ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الأحد، 4 يناير 2009

كيف نعرف الإمام المهدي (عليه السلام) ونعرفه للناس ؟


كيف نعرف الإمام المهدي (عليه السلام) ونعرفه للناس ؟

هل عرفنا صاحب الزمان أرواحنا فداه كما يجب ، حتى نتكلم فيه ونعرفه للناس؟ أم نحن أول الأصناف العشرة الذين قال عنهم أمير المؤمنين (عليه السلام) : (عشرة يعنتون أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل يتكلف أن يعلم الناس كثيراً ، والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة ... الخ . )  نحن نردد هذه الكلمة العظيمة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ، لكن قلما نعمل بها ! فلماذا ترانا لا نتعب من الكلام فيما نقوله للناس ، مع علمنا القليل؟

 

يجب أن نعترف بأنا أنانيون نحب أنفسنا، وقد نعبدها ، ولذا لا نشعر بالتعب !

وسبب أنانيتنا أننا لا نعترف بجهلنا في هذا الموضوع وذاك وذلك ! فنُدخل أنفسنا فيه ، ونقول فيه بغير علم ، فنُتعب أنفسنا ونُتعب الناس !

نعم ، نحن نعرف عن صاحب الزمان أرواحنا فداه ، أنه موجود . وأنه الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الطاهرين (عليهم السلام) ، وأنه الموعود على لسان جده سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله)، المذخور لتنفيذ هدف رب العالمين بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملؤوها ظلماً وجوراً.

لكني لا أقصد المعرفة الواجبة على كل المكلفين ، بل أقصد تعريف شخصيته تعريفاً علمياً يكون جامعاً مانعاً . وبهذا المعنى فأنا لا أعرف عنه شيئاً ! وأقصد نفسي دونكم لأني لا علم لي بكم .

لكنا مع ذلك نتكلم في معرفته (عليه السلام) ، لأنه نوع من التقرب والتوسل به إلى الله تعالى ، فذكر أهل البيت (عليهم السلام) ذكر لله عز وجل ، وإلا فنحن لسنا أهلاً لنكون من خدام خدامهم.

من أين لنا أن نستطيع تعريف صاحب الزمان (عليه السلام) ، ونحن نقرأ في زيارة الناحية المقدسة:السلام عليك سلام من عرفك بما عرَّفك الله به ونعتك.

وهذا يعني أنا لا يمكننا أن ندعي معرفته وتعريفه ، فما نقوله لا يصلح أن يكون تعريفاً له، بل تعريفه فقط ما عرفه الله تعالى به، فهو التعريف الصحيح، وغيره منا كلام ملؤه الغلط !

سلام من عرفك بما عرَّفك الله به ونعتك.. فبماذا عرَّفه الله تعالى ؟

عرَّفه الله بما رواه الشيخ الطوسي قدس الله نفسه الزكية، في مصباح المتهجد ، قال قدس سره : (ويستحب أن يدعى فيها بهذا الدعاء:

اللهم بحق ليلتنا ومولودها، وحجتك وموعودها، التي قرنت إلى فضلها فضلك، فتمت كلمتك صدقاً وعدلاً ، لا مبدل لكلماتك ، ولا معقب لآياتك، نورك المتألق، وضياؤك المشرق ، والعلم النور في طخياء الديجور ، الغائب المستور، جل مولده، وكرم محتده، والملائكة شهده، والله ناصره ومؤيده، إذا آن ميعاده، والملائكة أمداده ، سيف الله الذي لا ينبو، ونوره الذي لا يخبو، وذو الحلم الذي لا يصبو)

نورك المتألق، وضياؤك المشرق.. فأي عالم هذا من عوالم الله عز وجل ، الذي لا نصل اليه؟ وأي جهاز رباني هذا ، الذي لا نستطيع أن ندركه؟!

بحق ليلتنا ومولودها...التي قرنت إلى فضلها فضلك..

أيُّ فضل قُرِنَ الى أيِّ فضل ؟! فصاحب الزمان (عليه السلام) هو فضل الله العزيز الحكيم ، ذي العزة والمجد والعطاء.. قرنه إلى فضل ليلة النصف من شعبان.. فما حقيقة هذين الفضلين وما معنى اقترانهما ؟!

هذه العبارات لم أستطع تفسيرها، ولا أستطيع الآن أن أعبر عما فهمته منها !

لذا أتركها إلى عبارة أخرى من زيارة الناحية المقدسة التي فيها: سلام من عرفك بما عرَّفك الله به ، وفيها هذه العبارة: السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى!

إن قدرة الإنسان على الخيال أوسع من قدرته على الرؤية بالبصر بكثير ، فلاحظوا الى أي مدى يصل بصركم وما تراه أعينكم ، ثم إلى أي مدى يبلغ خيالكم ؟! طبعاً الفارق بينهما كبير . وبهذه النسبة يكون الفرق بين ما يبلغه الخيال وما يبلغه العقل! فالعقول تدرك المجردات التي لا يدركها الخيال ! فعقولنا مثلاً تدرك ما وراء الفضاء ، لكن خيالنا لا يدركه إلا فضاء ! وتدرك العدم ، ولا يدركه خيالنا إلا وجوداً !

فهل سمعتم بشخص ينظر من الأرض إلى الجنة وإلى شجرة طوبي ، وإلى سدرة المنهتى؟! إنه الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه !

السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى.. فإذا كان نظره (عليه السلام) يصل إلى شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، فإلى أين يصل تصوره ، وإلى أين يصل إدراك عقله الشريف؟! هنا نعرف لماذا أمر الله الملائكة بالسجود لآدم (عليه السلام) !

فإن حدود علم جبرئيل (عليه السلام) وقدرته على الإدراك تقف عند سدرة المنهتى ، ففي المناقب من حديث ابن عباس عن المعراج: فلما بلغ إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب فقال جبرئيل: تقدم يارسول الله ليس لي أجوز هذا المكان ولو دنوتُ أنملةً لاحترقت! . (المناقب لابن شهر آشوب:1/155).

بل لا بد أن نقول إن جبرئيل لا يستطيع أن يصل الى حيث وصل الإمام المهدي (عليه السلام)، الذي يصل مدى نظره إلى سدرة المنتهى ، فيكون جبرئيل تحت نظره، فضلاً عن قدرة تصوره، ثم قدرة تعقله (عليه السلام)، فكيف يمكننا أن نعرِّف الإمام المهدي (عليه السلام) بغير هذا التعريف: السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى.

إنه نور الله الذي لا يطفأ ، ففيه اجتمعت كل المعرفة وكل العلوم روحي فداه! وقد يتصور بعضهم أن هذه الأبحاث لا فائدة فيها ، لكنه لا يلتفت الى أن مشكلاتنا جاءت من تنقيصنا لمقام النبي (صلى الله عليه وآله)والأئمة المعصومين من عترته الطاهرين (عليهم السلام) ، ولأنا لم نقدرهم حق قدرهم، ولم نعطهم حقهم ومقامهم الذي أعطاه الله لهم، فتخيلناهم في مقامات دنيا، بل صادرنا أحياناً مقاماتهم لأنفسنا! مع أن الذين ينقصونهم مقاماتهم ولو درجة واحدة ، فضلاً عمن يصادرونها ويدعونها لأنفسهم، ينطبق عليهم قول الله تعالى:كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ. سورة المطففين:15،

وهذه هي خسارة الأبد، وعذاب الكمد !

وعبارة أخرى في نفس زيارة الناحية هذه تقول:أشهد أنك الحجة...وأنك خازن كل علم، وفاتق كل رتق، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل.. فهذه مقامات أربعة لصاحب الزمان (عليه السلام) ، تتعلق بما أعطاه الله من العلم والقدرة . ومن الصعب علينا أن نتصور معانيها :

خازن كل علم ، بهذا الشمول وبأصرح أدوات التعميم !

وكذلك تصور الصفات الأربع التي تتعلق بالقدرة التي أعطاه الله إياها ، وهي فوق ما أعطى لعيسى بن مريم (عليه السلام) من إحياء الموتى بإذنه وغيرها !

فالإمام المهدي (عليه السلام) بإشارة منه بالمشيئة الربانية التي تستمد من(كن فيكون) فاتقُ كل رتق، وراتق كل فتق.. فهو الهادم لكل باطل ، والباني لكل حق ، في عالمي المادة والمعنى. وهو المحق لجميع الحقوق المتروكة والمجهولة ، ومبطل الباطل الظاهر والمخفي !

إنها مقامات فوق تصورنا وعرفنا المحدود كما ذكرنا . ولا عجبَ ما دام الله تعالى قد جعله خاتم دينه ، وبقيته المذخورة لإصلاح أرضه ، والمحقق لهدف أنبيائه (عليهم السلام) ، وجمع فيه الكرامات والكمالات التي وزعها في غيره !

سأل أحدهم الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام المهدي (عليه السلام) إذا ظهر كيف يسلمون عليه؟ فقال: يقولون السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ: بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . (سورة هود: 86 ) 

فهو (عليه السلام) بقية الله، الذي انتهت إليه مواريث الأنبياء (عليهم السلام) والموجود لديه آثار الأصفياء ، فهو قِطافٌ منهم جميعاً ، وعصارةٌ لهم جميعاً ، وخلاصةُ عطر استخلصها الله من عطور العالم ، وجعلها في زجاجة نورانية ، فكانت الإمام المهدي أرواحنا فداه . صلوات الله عليك يا بقية الله في أرضه.

فكيف يمكن لنا أن ندعي أننا ننتسب إلى هذه الشخصية العظيمة ، وأننا من خدامه أو خدام خدامه (عليه السلام) وعليهم؟! لكنه هو الكريم سليل الأمجاد الكرماء ، نأمل ببركة دم جده الحسين (عليه السلام) أن ينظر إلينا نظرة رضاً ، تشملنا بها رحمة ربنا عز وجل ، وإلا فنحن لا شئ ، وليس في أعمالنا ما يقربنا إلى هذا العالم العلوي من العلم والقدرة الإلهية !

نقل المجلسي رحمه الله من كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان ، قضية عجيبة فيها كلمة من الإمام (عليه السلام) تفتح أبواباً من المعرفة، قال المجلسي رحمه الله : (ومن ذلك ما نقله عن بعض أصحابنا الصالحين من خطه المبارك ما صورته: عن محيي الدين الإربلي أنه حضر عند أبيه ومعه رجل ، فنعس فوقعت عمامته عن رأسه ، فبدت في رأسه ضربة هائلة فسأله عنها فقال له: هي من صفين !

فقيل له: وكيف ذلك ووقعة صفين قديمة ؟! فقال: كنت مسافراً إلى مصر فصاحبني إنسان من غزة ، فلما كنا في بعض الطريق تذاكرنا وقعة صفين ، فقال لي الرجل: لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من علي وأصحابه ! فقلت: لو كنت في أيام صفين لرويت سيفي من معاوية وأصحابه ! وها أنا وأنت من أصحاب علي (عليه السلام) ومعاوية لعنه الله فاعتركناعركة عظيمة، واضطربنا فما أحسست بنفسي إلا مرمياً لما بي ! فبينما أنا كذلك وإذا بإنسان يوقظني بطرف رمحه ، ففتحت عيني فنزل إليَّ ومسح الضربة فتلاءمت ، فقال: إلبَثْ هنا ، ثم غاب قليلاً وعاد ومعه رأس مخاصمي مقطوعاً والدواب معه ، فقال لي: هذا رأس عدوك ، وأنت نصرتنا فنصرناك: وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. فقلت من أنت؟ فقال: فلان بن فلان ، يعني صاحب الأمر (عليه السلام) ، ثم قال لي: وإذا سئلت عن هذه الضربة ، فقل ضربتها في صفين!).(البحار:52/75 )

والأمر هنا يتصل بمعرفة الإمامة، فقد ربط الإمام (عليه السلام) قوله: نصرتنا فنصرناك بقوله تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ، لأن نصرة أهل البت (عليهم السلام) نصرةٌ لله تعالى، فقد نصر هذا المؤمن الله تعالى ضد الناصبي عدو الله ! والذي نصره على الناصبي ليس الإمام المهدي(عليه السلام) بل الله تعالى، مثل قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله): فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . ( سورة الأنفال:17 )

فلم تكن القدرة في يد الإمام المهدي (عليه السلام) التي لمست جرحه فشفي من فوره قدرة بشرية ، بل قدرة ربانية جرت على يد الإمام المهدي (عليه السلام) ، لكن ذلك يحتاج الى رقي فكري لإدراكه وتعقله.

إن القدرة التي جعلها الله تعالى في الإمام المهدي (عليه السلام) أعظم من القدرة التي جعلها في يد نبيه موسى (عليه السلام) :وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ. (الأعراف:108(

فقد كان موسى (عليه السلام) ينزع يده من تحت إبطه فتضئ للناظرين بإذن الله، ويمسح بها فتشفي الأعمى والمريض بإذن الله ، ولكن السر الإلهي الذي في يد الإمام المهدي (عليه السلام) أعظم وأعم ، بل لا تقاس يده بيد موسى (عليهما السلام) لأن ملك محمد وآله أعظم مما أوتي الأنبياء (عليهم السلام) ! فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لجابر بن عبد الله: نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود ، وسلطاننا أعظم من سلطانه. ( البحار :27/306 ) 

عن أبان بن تغلب، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه عندما يظهر الإمام المهدي (عليه السلام) : (فينشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله)عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله ، لا يهوي بها الى شئ أبداً إلا هتكه الله، فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد ، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلاً ، ولا يبقى مؤمن إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم، فينحط عليه ثلاث عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكاً . قلت: كل هؤلاء الملائكة؟ قال: نعم ، الذين كانوا مع نوح في السفينة ، والذين كانوا مع إبراهيم حين ألقي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني اسرائيل، والذين كانوامع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف ملك مع النبي(صلى الله عليه وآله)مسومين، وألف مردفين، وثلاثمائة وثلاثة عشرملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم في القتال ...) .

إن حضور هؤلاء الملائكة من زمن نوح (عليه السلام) إلى عاشوراء الحسين (عليه السلام) (ولا يوم كيومك يا أبا عبد الله) له دلالات مهمة ، منها تسلسل قضية الصراع في الأرض بين الهدى الإلهي والضلال البشري ، وحضور الملائكة الشهود والأنصار في ختامه على يد الإمام المهدي(عليه السلام) !

وهذا الإنسان الذي يحشد له الله تعالى هذه القوة ، ويربطه بهذه الأمجاد ، لا يمكن تعريفه إلا بالقول: نورك المتألق ، وضياؤك المشرق ، والعلم النور في طخياء الديجور ، الغائب المستور ، جل مولده ، وكرم محتده ، والملائكة شهده ، والله ناصره ومؤيده . 

والمهم في الموضوع: ماذا يجب علينا أن نعمل ؟

أولاً ، يجب علينا نحن فئة طلبة العلم والعلماء أن ندرك أنه لا يمكننا أن نقوم بعمل مفيد إلا بتوفيق الله تعالى ، فلابد أن نترك الإدعاء بأننا شئ ، ونتوجه إليه عز وجل أن ينظر الينا نظرة رحيمة يجعلنا بها مقبولين عنده وعند رسوله وآله (صلى الله عليه وآله).علينا أن لا ندعي أننا أصحاب أهل البيت (عليهم السلام) وأصحاب الإمام المهدي وجنوده أرواحنا فداه ! بل لا أدعي أني باسط يديه بالوصيد في أعتاب صرحهم الرباني المشيد ، وإنما نحن سائلون عند فنائهم !

مولاي يا صاحب الزمان ، إن الله تعالى يقول:وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ، ونحن سائلون على بابك. ويقول عز وجل: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ، ونحن أيتامكم أهل البيت ، لأنا منقطعون عنكم..فمن أيتم منا ، ومن أكدى ؟! صلوات الله عليكم.

وثانياً، أن نعرف أن الحق ما حققه أهل البيت (عليهم السلام) ، والباطل ما أبطلوه (فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه). فمادمنا نعتقد بإمامتهم وعصمتهم (عليهم السلام) ، فعندما يصل إلينا ما أحقوه وما أبطلوه ، فقد انتهى الأمر ، ووجب على العقل أن يُسْلِم ويُسَلِّم ، لأن الكلام في مقابلهم غلط! ولا مجال لقول هكذا أرى وهكذا أفهم! فما أراه وما أفهمه مقابل هؤلاء (عليهم السلام) فضول القول! إن عقائدنا من ناحية نظرية تتلخص في كلمتين فقط: فالحق ما رضيتموه والباطل ما سخطتموه . كما أن عملنا يتلخص في كلمتين أيضاً: المعروف ما أمرتم به والمنكر ما نهيتم عنه


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم

ليست هناك تعليقات: