ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

السبت، 23 يناير 2010

أجوبت الإمام الحسن لملك الروم والشامي


أجوبت الإمام الحسن لملك الروم ، والشامي

قال علي بن إبراهيم : حدثني الحسين ، عن عبد الله السكيني ، عن أبي سعيد البجلي ، عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله ، عن آبائه قال : لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية وأنه في مائة ألف قال : من أي القوم ؟ قالوا : من أهل الشام قال : لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم من أهل مصر لعنوا على لسان داود فجعل الله منهم القردة والخنازير ।
ثم كتب إلى معاوية لا تقتل الناس بيني وبينك ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت وتستريح الناس منك ومن ضلالتك وإن أنت قتلتني فأنا في الجنة وتغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى أرد مكرك وخديعتك وبدعتك وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بموازرة رسول الله وأنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله تعالى : ( لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ) .
فلما قرأ معاوية كتابه وعنده جلساؤه قالوا : قد والله أنصفك قال معاوية : والله ما أنصفني والله لأرمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام من قبل أن يصل إلي ، والله ما أنا من رجاله ولقد سمعت رسول الله يقول : والله يا علي لو بارزك أهل المشرق والمغرب لقتلتهم أجمعين . فقال رجل من القوم : فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله بما تخبر ما أنت ونحن في قتاله إلا على ضلالة فقال : إنما هذا بلاغ من الله ورسالاته والله ما أستطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون هو ما كائن ( ما كان - خ ) قال : وبلغ ذلك ملك الروم وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك فسأل من أين خرجا ؟ فقيل له : رجل بالكوفة ورجل بالشام فأمر الملك وزراءه فقال تخللوا هل تصيبون من تجار العرب من يصفهما لي فأتي برجلين من تجار الشام ورجلين من تجار مكة فسألهم من صفتهما فوصفوهما له ثم قال لخزان بيوت خزائنه اخرجوا إلي الأصنام فأخرجوها فنظر إليها فقال الشامي ضال والكوفي هاد .
ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك فأسمع منهما ثم أنظر في الإنجيل كتابنا ثم أخبركما من أحق بهذا الأمر وخشي على ملكه فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث أمير المؤمنين ، الحسن ابنه فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده فقبلها ثم قبل رأسه ثم دخل عليه الحسن بن علي صلوات الله عليهما فقال : الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا ولا عابد الشمس والقمر ولا الصنم والبقر وجعلني حنيفا مسلما ولم يجعلني من المشركين تبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين . ثم جلس لا يرفع بصره فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما ثم بعث إلى يزيد فأحضره ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة وثلاث عشر صندوقا فيها تماثيل الأنبياء وقد زينت بزينة كل نبي مرسل فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه ثم عرضه عليه صنما صنما فلا يعرف منها شيئا ولا يجيب منها بشيء ثم سأله عن أرزاق الخلائق وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا فلم يعرف من ذلك شيئا .
ثم دعا الحسن بن علي فقال : إنما بدأت بيزيد بن معاوية كي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه فقد وصف لي أبوك وأبوه فنظرت في الإنجيل فرأيت فيه محمدا رسول الله والوزير عليا ونظرت في الأوصياء فرأيت فيها أباك وصي محمد .
فقال له الحسن : سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل وعما في التوراة وعما في القرآن أخبرك به إن شاء الله تعالى فدعا الملك بالأصنام فأول صنم عرض عليه في صفة القمر فقال الحسن : صفة آدم أبو البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس فقال الحسن : هذه صفة حواء أم البشر ، ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة فقال : هذه صفة شيث بن آدم وكان أول من بعث وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة نوح صاحب السفينة وكان عمره ألفا وأربعمائة سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عرض عليه صنم آخر فقال : هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة ، أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة إسماعيل ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره مائتين وأربعين سنة وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة داود صاحب الحرب ، ثم أخرج إليه صنم آخر فقال : هذه صفة شعيب ثم زكريا ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال ، ثم عرض عليه صنم صنم فيخبر باسم نبي نبي ، ثم عرض عليه الأوصياء والوزراء فكان يخبرهم باسم وصي وصي ووزير وزير ، ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك فقال الحسن : هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك فقال الملك : أشهد عليكم يا أهل بيت محمد إنكم قد أعطيتم علم الأولين والآخرين وعلم التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وألواح موسى ، ثم عرض عليه صنم يلوح فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك : ما يبكيك فقال : هذه صفة جدي محمد كث اللحية عريض الصدر طويل العنق عريض الجبهة أقنى الأنف أفلج الأسنان حسن الوجه قطط الشعر طيب الريح حسن الكلام فصيح اللسان كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بلغ عمره ثلاث وستين سنة ولم يخلف بعده إلا خاتما مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان يتختم بيمينه وخلف سيفه ذو الفقار وقضيبه وجبة صوف وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله .
فقال الملك : إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق على سبطيه فهل كان ذلك فقال له الحسن : قد كان ذلك فقال الملك : فبقى لكم ذلك ؟ فقال : لا ، فقال الملك : لهذه أول فتنة هذه الأمة عليها ثم على ملك نبيكم واختيارهم على ذرية نبيهم منكم القائم بالحق الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قال : ثم سأل الملك الحسن عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم فقال الحسن : أول هذا آدم ، ثم حواء ، ثم كبش إبراهيم ثم ناقة صالح ثم إبليس الملعون ثم الحية ثم الغراب التي ذكرها الله في القرآن . ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن : أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر .
ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين يكونون إذا ماتوا ؟ قال : تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة الجمعة وهو عرش الله الأدنى منها يبسط الله الأرض وإليه يطويها ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء والملائكة . ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع قال : تجتمع في وادي حضرموت وراء مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدتين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف الميعاد وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها وذلك قوله : ( فريق في الجنة وفريق في السعير ) .
فلما أخبر الحسن بصفة ما عرض عليه من الأصنام وتفسير ما سأله التفت الملك إلى يزيد بن معاوية وقال : أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل أو وصي موازر قد أكرمه الله بموازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه وآثر دنياه على آخرته أو هواه على دينه وهو من الظالمين .
قال : فسكت يزيد وخمد ، قال : فأحسن الملك جائزة الحسن وأكرمه وقال : له أدع ربك حتى يرزقني دين نبيك فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك وأظنه شقاء مرديا وعذابا أليما .
قال : فرجع يزيد إلى معاوية وكتب إليه الملك أنه يقال من آتاه الله العلم بعد نبيكم وحكم بالتوراة وما فيها والإنجيل وما فيه والزبور وما فيه والفرقان وما فيه فالحق والخلافة له . وكتب إلى علي أن الحق والخلافة لك وبيت النبوة فيك وفي ولدك فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك ثم يخلده الله نار جهنم فإن من قاتلك نجده في الإنجيل أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وعليه لعنة أهل السماوات والأرضين .
- قال الحراني : بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين أنكره فقرره فاعترف له بالحال فقال أمير المؤمنين : قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأضل من معه ، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها ، حكم الله بيني وبين هذه الأمة قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأضاعوا أيامي .
علي بالحسن والحسين ومحمد ، فدعوا ، فقال : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله وهذا ابني فأسئل أيهم أحببت ، فقال الشامي : أسئل هذا ، يعني الحسن ثم قال : كم بين الحق والباطل ؟ وكم بين السماء والأرض ؟ وكم بين المشرق والمغرب ؟ وعن هذا المحو الذي في القمر وعن قوس قزح ، وعن هذه المجرة ، وعن أول شيء انتضح على وجه الأرض ، وعن أول شيء اهتز عليها وعن العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين والمشركين وعن المؤنث [ الخنثى ] وعن عشرة أشياء بعضها أشد من بعض ؟ فقال الحسن : يا أخا أهل الشام بين الحق والباطل أربع أصابع ؛ ما رأيت بعينيك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا .
وبين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر فمن قال غير هذا فكذبه وبين المشرق والمغرب يوم مطرد للشمس تنظر إلى الشمس حين تطلع وتنظر إليها حين تغرب من قال غير هذا فكذبه . وأما هذه المجرة فهي أشراج السماء مهبط الماء المنهمر على نوح .
وأما قوس قزح : فلا تقل : قزح فإن قزح شيطان ولكنها قوس الله وأمان من الغرق .
وأما المحو الذي في القمر فإن ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه الله .
وقال في كتابه : ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) .
وأما أول شيء انتضح على وجه الأرض فهو وادي دلس .
وأما أول شيء اهتز على وجه الأرض فهي النخلة . وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين فهي عين يقال : لها سلمى .
وأما العين التي تأوي إليها أرواح الكافرين فهي عين يقال لها : برهوت .
وأما المؤنث فإنسان لا يدري امرأة هو أو رجل فينتظر به الحلم ، فإن كانت امرأة بانت ثدياها وإن كان رجلا خرجت لحيته وإلا قيل له يبول على الحائط فإن أصاب الحائط بوله فهو رجل وإن نكص كما ينكص بول البعير فهي امرأة .
وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض : فأشد شيء خلق الله الحجر وأشد من الحجر الحديد وأشد من الحديد النار وأشد من النار الماء وأشد من الماء السحاب وأشد من السحاب الريح وأشد من الريح الملك وأشد من الملك ملك الموت وأشد من ملك الموت الموت وأشد من الموت أمر الله . قال الشامي : أشهد أنك ابن رسول الله وأن عليا وصي محمد ثم كتب هذا الجواب ومضى به إلى معاوية وأنفذه معاوية إلى ابن الأصفر فلما أتاه قال : أشهد أن هذا ليس من عند معاوية ولا هو إلا من معدن النبوة .
قال ابن شهر آشوب : كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن ثلاث ، عن مكان بمقدار وسط السماء وعن أول قطرة دم وقعت على الأرض وعن مكان طلعت فيه الشمس مرة ؟ فلم يعلم ذلك فاستغاث بالحسن بن علي فقال : ظهر الكعبة ودم حواء وأرض البحر حين ضربه موسى .
وعنه في جواب ملك الروم ما لا قبلة له فهي الكعبة وما لا قرابة له فهو الرب تعالى ، وسأل شامي الحسن بن علي فقال : كم بين الحق والباطل ؟ فقال : أربع أصابع فما رأيت بعينك فهو الحق وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا وقال : كم بين الإيمان واليقين ؟ فقال : أربع أصابع الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه قال : وكم بين السماء والأرض ؟ قال دعوة المظلوم ومد البصر قال : كم بين المشرق والمغرب ؟ قال : مسيرة يوم للشمس

ليست هناك تعليقات: