بالسعى الجادّ . . ادركتْ غايتها .
عـادة مـاتـكـون النـسـاء - اذا سـلكـن سـبـيـل الكمال الروحى بجدّ - اكثر توفقا من الرجال فى الفوز بانكشاف الحجب الظلمانيّة و النوريّة . ذلك انّ النساء ارهـف عـاطـفـة و اوفـر رحـمـة و اشـدّ حـيـاء و ارقّ قـلبـا . وهـنّ اكـثـر اسـتـعـدادا لخروج حبّ الدنيا من قلوبهنّ ممّا لدى الرجال . و هناك دلائل على هذا يطول بيانها . و اكتفى هنا بالاشارة الى واقعة واحدة كنموذج .امـراة مـن ( آذربـيـجـان ) كـانـت قد قرات كتاب ( معراج الروح ) . . اتّصلت بى ( السيد حسن الأبطحي ) يوما عن طريق الهاتف ، قائلة انها تريد ان تلتقى بى ؛ لانّ لديها اسئلة حول كتاب
( معراج الروح)قلت :لامانع . اذا جئت الى مشهد فيمكنك ان تساءلى عمّا بدا لك .لم تمرّ بضعة ايّام حتى جاءت الى دارنا ، و ناولتنى و رقة كانت قد سجّلت عليها ما تريد من اسئلة ، و قالت :هذه المسائل التى اريد السؤال عنها .عـنـدمـا نـظرت الى الورقة وجدت انّ اجابات هذه المسائل مدوّنة فى كتاب ( المصلح الغيبى ) و كتاب ( اجابتنا) .اعـطـيـتها الكتابين و قلت :اجابة اسئلتك فى هذين الكتابين ، فاقرئيهما . و اذا بقيت لديك اسئلة اخرى فسأجيب عنها باذن اللّه .اخذت الكتابين و انصرفت . و فى اليوم التالى عادت و قالت انها قراتهما ، و وجدت فيها الاجابة عمّا تريد .و اضافت :و لكنى لاادرى ماذا ينبغى ان افعل لاوفق لتزكية النفس و ازالة الحجب الظلمانية و النورانية .عـنـدئذ طـلبـت مـنـهـا ان تـحـكـى لى عـن اوضـاعـهـا ، فـَرَوَتْ لى طـرفـا مـن سـيـرتـهـا . و يـؤ سـفـنـى القول انى فهمت عن هذه المراة انّها قلّما تركت ذنبا لم ترتكبه ، و قلّما كانت ثمّة صفة سيئة لم تتّصف بها .لاتـظـنـوا انـّهـا بـاحـت لى بـذنـوبـهـا ؛ لانّ بـوح الانـسـان بـمـعـاصـيـه مـعـصـيـة اخـرى . . بـيـد انّى فهمت - من خلال كلامها - انّها كانت كذلك .و هـا هـى ذى قـد نهضت من كبوتها ، و بدات روحها تتطّلع الى الاعالي . بادئ ذي بدء ينبغى لها ان تسلك طريق التـوبـة . هـذا مـا يـقـرّره المـنـهج المألوف فى السير و السلوك الى اللّه ( تعالى ) بعد اليقظة و الإفاقة .اوضحت لها منهج التوبة ، و ذكرت لها العلامات التى يفهم منها التائب انّ توبته قد قبلت .
( معراج الروح)قلت :لامانع . اذا جئت الى مشهد فيمكنك ان تساءلى عمّا بدا لك .لم تمرّ بضعة ايّام حتى جاءت الى دارنا ، و ناولتنى و رقة كانت قد سجّلت عليها ما تريد من اسئلة ، و قالت :هذه المسائل التى اريد السؤال عنها .عـنـدمـا نـظرت الى الورقة وجدت انّ اجابات هذه المسائل مدوّنة فى كتاب ( المصلح الغيبى ) و كتاب ( اجابتنا) .اعـطـيـتها الكتابين و قلت :اجابة اسئلتك فى هذين الكتابين ، فاقرئيهما . و اذا بقيت لديك اسئلة اخرى فسأجيب عنها باذن اللّه .اخذت الكتابين و انصرفت . و فى اليوم التالى عادت و قالت انها قراتهما ، و وجدت فيها الاجابة عمّا تريد .و اضافت :و لكنى لاادرى ماذا ينبغى ان افعل لاوفق لتزكية النفس و ازالة الحجب الظلمانية و النورانية .عـنـدئذ طـلبـت مـنـهـا ان تـحـكـى لى عـن اوضـاعـهـا ، فـَرَوَتْ لى طـرفـا مـن سـيـرتـهـا . و يـؤ سـفـنـى القول انى فهمت عن هذه المراة انّها قلّما تركت ذنبا لم ترتكبه ، و قلّما كانت ثمّة صفة سيئة لم تتّصف بها .لاتـظـنـوا انـّهـا بـاحـت لى بـذنـوبـهـا ؛ لانّ بـوح الانـسـان بـمـعـاصـيـه مـعـصـيـة اخـرى . . بـيـد انّى فهمت - من خلال كلامها - انّها كانت كذلك .و هـا هـى ذى قـد نهضت من كبوتها ، و بدات روحها تتطّلع الى الاعالي . بادئ ذي بدء ينبغى لها ان تسلك طريق التـوبـة . هـذا مـا يـقـرّره المـنـهج المألوف فى السير و السلوك الى اللّه ( تعالى ) بعد اليقظة و الإفاقة .اوضحت لها منهج التوبة ، و ذكرت لها العلامات التى يفهم منها التائب انّ توبته قد قبلت .
1- ورد تفصيل مسألة التوبة و علائم القبول في كتاب (سير إلى الله ) للمؤلفو قلت لها :اجـلسـى الليـلة وحدك فى غرفة منفردة ، و انت مكشوفة الراس ، و اعلنى بين يدى اللّه اسفك وندمك ، و تضرّعى بـتـوسـّل و بـكاء ، و اعتذرى الى اللّه ( جلّ جلاله ) بعبارات الاستغفار ، و ذكر " اليونسيّة "حتى تبدو لك تـلك العـلامـات . و اذا بـدت لك عـلامـات قـبـول التـوبـة فـانّ سـائر مراحل السّير السلوك تمسى هيّنة امامك .ذهـب هـذه المـراة ، و يـبـدو انـّها عكفت منذ تلك الليلة على تنفيذ هذا البرنامج ، و تضرّعت بين يدى اللّه ( تبارك و تعالى ) مئات المرّات بعبارة :" استغفراللّه و اتوب اليه " ، و مئات المرّات ب " لااله الاّ انت سبحانك انّى كنت من الظـالمين " ، مع توجّه الى معناهما الخاصّ الذى كنت قد ذكرته لها . كانت تبكى و تتضرّع بين يدى اللّه كثيرا ، ملتزمة التزاما وثيقا بشروط التوبة . بعدئذ ذكرت هى :فى وقت السّحر - و قد تعبت عينى ، فكانت تؤ لمنى كـثـيـرا بـحـيـث احـسـسـت فـيـهـا بـلذعـة تـمـنـعـنـى مـن اطـبـاق جـفـنـىّ - وجـدت فجاءة تلك العلامات التى ذكرتها لقـبـول التـوبـة ، و قـد صـارت تـوبـتـى إنـْشـاء اللّه تـوبـة نـصـوحـا . و انـا بـانـتـظـار ان تـدلّنـى على المراحل الاخرى للسير و السلوك .قلت لها :منذ الآن عليك بالمراقبة بأن لا تعودي الى المعاصي القديمة ، و حاسبى كلّ ليلة نفسك . و اذا كنت قد عملت معصيه - لاسمح اللّه - فعليك ان تتلافيها على الفور .الى جـانـب هـذا . . عـليـك مـنـذ اليـوم - و انت تريدين المسير تلقاء الحقائق و المعنويّات - ان تحددّى هدفك ، و ان تعدّى عدّة السير .قالت :قل لى إذَنْ ماذا ينبغى ان يكون الهدف ؟ قـلت :افـضـل هـدف و خـيـر غـايـة هـو ان تـبـلغـى الكـمـالات الروحـيـّة ، اى ان تـنـسـلخـى مـن الرذائل ، و تـتـلبـّسـى بـالخـصـال الانـسـانية الحسنة . و خلاصتها انّ قلبك ينبغى ان يغدو نقيا كالمرآة . . حتى تنعكس فيه صفات " الانسان الكامل " . . الذى هو الامام بقيّة اللّه ( ارواحنا فداه
مرآة كلّ المظاهر الالهيّة ، و حتى تغدو روحك مبرّاة من كلّ سوء . و هذا هو هدفنا الذى علينا جميعا ان نسلك الطريق اليه .امـّا الوسـائل القـادرة عـلى البـلوغ بـنـا الى هـذا الهـدف فـهـى الريـاضـات الشـرعـيـّة المـسـتـمـدّة مـن اهل بيت العصمة و الطهارة ( عليهم السّلام ) ، فبدون مددهم لايتمّ شيئ .و الخـلاصـة انـّى شـرحـت لهـا خـلال اقـامـتـهـا فـى مـشـهـد تـلك الايـّام القـليـلة مـراحـل السـّيـر و السـلوك ، منذ " اليقظة و الافاقة " الى " الخلوص " . و كانت هى تدوّن ما تسمعه من تعليمات فـى دفـتـر كـان بـيـدهـا . ثـم حـمـلتـه معها الى مدينتها . و رغم التزاماتها المنزلية و الاسريّة فانها انجزت خلال سنة واحدة ماينجزه آخرون خلال سنوات . . حتى بلغت مقام " الاخلاص " ثم " الخلوص " و غدت ذات روح طاهرة تـشـاهد العوالم الاخرى الكامنة وراء هذا العالم . و حدث لها ان ارتبطت ارتباطا روحيّا كاملا بالامام ولىّ العصر ( ارواحـنـا فـداه ) . و خـلاصـتـهـا انـّهـا قـد وصـلت - خـلال مـدّتها هذه - الى مقام الانقطاع التامّ عن غير الحقّ ، و الى الاتّصال بالحقّ جلّ و علا .انّ المـسـألة هـى كـما تعلم - و كما لوحظ كثيرا - تشبه حالة المريض او الشخص الذى يعيش " حالة اضطرار " ، فـيـنـقـطـع نـظـره عـن الوسائل الظاهرية - و لو لحظة - و يتّصل بمركز القدرة الالهيّة - اعنى امام الزمان ( عليه السـلام ) - فـانـّه يـشـفـى فـى اللحـظـة مـن مـرضـه الذى لاشـفـاء له او يـزال اضـطـراره . انّ الشـخـص البـالغ مـقـام الخـلوص و الانـقـطـاع و الواصـل الى مـقـصـوده تـغـدو كـلّ اوقـات عـمـره تـمـاما مثل تلك اللحظة التى فاز بها المريض و حدثت له فيها المعجزة .معنى هذا انّه اذا اراد . . فانّه يتقلّب دائما فى معجزات و ينال كلّ ما يشاء ، و يكون كما فى الحديث القدسىّ الذى يـقـول اللّه ( عـزّ و جـلّ ) فـيـه :" عـبـدى اطـعـنـى تـكـن مـثـلى تـقـول للشـيـئ كـن . . فـيـكـون ، و تقول للشيئلا تكن . . فلايكون " سوف تغدو انت كذلك من هذا النمط .و فـى الحديث الا خر :" ما يزال العبد يتقرّب الىّ بالنوافل حتّى احبّه ، فاذا احببته كنت عينه التى يبصر بها و اذنه التى يسمع بها و لسانه الذى ينطق به " .اجل ، ما اكثر قدرات الانسان على بلوغ الكمالات الروحيّة ! و لكن ما اشدّ غفلته فى الوقت نفسه ! و ما اكثر ما يقع فى حبائل الشيطان الذى اقسم ان يغويه و يُرْديه !
مرآة كلّ المظاهر الالهيّة ، و حتى تغدو روحك مبرّاة من كلّ سوء . و هذا هو هدفنا الذى علينا جميعا ان نسلك الطريق اليه .امـّا الوسـائل القـادرة عـلى البـلوغ بـنـا الى هـذا الهـدف فـهـى الريـاضـات الشـرعـيـّة المـسـتـمـدّة مـن اهل بيت العصمة و الطهارة ( عليهم السّلام ) ، فبدون مددهم لايتمّ شيئ .و الخـلاصـة انـّى شـرحـت لهـا خـلال اقـامـتـهـا فـى مـشـهـد تـلك الايـّام القـليـلة مـراحـل السـّيـر و السـلوك ، منذ " اليقظة و الافاقة " الى " الخلوص " . و كانت هى تدوّن ما تسمعه من تعليمات فـى دفـتـر كـان بـيـدهـا . ثـم حـمـلتـه معها الى مدينتها . و رغم التزاماتها المنزلية و الاسريّة فانها انجزت خلال سنة واحدة ماينجزه آخرون خلال سنوات . . حتى بلغت مقام " الاخلاص " ثم " الخلوص " و غدت ذات روح طاهرة تـشـاهد العوالم الاخرى الكامنة وراء هذا العالم . و حدث لها ان ارتبطت ارتباطا روحيّا كاملا بالامام ولىّ العصر ( ارواحـنـا فـداه ) . و خـلاصـتـهـا انـّهـا قـد وصـلت - خـلال مـدّتها هذه - الى مقام الانقطاع التامّ عن غير الحقّ ، و الى الاتّصال بالحقّ جلّ و علا .انّ المـسـألة هـى كـما تعلم - و كما لوحظ كثيرا - تشبه حالة المريض او الشخص الذى يعيش " حالة اضطرار " ، فـيـنـقـطـع نـظـره عـن الوسائل الظاهرية - و لو لحظة - و يتّصل بمركز القدرة الالهيّة - اعنى امام الزمان ( عليه السـلام ) - فـانـّه يـشـفـى فـى اللحـظـة مـن مـرضـه الذى لاشـفـاء له او يـزال اضـطـراره . انّ الشـخـص البـالغ مـقـام الخـلوص و الانـقـطـاع و الواصـل الى مـقـصـوده تـغـدو كـلّ اوقـات عـمـره تـمـاما مثل تلك اللحظة التى فاز بها المريض و حدثت له فيها المعجزة .معنى هذا انّه اذا اراد . . فانّه يتقلّب دائما فى معجزات و ينال كلّ ما يشاء ، و يكون كما فى الحديث القدسىّ الذى يـقـول اللّه ( عـزّ و جـلّ ) فـيـه :" عـبـدى اطـعـنـى تـكـن مـثـلى تـقـول للشـيـئ كـن . . فـيـكـون ، و تقول للشيئلا تكن . . فلايكون " سوف تغدو انت كذلك من هذا النمط .و فـى الحديث الا خر :" ما يزال العبد يتقرّب الىّ بالنوافل حتّى احبّه ، فاذا احببته كنت عينه التى يبصر بها و اذنه التى يسمع بها و لسانه الذى ينطق به " .اجل ، ما اكثر قدرات الانسان على بلوغ الكمالات الروحيّة ! و لكن ما اشدّ غفلته فى الوقت نفسه ! و ما اكثر ما يقع فى حبائل الشيطان الذى اقسم ان يغويه و يُرْديه !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق