ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الاثنين، 21 أبريل 2008

دور الإمام في الغيبة

((ما هو دور الامام في الغيبة))
كلنا نعلم ان بسط العدالة الشاملة على الأرض من أهم وأخطر المهام على الإطلاق:
إذا كان المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام قد ولد في عام 255 هـ , وهو غائب عن أنظار الناس منذ ذلك الحين إلى اليوم, ويستمر إلى اليوم الموعود الذي يظهر فيه ليقيم العدالة الشاملة على الأرض, فما دوره الذي يمارسه خلال هذه الفترة ؟ وهل الغيبة تعني غياب الفعالية والدور ؟؟
إن غياب الهوية عن مدارك الناس لا يعني الغياب عن الوجود ولا غياب الدور والفاعلية , فعلى الرغم من أن الله تعالى مجده غيب الهوية (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) إلا انه (يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) وهو الوجود الصرف أزلاً وأبداً ويدير كل شؤون الكون من الذرة إلى المجرة وما كان أكبر من ذلك أو أصغر (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ..) , وكلنا نعلم إن الملائكة الغائبون عن حواسنا يمارسون شتى أعمال الغيب التي تتصل بشؤون الناس, مثل الحياة والموت والآجال والأرزاق والوحي ( الإلهام) وتثبيت المؤمنين بل القتال معهم في المعارك أيضاً وينزلون بعقاب السماء على المستحقين كما يؤكد القرآن الكريم في آيات كثيرة.
فكما الله يدير جميع شؤون الكون وهو غائب عن مدارك الناس, وكما الملائكة ينفذون الكثير من الأعمال التي تتصل بالناس دون أن يكون لهم حضور ملموس , وكما الخضر عليه السلام ينفذ أمر الله في الأرض دون أن يعلم به الناس, كذلك القائم بأمر الله يدير شؤون الأرض وما عليها دون أن يطلع الناس على أعماله , فغيابه عن أبصار الناس لا يعني أنه غير موجود أو غائب الدور والفاعلية , بل هو موجود ويقوم بأمر الله في جميع شؤون الأرض التي تتصل بالسماء , وهو -كما برهنا من قبل بكثير من البراهين- من الضرورات الوجودية التي لا يمكن تصوّر عدمها, لأنه مظهر لفعل الله في الأرض , فالله فاعل وفعله يظهر بواسطة مخلوقاته على حسب مراتبهم الوجودية.
إن الله تعالى مجده يحيي ويميت ولكنه لا يباشر ذلك بنفسه, بل بواسطة الآباء الذين ينجبون الأطفال ويدفعون بهم إلى الحياة , وبواسطة الملائكة الذي يقبضون أرواح الناس عند الموت , والله تعالى مجده يقتل أعداءه الكفار ويخزيهم ويشفي صدور المؤمنين الذين يتأذون منهم , ولكنه لا يباشر ذلك بنفسه بل بواسطة المؤمنين (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) والله تعالى مجده هو المعلم الأعظم (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) وهو يخرج الناس من الظلمات إلى النور, ولكنه لا يباشر ذلك بنفسه , بل بواسطة الأنبياء والوحي والكتب المنزلة, والله تعالى مجده هو الذي يسّجل أعمال الناس ويمحو ما يشاء من الغيب ويثبت, ولكنه لا يباشر ذلك بنفسه ,بل بواسطة كتاب الغيب والملائكة والكرام الكاتبين, والله تعالى مجده هو المدير المطلق الذي يتولى كل شؤون السماوات والأرض , وهو لا يباشر ذلك بنفسه بل جعل في كل أرض من الأرضين السبع خليفة تكويني ( مدير) يتولى شؤون إدارتها بأمر من الله .
ومن خلال علمنا بالدور العظيم الذي أوكله الله للمهدي المنتظر بإقامة العدالة الشاملة على كوكب الأرض, وإيماننا بان الله (عَلِيمٌ حَكِيمٌ) لا يسلك العبث إلى ساحة قدسه من سبيل نستطيع القول : إن المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام الذي يتولى أمر العدالة الشاملة هو المدير العام للأرض وشؤونها , منذ ولادته المباركة وحتى اليوم الموعود , ولا يمكن أن يكون بلا دور فاعل في زمان غيبته , فجميع ما يجري في الأرض من أحداث إنما يقوم بها القائم بأمر الله ( المهدي) والملائكة الذين يعملون تحت أمره.
ومن خلال ما تقدم يظهر لنا ان أفعال الله الظاهرة في النشأة بواسطة مخلوقاته إنما تكون ذات مراتب متنوعة, فهناك أفعال بسيطة يقوم بها المؤمنون على حسب مواقعهم ودرجة إيمانهم, وهناك أعمال أبسط تقوم بها الكائنات الحية والجامدة , مثل الحشرات والرياح التي تنقل اللقاح إلى النبات , ومن خلال التناسل , فتكون سببا في انبثاق كائنات جديدة إلى الحياة , وهي ( الكائنات الحية والجامدة) تكون أيضاً السبب في موت الكثير من الكائنات , وذلك من خلال العواصف والأمطار الغزيرة والفيضانات والزلازل والبراكين ومن خلال افتراس الحيوانات لبعضها البعض ولدغاتها المميتة , و هي بهذا تكون جهة تنفيذية لأمر الله في النشأة أي مظهر لأفعال الله مثل( الحياة والموت ودورة الطاقة في الطبيعة) على حسب مراتبها .
والأفعال الراقية يقوم بها الأنبياء والأوصياء والأتقياء الصالحون الذين يخرجون الناس من الظلمات إلى النور , وهناك أفعال يتطلب تنفذيها العلم بالغيب يقوم بها الملائكة ورجال علّمهم الله من لدنه علماً( مثل آصف بن برخيا والخضر والمهدي عليهم السلام), مهمتهم الكتابة في الغيب وتنفيذ بعض الأعمال في الأرض .
ولما كانت جميع مراتب الأفعال الظاهرة والباطنة في النشأة مظاهر لأفعال الله تعالى مجده , فإنها جميعاً يجب ان تجمعها وحدة واحدة ( إدارة واحدة) وجودها في النشأة أمر ضروري, ومسوّغ الضرورة هو ان الله واحد أحد وجميع ما في الكون مراتب وجودية لهويته جل شأنه , فالوحدة الجامعة من الضرورات الوجودية التي لا يمكن تصور عدمها , وعلى هذا يجب أن يكون لهذه المراتب التي تظهر بها أفعال الله مرتبة جامعة نستطيع أن نطلق عليها تسمية مدير عام لشؤون مراتب الفعل في الأرض , وكلنا نعلم ان بسط العدالة الشاملة على الأرض من أهم وأخطر المهام على الإطلاق , وهي بلا شك تتطلب إمكانيات علمية وتنفيذية عظيمة جداً يتفرد بها القائم بأمر الله (المهدي المنتظر) عليه الصلاة والسلام , وعلى هذا الضوء فإن المهدي هو المرتبة الجامعة الضرورية في النشأة , وريثما يتحقق الفعل الأعظم ببسط العدالة الشاملة على الأرض , فإن جميع الأفعال التمهيدية التي تسبق ذلك تكون بعلم المهدي وتحت تصرّفه , فكما الكائن الحي لا يظهر بتمام كماله في النشأة دفعة واحدة, بل شيئاً فشيئاً وعلى حسب سنة النمو والتكامل , كذلك الفعل التام الأعظم (بسط العدالة الشاملة على الأرض) الذي يقوم به المهدي المنتظر لا يتحقق دفعة واحدة بل شيئاً فشيئاً وعلى حسب سنة النمو والتكامل, فالمهدي في الزمان السابق لظهوره يعمل ويمهّد للفعل الأعظم الذي صمم لتنفيذه, ولما كان هو القائم بأمر الله (الجهة التنفيذية) فإن الآيات القرآنية التي تتحدث عن الأفعال التمهيدية التي تسبق بسط العدالة الشاملة على الأرض إنما تتحدث عن المهدي عليه الصلاة والسلام , وفيما يلي نماذج من تلك الآيات .
(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ*وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ*لِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)
(.. وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
مصاديق هذه الآيات متحققة اليوم ونشهد مظاهرها يومياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة , فقوله :( يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) إشارة صريحة للكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والأمطار الغزيرة والزلازل, والحروب التي يستخدم فيها القصف بالطائرات والصواريخ والقنابل الساقطة من فوق (مِنْ فَوْقِكُمْ ) , والألغام الأرضية والقنابل التي تتفجر من تحت الأرض (مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) .
وقوله :( أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ) إشارة واضحة إلى حالات الفرقة والاختلاف التي تعاني منها الأمة , وإلى الحروب التي يذيق فيها بعضهم بأس بعض , أما القارعة في قوله (تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ) فهي المصيبة أو الكارثة التي تصيب الناس بصورة مباشرة أو غير مباشرة وتشمل:مظاهر الحروب والانفجارات بأنواعها ,والزلازل والفيضانات والبراكين والأعاصير والأمطار المدمرة , وسقوط الطائرات واصطدام القاطرات والسيارات, والأمراض الفتاكة مثل الإيدز والسارس ونحو ذلك, وهذه المصائب ( القارعة) تصيب الناس بصورة مباشرة (تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا )أو غير مباشرة (تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ).
ولو تأملنا في تلك الحوادث الواقعة التي نشهدها كل يوم ودرسناها على ضوء سنن الله الجارية في النشأة , نجدها تنمو وتتكامل شيئاً فشيئاً باطراد واضح, فحوادث اليوم أكثر من حوادث الأمس وحوادث الأمس أكثر من حوادث الشهر الماضي أو السنة الماضية, إنها تنمو وتتكامل كما ينمو ويتكامل الكائن , مما يعني أن حوادث المستقبل اكثر واعظم , ولسوف يستمر هذا الحال (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ) و يظهر الحدث الأعظم الذي يستأصل كل كيانات الظلم والفساد بتمام كماله, فتطهر الأرض من كل مظاهر الشرك , وعندئذ يظهر الإسلام على الدين كله ويتم بسط العدالة الشاملة, وهكذا يظهر لنا بوضوح إن برنامج بسط العدالة الشاملة على الأرض إنما سلسلة طويلة من الحوادث تظهر شيئاً فشيئاً كما تظهر هوية الكائن الحي خلال مراحل النمو والتكامل والظهور التام لا يكون إلا في نهاية المطاف.
وبما أن المهدي المنتظر هو المصمم من قبل السماء لأداء هذه المهمة , فانه بلا شك هو المسؤول عن أداءها منذ البداية وحتى النهاية , فهذه الحوادث الممهدة لبسط العدالة الشاملة على الأرض إنما تدار من قبل الجهة التنفيذية لأمر الله المهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام لأنها من فصول مهمة إظهار الدين وبسط العدالة المكلف بأدائها.
ولما كان إظهار الإسلام على الدين كله من ضمن برنامج بسط العدالة الشاملة المكلف بأدائها المهدي , فإن مظاهر الصحوة الإسلامية التي بدأنا نشهد انتشارها في الأرض بوضوح لا تحدث مصادفة, بل هي من الفصول التمهيدية المهمة التي يقوم بها المهدي شيئاً فشيئاً حتى يأتي اليوم الموعود ويظهر الإسلام على الدين كله ولو كره المشركون, وهذه الحقيقة يعرفها الكثير من المؤمنين الذين يتشرفون بلقاء كيانه المقدس عليه الصلاة والسلام .

ليست هناك تعليقات: