحها تتطّلع الى الاعالي . بادئ ذي بدء ينبغى لها ان تسلك طريق التـوبـة . هـذا مـا يـقـرّره المـنـهج المألوف فى السير و السلوك الى اللّه ( تعالى ) بعد اليقظة و الإفاقة .اوضحت لها منهج التوبة ، و ذكرت لها العلامات التى يفهم منها التائب انّ توبته قد قبلت .
1- ورد تفصيل مسألة التوبة و علائم القبول في كتاب (سير إلى الله ) للمؤلفو قلت لها :اجـلسـى الليـلة وحدك فى غرفة منفردة ، و انت مكشوفة الراس ، و اعلنى بين يدى اللّه اسفك وندمك ، و تضرّعى بـتـوسـّل و بـكاء ، و اعتذرى الى اللّه ( جلّ جلاله ) بعبارات الاستغفار ، و ذكر " اليونسيّة "حتى تبدو لك تـلك العـلامـات . و اذا بـدت لك عـلامـات قـبـول التـوبـة فـانّ سـائر مراحل السّير السلوك تمسى هيّنة امامك .ذهـب هـذه المـراة ، و يـبـدو انـّها عكفت منذ تلك الليلة على تنفيذ هذا البرنامج ، و تضرّعت بين يدى اللّه ( تبارك و تعالى ) مئات المرّات بعبارة :" استغفراللّه و اتوب اليه " ، و مئات المرّات ب‍ " لااله الاّ انت سبحانك انّى كنت من الظـالمين " ، مع توجّه الى معناهما الخاصّ الذى كنت قد ذكرته لها . كانت تبكى و تتضرّع بين يدى اللّه كثيرا ، ملتزمة التزاما وثيقا بشروط التوبة . بعدئذ ذكرت هى :فى وقت السّحر - و قد تعبت عينى ، فكانت تؤ لمنى كـثـيـرا بـحـيـث احـسـسـت فـيـهـا بـلذعـة تـمـنـعـنـى مـن اطـبـاق جـفـنـىّ - وجـدت فجاءة تلك العلامات التى ذكرتها لقـبـول التـوبـة ، و قـد صـارت تـوبـتـى إنـْشـاء اللّه تـوبـة نـصـوحـا . و انـا بـانـتـظـار ان تـدلّنـى على المراحل الاخرى للسير و السلوك .قلت لها :منذ الآن عليك بالمراقبة بأن لا تعودي الى المعاصي القديمة ، و حاسبى كلّ ليلة نفسك . و اذا كنت قد عملت معصيه - لاسمح اللّه - فعليك ان تتلافيها على الفور .الى جـانـب هـذا . . عـليـك مـنـذ اليـوم - و انت تريدين المسير تلقاء الحقائق و المعنويّات - ان تحددّى هدفك ، و ان تعدّى عدّة السير .قالت :قل لى إذَنْ ماذا ينبغى ان يكون الهدف ؟ قـلت :افـضـل هـدف و خـيـر غـايـة هـو ان تـبـلغـى الكـمـالات الروحـيـّة ، اى ان تـنـسـلخـى مـن الرذائل ، و تـتـلبـّسـى بـالخـصـال الانـسـانية الحسنة . و خلاصتها انّ قلبك ينبغى ان يغدو نقيا كالمرآة . . حتى تنعكس فيه صفات " الانسان الكامل " . . الذى هو الامام بقيّة اللّه ( ارواحنا فداه
مرآة كلّ المظاهر الالهيّة ، و حتى تغدو روحك مبرّاة من كلّ سوء . و هذا هو هدفنا الذى علينا جميعا ان نسلك الطريق اليه .امـّا الوسـائل القـادرة عـلى البـلوغ بـنـا الى هـذا الهـدف فـهـى الريـاضـات الشـرعـيـّة المـسـتـمـدّة مـن اهل بيت العصمة و الطهارة ( عليهم السّلام ) ، فبدون مددهم لايتمّ شيئ .و الخـلاصـة انـّى شـرحـت لهـا خـلال اقـامـتـهـا فـى مـشـهـد تـلك الايـّام القـليـلة مـراحـل السـّيـر و السـلوك ، منذ " اليقظة و الافاقة " الى " الخلوص " . و كانت هى تدوّن ما تسمعه من تعليمات فـى دفـتـر كـان بـيـدهـا . ثـم حـمـلتـه معها الى مدينتها . و رغم التزاماتها المنزلية و الاسريّة فانها انجزت خلال سنة واحدة ماينجزه آخرون خلال سنوات . . حتى بلغت مقام " الاخلاص " ثم " الخلوص " و غدت ذات روح طاهرة تـشـاهد العوالم الاخرى الكامنة وراء هذا العالم . و حدث لها ان ارتبطت ارتباطا روحيّا كاملا بالامام ولىّ العصر ( ارواحـنـا فـداه ) . و خـلاصـتـهـا انـّهـا قـد وصـلت - خـلال مـدّتها هذه - الى مقام الانقطاع التامّ عن غير الحقّ ، و الى الاتّصال بالحقّ جلّ و علا .انّ المـسـألة هـى كـما تعلم - و كما لوحظ كثيرا - تشبه حالة المريض او الشخص الذى يعيش " حالة اضطرار " ، فـيـنـقـطـع نـظـره عـن الوسائل الظاهرية - و لو لحظة - و يتّصل بمركز القدرة الالهيّة - اعنى امام الزمان ( عليه السـلام ) - فـانـّه يـشـفـى فـى اللحـظـة مـن مـرضـه الذى لاشـفـاء له او يـزال اضـطـراره . انّ الشـخـص البـالغ مـقـام الخـلوص و الانـقـطـاع و الواصـل الى مـقـصـوده تـغـدو كـلّ اوقـات عـمـره تـمـاما مثل تلك اللحظة التى فاز بها المريض و حدثت له فيها المعجزة .معنى هذا انّه اذا اراد . . فانّه يتقلّب دائما فى معجزات و ينال كلّ ما يشاء ، و يكون كما فى الحديث القدسىّ الذى يـقـول اللّه ( عـزّ و جـلّ ) فـيـه :" عـبـدى اطـعـنـى تـكـن مـثـلى تـقـول للشـيـئ كـن . . فـيـكـون ، و تقول للشيئلا تكن . . فلايكون " سوف تغدو انت كذلك من هذا النمط .و فـى الحديث الا خر :" ما يزال العبد يتقرّب الىّ بالنوافل حتّى احبّه ، فاذا احببته كنت عينه التى يبصر بها و اذنه التى يسمع بها و لسانه الذى ينطق به " .اجل ، ما اكثر قدرات الانسان على بلوغ الكمالات الروحيّة ! و لكن ما اشدّ غفلته فى الوقت نفسه ! و ما اكثر ما يقع فى حبائل الشيطان الذى اقسم ان يغويه و يُرْديه !

ليست هناك تعليقات: