ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

علي(عليه السلام) عنده علم الأولين والآخرين


«علي(عليه السلام) عنده علم الأولين والآخرين»

روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:لمّا جلس عليّ(عليه السلام) في الخلافة وبايَعَه الناس خَرَج إلى المسجد مُتَعمِّماً بعمامة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، لابساً بُردة رسول الله(صلى الله عليه وآله): متنعِّلا نعل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، متقلّداً سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فصعد المنبر، فجلس(عليه السلام) عليه متمكّناً، ثم شبَّكَ بين أصابعه فوضعها أسفلَ بطنه ثم قال:
يا معشر الناس، سلوني قبلَ أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول
الله(صلى الله عليه وآله)، هذا ما زَقَّني رسول الله(صلى الله عليه وآله) زقّاً زقاً। سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخِرين.أما والله لو ثُنيت لي الوسادة فجَلَستُ عليها لأفْتَيتُ أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأفتيتُ أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ، ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزلَ الله فيّ، وأنتُم تتلونَ القرآن لَيلا ونهاراً، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه؟ و لو لا آية في كتاب الله لأخبرتُكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: (يَمحو الله ما يشاءُ ويُثبت وعندهُ أُمُّ الكتابِ). ثمّ قال: سَلوني قبل أنْ تفقدوني، فو الله الذي فلقَ الحبّة وبَرأ النّسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أُنزلت أو في نهار أُنزلت، مكيّها ومدنيّها، سَفريّها وحَضَريِّها، ناسخها ومنسوخها، مُحكَمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتُكم.فقام إليه رجل يقال له ذعلب ـ وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب، شجاع القلب ـ فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لأُخجِّلَنَّهُ اليوم لكم في مسألتي إيّاه، فقال: يا أمير المؤمنين! هل رأيت ربّك؟
قال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعْبُدُ ربّاً لم أرَه.
فقال: فكيف رأيته؟ صف لنا.
قال: ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.
ويلك يا ذعلب، إنّ ربّي لا يُوصفَ بالبُعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللّطافة، لا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصّف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمنٌ لا بعبادة، مدركٌ لا بمجسَّة، قائلٌ لا باللّفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارجٌ منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء فلا يقال: شيءٌ فوقه، وأمام كُلِّ شيء فلا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء
فخرذعلب مغشيّاً عليه، ثمّ قال: تاللهِ ما سَمِعتُ بهذا الجواب، والله لا عُدت إلى مثلها ثم قال: سلوني قبل أنْ تفقدوني، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف يُؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب، ولم يبعث إليهم نبيّ؟ قال: بلى يا أشعَث، قدْ أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملكٌ سكر ذات ليلة، فدعا بابنته الى فراشه، فارتكبها، فلما أصبَحَ تَسامَعَ به قومه، فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيّها الملك دَنَّسْتَ علينا ديننا وأهلكته، فاخرُج نطهّرك و نُقِم عليك الحدّ। فقال لهم: اجتمعوا واسمَعوا كلامي، فإنْ يكن لي مَخرَج ممّا ارتكبتُ وإلاّ فَشَأنكم।فاجتمعوا، فقال لهم: هل علمتم أنّ الله لم يخلُق خلقاً أكرَم عليه من أبينا آدم وأُمّنا حوّاء؟قالوا: صدَقت أيّها الملك، قال: أفَليس قد زوّجَ بنيه من بناته وبناته من بنيه؟

قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمَحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشدّ حالا منهم.قال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عُدت الى مثلها أبداً.
ثمّ قال: سلوني قبل أن تفقدوني.
فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّئاً على عصاه، فلم يَزَل يتَخطّى الناس حتى دنا منه، فقال: يا أمير المؤمنين دُلّني على عَمَل أنا إذا عملته نَجّاني الله من النار.قال له: اسمع يا هذا، ثم افهم، ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعِلمِه، وبغنِيٍّ لا يَبخَل بماله على أهل دين الله، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنّي، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان.أيُّها السائل فلا تغترنَّ بكثرة المساجد، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شَتّى، أيُّها السائل إنّما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه، ولا يحزَن على شيء منها فاتَه، وأمّا الصابر فيَتمنّاها بقلبه، فإنْ أدرَك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأمّا الراغب فلا يُبالي منْ حِلٍّ أصابها أم منْ حرام.
قال له: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: ينظر الى ما أوجب الله عليه من حَقٍّ فيتولاّه، وينظر الى ما خالفه
فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً. قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين، ثمّ غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسَّم عليّ(عليه السلام) على المنبر ثم قال: مالكم؟ هذا أخي الخضر.ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه(صلى الله عليه وآله) ثم قال للحسن(عليه السلام): يا حَسَن قم فاصعد المنبر فتكلَّم بكلام لا تُجهِّلك قريش من بعدي فيقولون: إنّ الحسن بن علي لا يُحسِن شيئاً.قال الحسن(عليه السلام): يا أبت كيف أصعدُ وأتكلّم وأنتَ في الناس تَسمعُ وترى؟قال له: بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمعُ وأرى وأنتَ لا تراني.فصعد الحسن(عليه السلام) المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ(صلى الله عليه وآله) صلاة موجزة ثم قال: أيّها الناس سمعت جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها، وهل تُدخل المدينة إلاّ من بابها».ثمّ نزل، فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فحمله وضمّه إلى صدره. ثمّ قال للحسين(عليه السلام): يا بُني قُم فاصعد المنبر وتكلّم بكلام لا تُجَهِّلك قريش من بَعدي فيقولون: إنّ الحسين بن عليّ لا يُبصِر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك، فصعد الحسين(عليه السلام)المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه صلاةً موجزةً، ثمّ قال: معاشر الناس سَمِعتُ جَدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «إنّ عليّاً هو مدينة هدى، فمن دَخَلها نَجا، ومَن تَخَلَّف عنها هَلَك».فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فَضَمَّه إلى صدره وقَبَّلَه، ثمّ قال:«معاشر الناس، اشهدُوا أنـَّهما فرخا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ووديعته التي استَودعَنيها وأنا أستَودِعكُمُوها، معاشر الناس ورسول الله سائِلكم عنهما».
ومَن ذا يُساميه بمجد ولم يزَل***يقول سلوني ما يحلّ ويحرم
سَلوني ففي جَنبَيّ علمٌ ورثته***عن المصطفى ما فات مني به الفم
سَلوني عن طرق السماوات إنّني***بها عن سلوك الطرق في الأرض أعلَمُ

ليست هناك تعليقات: