ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

السبت، 26 ديسمبر 2009

شـــهـــداء كـــــربــــلاء

رواية بأسماء الذين استشهدوا في كربلاء وهي تعتبر من اوثق الروايات وقبل أن نذكرهم لا بد من ذكر من استشهد في الكوفة قبل الواقعة
1- مسلم بن عقيل بن ابي طالب وأمه حبلة أم ولد
2- عبد الله بن يقطر كانت أمه حاضنة للحسين وتربى معه (ع) ممن صحب رسول الله (ص) قبض عليه الحصين بن نمير وهو يحمل رسالة من الحسين إلى مسلم بن عقيل فألقي من فوق سور قصر الكوفة فتكسرت عظامه
3- قيس بن مسهّر الصيداوي من سفراء الحسين حمل رسالة من مسلم بن عقيل إلى الحسين (ع)ثم بعثه (ع) برسالة إلى الحسين فقبض عليه الحصين بن نمير ورُمي من فوق قصر الكوفة
4- هانىء بن عروة المرادي من زعماء اليمن الكبار من أصحاب الرسول (ص) وأصحاب أمير المؤمنين (ع) شارك في حروب الجمل وصفين والنهروان قتل في اليوم الثامن من ذي الحجة وكان عمره يوم قتل تسعين سنة
5- عبد الأعلى بن يزيد الكلبي ممن بايعوا مسلم بن عقيل خرج من بيته عندما سمع منادي مسلم فألقى القبض عليه كثير بن شهاب بن الحصين وأخذه لإبن زياد فأمر بضرب عنقه
6- عمارة بن صخلب الأزدي شاب كوفي خرج لنصرة مسلم فألقي القبض عليه وضُربت عنقه *
الشهداء في كربلاء
1- الحسين بن علي (ع) قتله سنان بن انس النخعي
2- العباس بن علي عليهما السلام وأمه ام البنين قتله زيد بن رقاد الجنبي وحكيم بن طفيل
3- جعفر بن علي بن ابي طالب عليهما السلام وأمه ام البنين قتله هاني بن ثبيت الحضرمي
4- عبد الله بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه ام البنين رماه خولىّ بن يزيد الأصبحي بسهم وأجهز عليه رجل من بني تميم
5- محمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أمه أم ولد
6- ابو بكر بن علي بن ابي طالب عليهما السلام وأمه ليلى بنت مسعود
7- عثمان بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وأمه ام البنين
8- علي بن الحسين الأكبر عليهما السلام وأمه ليلى بنت أبي مرّة قتله مرّة بن منقذ
9- عبد الله الرضيع بن الحسين عليهما السلام وأمه الرباب بنت امرىء القيس قتله حرملة بن الكاهل الأسدي الوالبي
10- ابو بكر بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام وأمه ام ولد قتله عبد الله بن عقبة الغنويّ ११
11- عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه أم ولد قتله حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم
12- القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأمه أم ولد قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي
13- عون بن عبد الله بن جعفر الطيار عليهم السلام واختلف الرواة في أمه فبعضهم قال هي العقيلة زينب وبعضهم جمانة بنت المسيب قتله عبد الله بن قطنة الطائي
14- محمد بن عبد الله بن جعفر الطيار عليهم السلام وأمه الخوصاء بنت حفصة قتله عامر بن نهشل التيمي
15- جعفر بن عقيل بن ابي طالب وامه ام البنين بنت النفرة قتله عبد الله بن عمرو
16- عبد الرحمن بن عقيل وأمه ام ولد قتله عثمان بن خالد وبشر بن حرب الهمداني 17- عبد الله بن عقيل بن ابي طالب وأمه أم ولد قتله عمرو بن صبيح الصيداوي
18- عبد الله بن مسلم بن عقيل وأمه رقية بنتعلي بن أبي طالب قتله عمرو بن صبيح الصيداوي أو اسد بن مالك الحضرمي
19- محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب وأمه ام ولد قتله ابن زهير الأسدي ولقيط بن ياسر الجهني
20- سليمان مولى الحسين بن علي عليهما السلام قتله سليمان بن عوف الحضرمي
21- منجح مولى الحسين بن علي عليهما السلام قتله حسان بن بكر الحنظلي
22- قارب الديلمي مولى الحسين بن علي عليه السلام
23- الحارث بن نبهان مولى حمزة بن عبد المطلب
24- حبيب بن مظاهر قتله بديل بن صريم الغفقاني
25- انس بن الحارث من أصحاب رسول الله (ص)
26-سليمان بن ربيعة
27- مسلم بن عوسجة قتله مسلم بن عبد الله وعبيد الله بن ابي خشكاره
28- عبد الله بن قيس من بني غفار قبيلة أبي
29- عبيد الله بن قيس من غفار
30 - جون بن حوى مولى ابي ذر
31- الحرّ بن يزيد الرياحي
32- شبيب بن عبد الله
33- الحجاج بن بدر
34- قاسط بن زهير بن الحارس من بني
35- كردوس بن زهير بن الحارث
36- كنانة بن عتيق
37- الضرغامة بن مالك
38- جوين بن مالك
39- عمرو بن ضبيعة
40- يزيد بن ثبيط
41- عبد الله بن يزيد بن ثبيط
42- عبيد الله بن يزيد بن ثبيط
43- عام بن مسلم
44- سالم مولى عامر بن مسلم
45- سيف بن مالك
46 -الأدهم بن امية
47- عمرو بن قرظة الأنصاري
48- عبد الرحمن بن عبد ربّ الخزرجي ممن تربى وتعلم القرآن عند أمير المؤمنين (ع)49- نعيم بن عجلان الأنصاري
50- عمران بن كعب الأنصاري
51- سعد بن الحارث الأنصاري
52- ابو الحتوف بن الحارث الأنصاري
53- الضباب بن عامر
54- عبد الله بن بشر الأكلة
55- سويد بن عمرو بن المطاع
56- بكر بن حيّ التمليّ
57- جابر بن الحجاج مولى عامر بن نهشل
58- مسعود بن الحجاج
59- عبد الرحمن بن مسعود بن الحجاج
60- مجمع بن عبد الله
61- عائذ بن مجمع
62- عامر بن حسّان بن شريح
63- امية بن سعد
64- نافع بن هلال الجملي من أصحاب أمير المؤمنين (ع)
65- جنادة بن الحارث السلماني
66- واضح الرومي غلام جنادة بن الحارث
67- جبلة بن علي
68- سعيد بن عبد الله
69- جندب بن حجير
70- حجير بن جندب بن حجير
71- عمرو بن خالد الصيداوي
72- سعد مولى عمرو بن خالد الصيداوي
73- عبد الله بن عمرو بن عياش بن عبد قيس
74- وأسلم مولى عبد الله بن عمرو
75- الحارث بن امرىء القيس
76- يزيد بن زيد بن المهاصر
77- زاهر صاحب عمرو بن الحمق
78- كثير بن عبد الله الشعبي
79- مهاجر بن أوس
80- سلمان بن مضارب
81- النعمان بن عمرو
82- الحلاس بن عمرو
83- مجمع بن زياد
84- عباد بن أبي المهاجر الجهني
85- عقبة بن الصلت
86- مسلم بن كثير
87- القاسم بن بشر
88- زهير بن سليم
89- رافع مولى لأهل شندة
90- أبو ثمامة عمرو بن عبد الله الصائدي من أصحاب أمير المؤمنين (ع)
91- يزيد بن عبد الله المشرقي (برير بن خضير)
92- حنظلة بن أسعد الشبامي
93- عبد الرحمن بن عبد الله الأرحبي
94- عمّار بن سلامة الدالاني
95- عابس بن شبيب الشاكري
96- شوذب مولى شاكر
97- سيف بن الحارث بن سريع
98- مالك بن عبد الله بن سريع
99- همام بن سلمة القانصي
100- بشير بن عمر
101 - الهفاف بن المهند الراسبي وصل من البصرة إلى كربلاء بعد استشهاد الحسين عليه السلام فدخل عسكر ابن سعد وقاتل حتى قُتل *
وهناك من جُرح في الواقعة واستشهد بعد ذلك
1- سوار بن حمير الجابري استشهد متأثراً بجراحه بعد ستة أشهر
2- عمرو بن عبد الله الجندعي استشهد متأثراً بجراحه بعد سنة

إحـصـاء عن ثـورة كـلاء

إحصاء عن ثورة كر بلاء
لا يخفى ما للإحصاء من دور في إبراز معالم أوضح عن أي موضوع أو حادثة. ولكن نظرا لاختلاف النقل التاريخي والمصادر في حادثة كربلاء وما سبقها وما تلاها من أحداث، لا يمكن الركون إلى إحصاء دقيق ومتفق عليه. وقد تجد أحيانا تفاوتا كبيرا فيما نقل عنها. ومع ذلك نرى أن عرض بعض الإحصائيات يجعل ثورة كربلاء أكثر تجسيدا ووضوحا. ولهذا السبب ننقل فيما يلي بعض النماذج والأرقام(القسم الأعظم من هذا الإحصاء منقول عن كتاب (حياة أبو عبدالله)، عماد زاده. و(وسيلة الدارين في أنصار الحسين)، للسيد إبراهيم الموسوي. و(أبصار العين)، للسماوي.).
1- امتدت فترة قيام الإمام الحسين عليه السلام من يوم رفضه البيعة ليزيد وحتى يوم عاشوراء 175 يوما؛12يوما منها في المدينة، وأربعة أشهر وعشرة أيام في مكة، و23 يوما في الطريق من مكة إلى كربلاء، وثمانية أيام في كربلاء (2إلى 10 محرم).
2- عدد المنازل بين مكة والكوفة والتي قطعها الإمام الحسين عليه السلام حتى بلغ كربلاء هي 18منزلا.(معجم البلدان).
3- المسافة الفاصلة بين كل منزل وآخر ثلاثة فراسخ وأحيانا خمسة فراسخ.
4- عدد المنازل من الكوفة إلى الشام والتي مر بها أهل البيت وهم سبايا 14منزلا.
5- عدد الكتب التي وصلت من الكوفة إلى الإمام الحسين عليه السلام في مكة تدعوه فيها إلى القدوم هي 12000 كتابا (وفقا لنقل الشيخ المفيد).
6- بلغ عدد من بايع مسلم بن عقيل في الكوفة18000 أو 25000؛ وقيل 40000شخص.
7- عدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية هم 17 شخصا. وعدد شهداء كربلاء من أبناء أبي طالب ممّن لم ترد أسماؤهم في زيارة الناحية هم 13 شخصاً. كما واستشهد ثلاثة أطفال من بني هاشم، فيكون بذلك مجموعهم 33 شخصا، وهم كما يلي:
الإمام الحسين عليه السلام.
أولاد الإمام الحسين عليه السلام: 3أشخاص.
أولاد الإمام علي عليه السلام: 9أشخاص.
أولاد الإمام الحسن عليه السلام: 4 أشخاص.
أولاد عقيل: 12 شخصا.
أولاد جعفر: 4أشخاص.
8- بلغ عدد الشهداء الذين وردت أسماؤهم في زيارة الناحية المقدسة وبعض المصادر الأخرى -باستثناء الإمام الحسين عليه السلام وشهداء بني هاشم- 82 شخصا. ووردت أسماء 29 شخصا غيرهم في المصادر المتأخرة.
9- بلغ مجموع شهداء الكوفة من أنصار الإمام الحسين عليه السلام 138 شخصا، وكان 14شخصا من هذا الركب الحسيني غلماناً (عبيدا).
10- كان عدد رؤوس الشهداء التي قسمت على القبائل وأخذت من كربلاء إلى الكوفة: 78 رأسا مقسمة على النحو التالي:
قيس بن الأشعث رئيس بني كندة: 13 رأساً.
شمر، رئيس هوازن: 12رأسا.
قبيلة بني تميم: 17رأسا.
قبيلة بني أسد: 17 رأسا.
قبيلة مِذْحج: 6 رؤوس.
أشخاص من قبائل متفرقة: 13 رأسا.
11- كان عمر سيد الشهداء حين شهادته 57 سنة.
12- بلغت جراح الإمام عليه السلام بعد استشهاده: 33طعنة رمح و34ضربة سيف وجراح أخرى من أثر النبال.
13- كان عدد المشاركين في رضّ جسد الإمام الحسين عليه السلام بالخيل 10أشخاص. 14- بلغ عدد جيش الكوفة القادم لقتال الإمام الحسين عليه السلام 33000شخص.
وكان عددهم في المرة الأولى 22000 وعلى الشكل التالي:
عمر بن سعد ومعه: 6000
سنان ومعه: 4000
عروة بن قيس ومعه: 4000
شمر ومعه: 4000
شبث بن ربعي و معه 4000
ثم التحق بهم يزيد بن ركاب الكلبي ومعه: 2000
والحصين بن نمير ومعه: 4000
والمازني ومعه: 3000
ونصر المازني ومعه: 2000
15- نعى سيد الشهداء يوم العاشر من محرم، عشرة من أصحابه، وخطب في شهادتهم، ودعا لهم أو لعن أعداءهم، وأولئك الشهداء هم علي الأكبر، العبّاس، القاسم، عبد الله بن الحسن، عبد الله الرضيع، مسلم بن عوسجة، حبيب بن مظاهر، الحر بن يزيد الرياحي، زهير بن القين، وجون. و ترحّم على اثنين منهما وهما: مسلم وهانئ.
16- سار الإمام الحسين وجلس عند رؤوس سبعة من الشهداء وهم: مسلم بن عوسجة، الحر، واضح الرومي، جون، العباس، علي الأكبر، والقاسم.
17- أُلقي يوم العاشر من محرم بثلاثة من رؤوس الشهداء إلى جانب الإمام الحسين عليه السلام وهم: عبد الله بن عمير الكلبي، عمرو بن جنادة، وعابس بن أبي شبيب الشاكري.
18- قطعت أجساد ثلاثة من الشهداء يوم عاشوراء، وهم: علي الأكبر، العباس، وعبد الرحمن بن عمير.
19- كانت أمهات تسعة من شهداء كربلاء حاضرات يوم عاشوراء ورأين استشهاد أبنائهن، وهم: عبد الله بن الحسين وأُمّه رباب، عون بن عبد الله بن جعفر وأمّه زينب، القاسم بن الحسن وأمّه رملة، عبد الله بن الحسن وأمّه بنت شليل الجليلية، عبد الله بن مسلم وأمّه رقية بنت علي عليه السلام، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، عمرو بن جنادة، عبد\الله بن وهب الكلبي وأمّه أُم وهب، وعلي الأكبر (وأُمّه ليلى كما وردت في بعض الأخبار ولكن هذا غير ثابت).
20- استشهد في كربلاء خمسة صبيان غير بالغين وهم: عبدالله الرضيع، وعبدالله بن الحسن، محمد بن أبي سعيد بن عقيل، القاسم بن الحسن، وعمرو بن جنادة الانصاري.
21- خمسة من أصحاب كربلاء كانوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهم: أنس بن حرث الكاهلي، حبيب بن مظاهر، مسلم بن عوسجة، هانيء بن عروة، وعبدالله بن بقطر(يقطر) العميري .
22- استشهد بين يدي أبي عبدالله 15غلاماً وهم: نصر وسعد (من موالي علي عليه السلام)، مُنجِح (مولى الإمام الحسن عليه السلام)، أسلم وقارب (من موالي الإمام الحسين عليه السلام)، الحرث (مولى حمزة)، جون (مولى أبي ذر)، رافع (مولى مسلم الأزدي)، سعد (مولى عمر الصيداوي)، سالم (مولى بني المدينة)، سالم (مولى العبدي)، شوذب (مولى شاكر)، شيب (مولى الحرث الجابري) وواضح (مولى الحرث السلماني)، هؤلاء الأربعة عشر استشهدوا في كربلاء، أما سلمان (مولى الإمام الحسين عليه السلام) فقد كان قد بعثه إلى البصرة واستشهد هناك.
23- أُسر اثنان من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ثم استشهدا، وهما: سوار بن منعم، ومنعم بن ثمامة الصيداوي.
24- استشهد أربعة من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من بعد استشهاده وهم: سعد بن الحرث وأخوه أبو الحتوف، وسويد بن أبي مطاع (وكان جريحاً)، ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل.
25- استشهد سبعة بحضور آبائهم وهم: علي الأكبر، عبدالله بن الحسين، عمرو بن جنادة، عبدالله بن يزيد، مجمع بن عائذ، وعبدالرحمن بن مسعود.
26- خرجت خمس نساء من خيام الإمام الحسين عليه السلام باتجاه العدو لغرض الهجوم أو الاحتجاج عليه وهن: أمة مسلم بن عوسجة، أم وهب زوجة عبدالله الكلبي، أم عبدالله الكلبي، زينب الكبرى، وأم عمرو بن جنادة.
27- المرأة التي استشهدت في كربلاء هي أم وهب (زوجة عبدالله بن عمير الكلبي).
28- النساء اللواتي كن في كربلاء، هن: زينب، أم كلثوم، فاطمة، صفية، رقية، وأم هانئ (هؤلاء الستة من بنات أمير المؤمنين)، وفاطمة وسكينة (بنتا الإمام الحسين عليه السلام)، ورباب، وعاتكة، وأم محسن بن الحسن، وبنت مسلم بن عقيل، وفضة النوبية، وجارية الإمام الحسين، وأم وهب بن عبدالله.

تــقـويـــم ثــورة عــاشــوراء

تقويم ثورة كربلاء
نورد في هذا الموضوع الأحداث المتعلقة بثورة كر بلاء وفقا لتسلسلها الزمني سواء كانت قد وقعت في المدينة أم كر بلاء أم الكوفة أم الشام :
15 رجب عام 60 للهجرة : موت معاوية في الشام وجلوس يزيد على كرسي الخلافة .
28 رجب عام 60: وصول كتاب يزيد إلى والي المدينة بشأن أخذ البيعة من الحسين عليه السلام وغيره .
29رجب 60: أرسل الوليد شخصا إلى الحسين يدعوه للمجيء والبيعة . وزيارة الحسين لقبر الرسول وتوديعه، ثم الهجرة من المدينة برفقة أهل بيته وجماعة من بني هاشم .
3 شعبـان 60: وصول الحسين إلى مكة ولقائه بالناس .
10رمضان 60: وصول كتاب من أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام بيد رجلين من شيعة الكوفة.
15 رمضان 60 : وصول آلاف الكتب من أهالي الكوفة إلى الإمام ، فأرسل إليها مسلم بن عقيل ليطلع على الأوضاع فيها
5 شوال 60 : وصول مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، واستقبال أهلها له ومبايعتهم إياه .
11 ذي العقدة 60 : كتب من بن عقيل إلى الإمام الحسين عليه السلام من الكوفة يدعوه للقدوم إليها .
8 ذي الحجة 60 : خروج مسلم بن عقيل في الكوفة على رأس أربعة آلاف شخص ، ثم تفرقهم عنه، وبقائه وحيدا، واختفائه في دار طوعة .
وفي مكة أبدل الحسين الحج بالعمرة ، وخطب بالناس وخرج من مكة برفقة 82 شخصا من أهل بيته وأنصاره متوجها نحو الكوفة . وفي الكوفة قبض على هانئ بن عروة ثم قتل .
9 ذي الحجة 60 : اشتباك مع أهالي الكوفة ثم القبض عليه وقتله فوق دار الأمارة. وفي خارج مكة لقي الإمام الحسين الفرزدق .
ذي الحجة 60 : التقاء الحسين بالحر وجيشه في منزل "شراف" .
ذي الحجة 60 وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل وقيس بن مسهر في منزل عذيب الهجانات .
2 محرم 61 : وصول الحسين إلى أرض كر بلاء وإناخة الرحال فيها .
3 محرم 61 : وصول عمر بن سعد إلى كربلاء على رأس أربعة آلاف من جيش الكوفة ، وبدء مفاوضاته مع الحسين لإرغامه على الاستسلام والبيعة .
5 محرم 61 : وصول شبث بن ربعي إلى كربلاء على رأس أربعة آلاف شخص.
7 محرم 61 : وصول أمر من الكوفة بمنع الماء عن عسكر الإمام. فانتدب لهذه المهمة 500 فارس من جيش العدو على رأسهم عمرو بن الحجاج وسيطروا على شريعة الفرات .
9 محرم 61 : وصول شمر إلى كربلاء على رأس خمسة آلاف شخص، مع كتاب من ابن زياد إلى عمر بن سعد يأمره فيها بمقاتله الحسين عليه السلام وقتله . وأتى معه أيضا بكتاب أمان إلى العباس . والهجوم التمهيدي لجيش عمر بن سعد على معسكر الإمام . وطلبه المهلة تلك الليلة الصلاة والدعاء .
10 محرم 61 : وقوع المعركة بين أنصار الإمام وجيش الكوفة ، واستشهاد الإمام وأنصاره ونهب الخيم ، وإرسال الرأس الشريف إلى الكوفة مع خولي .
11 محرم 61 : مسير جيش عمر بن سعد مع سبايا أهل البيت من كربلاء إلى الكوفة ، بعد ان صلى ابن سعد على القتلى من جيشه ودفنهم ، وأركب أهل البيت على الجمال وأخذهم إلى الكوفة .
1 صفر 61 : وصول سبايا أهل البيت إلى دمشق .
20 صفر 61 : عودة ؟أهل البيت من الشام إلى المدينة .

عـاشـوراء والأمـر بالمـعـروف

عاشوراء والأمر بالمعروف
ترى ثقافة عاشوراء أن تسلّط جور يزيد يعد من أكبر المنكرات الاجتماعية، وأن محاربته من أجل إحقاق الحقّ وإنهاء التسلّط الغاشم يعتبر معروفاً عظيماً. وكان مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الأسباب الكامنة وراء انطلاق ملحمة كربلاء الداميّة. جاء في الوصية التي كتبها الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية: "إنّي ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدّي، أُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب"(حياة الإمام الحسين 246:2 و 288).
وهذا يبيّن بوضوح دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في انبثاق هذه الحركة الحسينية. وقد طرح هذا الموضوع في زيارة حضرته أيضاً: "أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتّى أتاك اليقين"(مفاتيح الجنان، زيارات الحسين عليه السلام).
تعكس هذه التعابير مدى عمق هذه الفريضة الدينية التي تبرز حتى في وسط الجهاد الدامي، وتمنح مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بُعداً يجعله يمتد من الواجبات والمحرمات الجزئية والفرعية والفردية حتى يشمل القيام من أجل إقامة القسط وإسقاط حكومة الجور وتغيير النظام الاجتماعي الفاسد.
لما امتنع الحسين عليه السلام عن البيعة ليزيد، ووقف ذلك الموقف الشجاع ضد الوليد ومروان ذهب إلى قبر النبي، وقضى ليلته في المناجاة عنده ، وجاء في تلك المناجاة: "اللّهمّ إنّي أحبّ المعروف وأنكر المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق القبر ومن فيه إلاّ اخترت لي ما هو لك رضىً ولرسولك رضىً"(بحار الأنوار328:44، مقتل الخوارزمي:186)
ثقافة عاشوراء
المراد منها مجموعة القيم والمفاهيم، والأحاديث والأهداف، والدوافع وأساليب العمل، والمعنويات والخلق الرفيع الذي قيل أو فعل في ثورة كربلاء، أو الذي تجسد في أحداث تلك النهضة. وهذه القيم والمعتقدات تجلت في كلمات سيد الشهداء وأصحابه وولده، وفي سلوكهم أيضا. وينبغي أن تُستقى ثقافة عاشوراء ممن كانت لهم صلة عملية وفكرية وقلبية بعاشوراء . وقبل ان يحاول الآخرون والأجيال اللاحقة والمحللون المتأخرون عن الواقعة نشر ثقافة عاشوراء عليهم أولاً أن يتمثلوا في أقوالهم وتطلعاتهم دور صانعي ملحمة عاشوراء ، وان يعرضوا هذه الثقافة مباشرة وبلا واسطة .
هذه الثقافة يمكن استخراجها من كتب الزيارات ، والمقاتل ، والرجز ، والخطب ، ومن خلاله دراسة أحداث ووقائع عاشوراء . وإذا ما وجدت هذه الثقافة لدى أي شعب وفي أي موضع كان فهي كفيلة بخلق حادثة كحادثة كربلاء ، وتربية الناس على مقارعة الظلم والدفاع عن الحق .
ثقافة عاشوراء هي أساس البناء العقائدي والفكري الذي كان يتحلى به الإمام الحسين عليه السلام وشهداء كربلاء ، وسبايا أهل البيت عليه السلام ، واليها يعزى انبثاق تلك الملحمة وديمومة ذكراها . ويمكن تلخيص مجموع تلك القيم والمفاهيم تحت العناوين التالية :
التصدي لتحريف وقارعة ظلم الطواغيت وجور الحكومات ، وعزة الإنسان وكرامته ، وترجيح الموت الأحمر على الحياة الذليلة ، وانتصار الدم على السيف ، والشهادة على الفاجعة ، وحب الشهادة واستقبال الموت ، وإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير من السنن الإسلامية ، والرجولة والمروءة حتى في التعامل مع العدو ، ورفض المساومة مع الجور والرضوخ للظلم ، وقصد إصلاح المجتمع ، والعمل بالتكليف لنيل رضى الله ، والعمل بالتكليف سواء أدى الى النصر أم الى الشهادة ، والجهاد والفداء الشامل ، والتضحية بالنفس في سبيل إحياء الدين ، ومزج العرفان بالحماسة ، والجهاد بالبكاء ، والقيام المخلص لله ، والصلاة في أول وقتها ، والشجاعة والثبات في مقابل العدو ، والصبر والمقاومة في سبيل الهدف حتى الموت ، والإيثار ، والوفاء ، وغلبة الفئة القليلة المحقة على الفئة الكثيرة من أهل الباطل ، ومناصرة إمام الحق ، والبراءة من حكام الجور ، وصيانة كرامة الأمة الإسلامية ، وتلبية نداء استجابة المظلومين ، وتضحية الناس في سبيل القيم وما الى ذلك .

النـسـاء في ثـورة عـاشـوراء

النساء في ثورة عاشوراء
يمكن الحديث عن النساء في ثورة عاشوراء في محورين، أحدهما: عددهنّ وأسماؤهنّ، والآخر يتعلّق بدورهنّ. والنساء اللواتي شهدن عاشوراء كان بعضهن من بنات علي عليه السلام، والبعض الآخر من غيرهن سواء من بني هاشم أم من سائر الناس، وبنات علي عليه السلام اللاتي شهدن عاشوراء هن: زينب، أم كلثوم، فاطمة، صفية، رقية، وأمّ هانئ وبنات الحسين هن: فاطمة وسكينة. والنساء اللاتي شهدن كربلاء هن: الرباب، عاتكة، أمّ محسن بن الحسن، بنت مسلم بن عقيل، فضّة النوبية، وجارية الإمام الحسين عليه السلام، وأمّ وهب بن عبدالله.
خرجت خمس نساء من مخيم الحسين إلى العدو، وهن: جارية مسلم بن عوسجة، وأمّ وهب زوجة عبدالله الكلبي، وأمّ عبدالله الكلبي، وزينب الكبرى.
المرأة التي استشهدت في عاشوراء هي أم وهب، وهي امرأة نميرية قاسطية، زوجة عبدالله بن عمير الكلبي، لما سقط مشت إليه وجلست عند رأسه وطلبت من الله الشهادة، فقتلها هناك مولى الشمر بعمود ضربها على رأسها.
قاتلت امرأتان يوم عاشوراء من فرط الانفعال، دفاعاً عن الحسين وهما: أمّ عبدالله بن عمر، التي أخذت عمود الخيمة بعد مقتل ولدها وسارت إلى الأعداء فأعادها الإمام إلى الخيمة، والأخرى هي: أمّ عمرو بن جنادة التي أخذت رأس ولدها بعد مقتله وقتلت به رجلاً من القوم. ثم أخذت سيفاً وارتجزت وهجمت على الأعداء إلاّ أن الإمام أعادها إلى الخيام.
و انضمّت لهم بنت عمر(زوجة زهير بن القين) إلى قافلة الحسين برفقة زوجها، وهي التي شجّعت زوجها على الالتحاق بالحسين.
وشهدت كربلاء أيضاً الرباب بنت امرئ القيس الكلبي، زوجة الحسين، وهي أمّ سكينة وعبدالله. وكانت هناك أيضاً امرأة من قبيلة بكر بن وائل، وكانت في بداية أمرها مع زوجها في جيش عمر بن سعد، لكنها لما رأت هجوم جيش الكوفة على خيام العيال حملت سيفاً وجاءت إلى الخيام وندبت آل بكر بن وائل لنصرتها.
كان ضمن سبايا أهل البيت زينب الكبرى وأمّ كلثوم بنات أمير المؤمنين، وفاطمة بنت الحسين، وألقت كلّ واحدة منهن خطبة بالكوفة. (راجع اسم كل واحدة من هؤلاء النسوة للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأنها). وكان مجموع هذه النساء إضافة إلى الأطفال يؤلف قافلة سبايا أهل البيت، الذين فرّوا بعد مقتل الحسين وهجوم الأعداء على الخيام، ثم قبض عليهم وسيقوا في قافلة السبايا إلى الكوفة ومنها إلى الشام.
يمكن التركيز على محور "إيصال النداء" في موضوع حضور النساء في معركة الطف، وقد سبقت الإشارة إلى هذا الموضوع في بحث "الأسر"، وبالطبع كانت هناك أسباب أخرى نشير إلى قسم منها فيما يلي:
1- مشاركة النساء في الجهاد، إذ تجلّت من خلال وجود النساء في المعركة مشاركتهن للرجال في الأبعاد المختلفة لتلك المعركة. سواء موقف طوعة في مناصرة مسلم بن عقيل بالكوفة، أو مرافقة النساء لأزواجهن من شهداء كربلاء، أو حتى استنكار بعض الزوجات على أعمال أزواجهن في جيش عمر بن سعد مثل زوجة خولي.
2-الصبر، كان صمود النساء وتحملهن لمواقف الاستشهاد درساً بليغاً يأخذه الإنسان من نهضة عاشوراء، وقد تجلّى ذلك الصبر والثبات في مواقف زينب عليها السلام.
3-إيصال النداء، كان لخطب وأقوال النساء والفتيات في قافلة كربلاء، سواء في أثناء السبي أم عند العودة إلى المدينة، دور في حراسة دماء الشهداء، وكانت كلمات تلك النسوة على هيئة الخطبة، أو على هيئة الأحاديث المتفرقة حسب ما يقتضيه الموقف.
4-رفد المعنويات، يؤدي حضور النساء في المعارك إلى رفد المقاتلين بالمعنويات، وفي كربلاء كان لوجود بعض الأمهات والزوجات مثل هذا الدور.
5-التمريض، ومن المهام الأخرى للمرأة في عموم الجبهات ومنها جبهة عاشوراء، هو معالجة المرضى وتضميد الجرحى، ومن أمثلة ذلك تمريض زينب الكبرى للإمام السجاد ورعايتها له.
6-الإدارة. تؤدي المواقف الحرجة والعصيبة إلى إبراز ما لدى الأفراد من استعدادات كامنة. فدور العقيلة زينب في الواقعة، ورعايتها لقافلة السبايا بعد الواقعة، يتعلّم منها المرء مهمّة "الإدارة في الأزمات"؛ فقد وجهت المجموعة المتبقية من أهل البيت باتجاه أهداف النهضة، وجابهت كل سعي من العدو لإفشال نتائج الثورة، بل وأفشلت هي خطط العدو.
7-الحفاظ على القيم. الدرس الآخر الذي يتعلمه المرء من بطلات كربلاء هو صيانة القيم الدينية واستنكار هتك حرمة بنات الرسالة والتمسك بالحجاب والعفاف مقابل القلوب المريضة. ومع أن بنات الرسالة أخذن سبايا وقد نهبت ثيابهن وخيامهن وأصبحن عرضة لأنظار المتفرّجين ولكنهن استنكرن ذلك الوضع وكنَّ يحرصن على الحجاب والعفّة. فأمّ كلثوم صاحت بمن اجتمع للتفرّج عليهم بالكوفة: تبّاً لكم كيف تحملكم الغيرة على التفرّج على أهل البيت؟
وحين حبسوهم في دار بالكوفة لم تأذن زينب سوى للجواري بمشاهدتهن، وفي قصر يزيد استنكرت عليه عمله قائلة: "أمن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وحوههن يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفن أهل المناهل والمعاقل ويتصفح وجوهن القريب والبعيد والغائب والشهيد . . ."(عوالم الإمام الحسين: 403). وهناك أمثلة أخرى للأحاديث والمواقف الطافحة بدروس العفّة والدفاع عن القيم.
8-تغيير حالة السبي، إذ قامت تلك النسوة بتحويل ماهية السبي إلى حرية يتعلم منها الأسرى الحقيقيون درس الصمود والحرية.
9-تعميق البُعد العاطفي والمأساوي لواقعة كربلاء، لقد كان البكاء والعويل والنياح على الشهداء سبباً لإثارة عواطف الناس وإضفاء بُعد مأساوي على الواقعة مما أدى إلى الإسهام في تخليدها وتعميق أثرها.

العــــــــــزاء وســــــــر خـــــــــلـــــــــود كـــربــــلاء

المأتم أو العزاء
المأتم بمعنى العزاء و المصيبة و المواساة. و يعني في الأصل مجتمع الناس عموماً غلب عليهم الحزن. و أصبحت الكلمة تطلق على اجتماع الناس للعزاء على مصيبة أبي عبدالله عليه السلام أو على الموضع الذي يجتمعون فيه .
حثّت الشريعة الإسلامية على مواساة ذوي المتوفي وتفقدّهم(بحار الأنوار 79: 71 -113)، وقد وردت بشأن سيّد الشهداء روايات عن إقامة المآتم عليه في الملكوت الأعلى: "وأقيمت عليك المآتم في أعلى عليين"(بحار الأنوار 241:98و323).
لما أخذ سبايا أهل البيت إلى الشام وأدخلوا على يزيد أقام بنو أمية المآتم على شهداء كربلاء(بحار الأنوار 143:45-155)، ولما بلغ أم سلمة نبأ مقتل الحسين ونظرت إلى التراب الذي عندها في القارورة ووجدته قد تحول إلى دم عبيط، جعلت ذلك اليوم يوم مأتم على الحسين عليه السلام(بحار الأنوار:231).
روي عن الصادق عليه السلام أن زوجة الحسين عليه السلام أقامت بعد مقتله مأتماً عليه، وكانت تأخذ السويق لتتقوى به على البكاء(بحار الأنوار:170، الكافي 266:1).
إنّ أعظم مأتم في التاريخ هو مأتم واقعة كربلاء التي لن يخبو أوارها ولن تخفّ مرارتها على مرّ الأزمنة والعصور.
تمثّل أيام عاشوراء بالنسبة للشيعة فصلاً من البكاء والعزاء على الشهداء، وهذه الممارسة الدينية كانت سبباً في تخليد صنّاع تلك الملحمة. وعاشوراء بالنسبة لاتباع أهل البيت يوم حداد وحزن، وهو بالنسبة لأعداء أهل البيت يوم فرح وسرور.
وقد كان لأهل الشام ولأهل العراق في هذا المجال منهجان مختلفان؛ وصفهما السيّد الرضي في أحد أشعاره بالقول: كانت مآتم بالعراق تعدُّها **** أموية بالشام من أعيادها (بحار الأنوار 250:45).
و وصف الإمام السجاد عليه السلام بعض المآسي التي مرت عليهم بعد يوم عاشوراء في أبيات من الشعر جاء فيها: يفرح هذا الورى بعيدهم **** ونحـن أعيادنا مآتمـنا (بحار الأنوار 92:46).
وهذا هو معنى الحديث: أن بني أمية لم يتركوا لنا عيداً .
المجالس الحسينية
وهي المجالس التي تعقد في أيّام عاشوراء أو الأيام الأُخرى في المساجد والحسينيات والدور على تخليد ذكرى الحسين وإحياء واقعة عاشوراء، ومن أبرز معطيات شهادة أبي عبدالله عليه السلام هي تمهيد الأرضية المناسبة للوعظ والإرشاد، وتعميق وعي أبناء الأمّة بأمور الدين وترسيخ التزامهم الديني. وجاءت في الروايات تأكيدات كثيرة على إقامة مثل هذه المجالس على الدوام. أقيمت على فاجعة سيّد الشهداء مجالس عديدة من قبل الملائكة والجن والأنبياء السابقين ورسول الله صلّى الله عليه وآله والأئمة بكوا فيها على شهادته. كما أقيمت مجالس في نفس عام الواقعة في كربلاء والكوفة والشام ودير الراهب ومكة والمدينة.
جاء المرحوم الشيخ جعفر الشوشتري على ذكر هذه المجالس بالتفصيل، وذكر في كلّ واحد منها اسم قارئ المراثي والباكين وزمان ومكان إقامتها(الخصائص الحسينية للشوشتري:137:102)، وقسّمها بشكل عام إلى خمسة أقسام:
1- المجالس التي عقدت قبل خلق آدم.
2- المجالس التي أقيمت بعد آدم وقبل ولادة الحسين عليه السلام.
3- المجالس التي عقدت قبل شهادته.
4- المجالس التي عقدت بعد شهادته في الدنيا.
5- المجالس التي ستعقد في القيامة بعد فناء الدنيا.
و كما أن كتب المقتل تتحدّث عن شهادة الإمام الحسين، فكذا المجلس أو المجالس هي نوع من الكتب التي تتحدّث عن فضائل سيّد الشهداء وبعض الأُمور الأُخرى المتعلقة به، وهي تكتب للوعاظ الذين يستقون منها مواضيع وعظهم على المنبر. وهناك كتب كثيرة دونت تحت هذا العنوان.
لبس السواد
من التقاليد الشائعة هو لبس السواد حزنا على وفاة الأشخاص الأعزاء. وفي أيام محرم يرتدي المعزون الثياب السوداء حزنا على الحسين، ويغطّون المساجد والتكايا وأبواب الدور بالسواد. روي أن الحسين لما قتل ارتدت نساء بني هاشم السواد وأقمن المآتم يندبنّه ، والإمام السجاد يعدّ لمأتمهن الطعام (بحار الأنوار 188:45) .
سر خلود عاشوراء
واقعة كربلاء لا تضاهيها أيّة واقعة أُخرى في خلودها وبقائها حيّة في الأذهان، وفي مدى شمولها واتساعها الزماني، ولم يبق تيار متلاطم على مدى التاريخ مثل عاشوراء. وسر ذلك يكمن في جملة من القضايا منها:
1) إلهية العمل: فالعمل الذي أقدم عليه الإمام الحسين عليه السلام وأدى إلى استشهاده كانت دوافعه والنوايا الكامنة وراءه لله وفي سبيل الله. وكل ما كان الله يكتب له الخلود والبقاء. فنور الله لا ينطفئ، والجهاد في سبيل الحق يبقى ممتداً على الدوام، والقيام في سبيل الله لا تنسى وقائعه ولا ينطفئ نوره لأن صبغته إلهية ونوره ربّاني.
2) دور سبايا أهل البيت في كشف الحقائق: كلّ ثورة تستلزم ساعداً ولساناً، دماً ورسالة، عملاً وإعلاماً. وخطب زينب والسجاد عليهما السلام والبقية الباقية من واقعة كربلاء أثناء سبيهم كان لها دور مهم في فضح حقيقة العدو وإفشال إعلامه الكاذب، وتوعية الناس على حقيقة الثورة وماهية شخصية أبي عبدالله عليه السلام شهداء الطف. وهذا ما جعل الأمويين عاجزين عن إسدال الستار على جرائمهم أو محوها من الأذهان.
3) الإحياء والذكر: وردت في وصايا أهل البيت تأكيدات كثيرة بالبكاء على الحسين وشهداء كربلاء، وأن يكثروا من النياح وقراءة الأشعار والمراثي والعزاء، وأن يذهبوا لزيارة مرقد الحسين (عليه السلام)، والسجود على تربته. وهذا كله أدى إلى بقاء مدرسة الطف وواقعة كربلاء ومظلومية الحسين حيّة في الأذهان وباقية على الدوام.
إذن فالذكر والبكاء والشعر والعزاء والمراثي لها دور مهم في تخليد ملحمة الطف.
4) كيفية الواقعة: إنّ واقعة عاشوراء بذاتها وما حصل فيها من تضحيات والفداء بأقصى وأمثل ما يمكن، وذروة العنف والقسوة التي مارسها جيش الكوفة ضد سيد الشهداء عليه السلام، وغاية الغربة والمظلومية والعطش الذي تحمّله، كل هذا قد جعل تلك الواقعة الفريدة خالدة على مرّ العصور

بكـــــاء الكــــون عـــلى الحــــســــيـــــن(ع)

بكاء الكون على الامام الحسين عليه السلام
روي عن زرارة قال : قال ابو عبد الله عليه السلام :
( يا زرارة ان السماء بكت على الامام الحسين عليه السلام اربعين صباحا بالدم ، و ان الارض بكت اربعين صباحا بالسواد ، و ان الشمس بكت اربعين صباحا بالكسوف و الحمرة ، و ان الجبال تقطعت و اندثرت ، و ان البحار تفجرت ، و ان الملائكة بكت اربعين صباحا على الحسين عليه السلام ، و ما اختضبت منا امراة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا راس عبيد الله ابن زياد لعنه الله ، و ما زلنا في عبرة بعده ، و كان جدي اذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته و حتى يبكي لبكاءه رحمه له من رآه ، و ان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء و السماء من الملائكة)

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

الــــبـــــلاء وكـــــــربـــــــــلاء

البلاء و كربلاء
البلاء يعطي معنى الألم والمشقة كما ويعطي أيضا معنى الاختبار والامتحان.
وأغلب الشداد والمصائب تكون تمحيصا للناس في دنياهم للتمسك بالدين. وكربلاء (كرب وبلاء) هي مزيج من المحن والآلام الشديدة، وكانت أكبر اختبار تاريخي لأهل الحق والباطل لأجل أن يحددوا مواقفهم.
لما بلغ سيد الشهداء تلك البقعة، سأل: ما اسم هذا الموضع؟ فقيل له: كربلاء. فدمعت عيناه وراح يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء)) وقد أيقن بأن شهادته هو وأصحابه في هذا المكان فقال: ((هذا موضع كرب وبلاء، ها هنا مناخ ركابنا، ومحط رحالنا وسفك دمائنا))(مروج الذهب للمسعودي:59).
كان اختلاط اسم هذه الأرض بالمصائب والشدائد قد نقل من قبل هذا على لسان بعض الأولياء؛ فعيسى عليه السلام عندما مرّ بها بكى وقال: إنها أرب كرب وبلاء(بحار الأنوار 253:44).
وحينما كان الحسين طفلا مع أمه تحمله أخذه النبي صلى الله عليه وآله وقال: لعن الله قاتلك. فسألته فاطمة عليها السلام: وأين يقتل ولدي؟ قال: ((موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة [الأئمة]))(بحار الأنوار264:44).
إذا اعتبرنا كربلاء أرض البلاء، فهي موضع اختبار لإخلاص وفداء ومحبة أبي عبدالله عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين تجلى جوهرهم الذاتي وبعدهم الرفيع ومدى صدق عقيدتهم وادعائهم، في بوتقة الآلام والشهادة والمحن والمصائب. وظهرت فيها أيضا ماهية أهل الكوفة وأدعياء نصرة الحسين، وانكشفت من خلالها حقيقة الحكام الأمويين تجاه سبط الرسول وحجة الله.
وقد أشار أبو عبدالله عليه السلام إلى دور البلاء في اكتشاف جوهرة التدين، ومدى الالتزام في خطابه في منزل يقال له ((ذي حسم)) أو في كربلاء -وفق رواية أخرى- حين قال: ((...إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإن محصوا بالبلاء قل الديانون))(تحف العقول:245).
وأي امتحان أشد من أن يرى حجة الله وهو محاصر من قبل أعدائه وهم يخذلونه طمعا في مغانم دنيوية أو خوفا من الموت. وعندما كان الإمام يطلب النصرة طوال مسيره ولا يلقى منهم رغبة في الجهاد أو قدرة على التضحية، كان يأمرهم بالابتعاد عن المنطقة ويقول: ((فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا (هلك) أكبه الله في نار جهنم))(أنساب الأشراف174:3،بحار الأنوار379:44).
إضافة إلى ما تضمنته كربلاء من امتحان عظيم، فقد كانت في الوقت نفسه سببا للتقرب من الله وعلو الدرجة، كما اختُبر إبراهيم وإسماعيل بأمر الذبح، وكما أُمر إبراهيم بأن يترك ذريته بواد غير ذي زرع. واختبره الله أيضا بنار نمرود حين ألقي في سعيرها.
وقدم سيد الشهداء أيضا اثنين وسبعين قربانا إلى مسلخ العشق، وكان هو الذبح العظيم، وقربان آل الله، وتعرّض عياله في صحراء الطف لصنوف الأذى والعذاب والعطش.
وخرجوا كلهم من ذلك الاختبار بوجوه وضاءة، وكان كلام سيد الشهداء في اللحظات الأخيرة دليلا على الرضا والتسليم: ((إلهي رضا لقضائك وتسليما لأمرك)).
وكان في كلام فاطمة بنت الإمام الحسين إشارة إلى أن كربلاء كانت موضع ابتلاء لأمة الرسول وللعترة، ففشل فيها الآخرون، وأبلى فيها آل الرسول بلاء حسنا: ((فإنا أهل البيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا))(رياض القدس341:2).
وهكذا يمكن أيضا النظر إلى عاشوراء من زاوية ((البلاء)) واعتبار ((الابتلاء)) تمهيدا لتجسيد البعد الإلهي لشهداء سبيل الله. وعلى زائر الحسين أن يجسد قي ذهنه صورة لجميع أنواع البلاء والشدائد والمصائب والخوف والعطش، وأن كربلاء أرض كرب وبلاء.
حسين منّي وأنا من حسين (عليه السلام)
هذا الحديث منقول عن رسول الله، وقد أوردته كتب السنّة والشيعة، ونصّه الكامل هو: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله". وهذا دليل على وحدتهما فكرياً وروحياً وجسميّاً، واتّفاقهما في الهدف والمسار. فرسول الله صلّى الله عليه وآله قد اعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف، ثورة الحسين امتداداً لرسالته، وأكّد أنّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه، إنّما هم أعداؤه وقتلته هو شخصياً؛ وذلك لأن غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعادة الحسين، هي نظير غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعاداة الرسول. فهما روح واحدة في جسدين، وفكر واحد ومرام واحد في زمنيين متفاوتين.
والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ. والصلة بينهما لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّية الرسول، بل أنّ المدار هو اتّحادهما في المسار والخط.
أما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجود أبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هو الحسين الشهيد. وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقة اجتماعية وتاريخية.
ثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي.وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.
وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء، وقد وردت هذه النقطة في الشعر المنسوب إلى الحسين (والحديث والشعر ليس للإمام) والذي يقول فيه:
إن كان دين محمد لم يستقيم **** إلا بقتلي يا سـيوف خـذيني
(هذا البيت مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعر والخطيب الكربلائي المرحوم الشيخ محسن أبو الحب(م- 1305)).
وهذه الحقيقة عبّر عنها أحد العلماء بالقول: "أنّ إحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين" المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به"(صحيفة النور 13: 158).

أهـــــــداف ثـــــورة عــــا شـــــوراء

أهداف ثورة عاشوراء
المراد من (هدف) الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء هي الغاية التي كان ينبغي بلوغها أو تحقيقها وإن طال الزمن، والتي بادر بثورته تلك من أجلها واستشهد في سبيلها نقدّم فيما يلي مسردا بتلك الأهداف المقدسة كما يلي :
1- إحياء الإسلام.
2- توعية المسلمين و كشف الماهية الحقيقية للأمويين.
3- إحياء السنة النبوية والسيرة العلوية.
4- إصلاح المجتمع واستنهاض الأمة.
5- إنهاء استبداد بني أمية على المسلمين.
6- تحرير إرادة الأمة من حكم القهر والتسلّط.
7- إقامة الحق وتقوية أهله.
8- توفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة.
9- إزالة البدع والانحرافات.
10- إنشاء مدرسة تربوية رفيعة وإعطاء المجتمع شخصيته ودوره.
لقد تجلّت هذه الأهداف في فكر سيد الشهداء وفي عمله أيضا، وكذلك لدى أنصاره وأتباعه. ومن جملة خطب الإمام الحسين عليه السلام المعبرة عن أهدافه، هي قوله: ((॥إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب))( حياة الإمام الحسين بن علي 264:2).
و كتب إلى وجوه أهل البصرة: ((أنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه، فإنّ السنة قد أميتت والبدعة قد أحييت فإن تسمعوا قولي أهدِكم سبيل الرشاد))( حياة الإمام الحسين بن علي: 322).
وأرسل مع مسلم بن عقيل كتابا إلى أهل الكوفة حدّد فيه رسالة الإمامة بما يلي: ((..فلعمري ما الإمام إلاّ العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، و الدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات الله والسلام..)) (حياة الإمام الحسين بن علي:340).
وفي كربلاء خطب بأنصاره قائلا: (( ألا ترون إلى الحق لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، فإني لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برما))(حياة الإمام الحسين بن علي 98:3).
البلاء و كربلاء
البلاء يعطي معنى الألم والمشقة كما ويعطي أيضا معنى الاختبار والامتحان.
وأغلب الشداد والمصائب تكون تمحيصا للناس في دنياهم للتمسك بالدين. وكربلاء (كرب وبلاء) هي مزيج من المحن والآلام الشديدة، وكانت أكبر اختبار تاريخي لأهل الحق والباطل لأجل أن يحددوا مواقفهم.

لما بلغ سيد الشهداء تلك البقعة، سأل: ما اسم هذا الموضع؟ فقيل له: كربلاء. فدمعت عيناه وراح يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء)) وقد أيقن بأن شهادته هو وأصحابه في هذا المكان فقال: ((هذا موضع كرب وبلاء، ها هنا مناخ ركابنا، ومحط رحالنا وسفك دمائنا))(مروج الذهب للمسعودي:59).
كان اختلاط اسم هذه الأرض بالمصائب والشدائد قد نقل من قبل هذا على لسان بعض الأولياء؛ فعيسى عليه السلام عندما مرّ بها بكى وقال: إنها أرض كرب وبلاء(بحار الأنوار 253:44).
وحينما كان الحسين طفلا مع أمه تحمله أخذه النبي صلى الله عليه وآله وقال: لعن الله قاتلك. فسألته فاطمة عليها السلام: وأين يقتل ولدي؟ قال: ((موضع يقال له كربلاء وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة [الأئمة]))(بحار الأنوار264:44).
إذا اعتبرنا كربلاء أرض البلاء، فهي موضع اختبار لإخلاص وفداء ومحبة أبي عبدالله عليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين تجلى جوهرهم الذاتي وبعدهم الرفيع ومدى صدق عقيدتهم وادعائهم، في بوتقة الآلام والشهادة والمحن والمصائب. وظهرت فيها أيضا ماهية أهل الكوفة وأدعياء نصرة الحسين، وانكشفت من خلالها حقيقة الحكام الأمويين تجاه سبط الرسول وحجة الله.
وقد أشار أبو عبدالله عليه السلام إلى دور البلاء في اكتشاف جوهرة التدين، ومدى الالتزام في خطابه في منزل يقال له ((ذي حسم)) أو في كربلاء -وفق رواية أخرى- حين قال: ((...إن الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم فإن محصوا بالبلاء قل الديانون))(تحف العقول:245).
وأي امتحان أشد من أن يرى حجة الله وهو محاصر من قبل أعدائه وهم يخذلونه طمعا في مغانم دنيوية أو خوفا من الموت. وعندما كان الإمام يطلب النصرة طوال مسيره ولا يلقى منهم رغبة في الجهاد أو قدرة على التضحية، كان يأمرهم بالابتعاد عن المنطقة ويقول: ((فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا (هلك) أكبه الله في نار جهنم))(أنساب الأشراف174:3،بحار الأنوار379:44).
إضافة إلى ما تضمنته كربلاء من امتحان عظيم، فقد كانت في الوقت نفسه سببا للتقرب من الله وعلو الدرجة، كما اختُبر إبراهيم وإسماعيل بأمر الذبح، وكما أُمر إبراهيم بأن يترك ذريته بواد غير ذي زرع. واختبره الله أيضا بنار نمرود حين ألقي في سعيرها.
وقدم سيد الشهداء أيضا اثنين وسبعين قربانا إلى مسلخ العشق، وكان هو الذبح العظيم، وقربان آل الله، وتعرّض عياله في صحراء الطف لصنوف الأذى والعذاب والعطش.
وخرجوا كلهم من ذلك الاختبار بوجوه وضاءة، وكان كلام سيد الشهداء في اللحظات الأخيرة دليلا على الرضا والتسليم: ((إلهي رضا لقضائك وتسليما لأمرك)).
وكان في كلام فاطمة بنت الإمام الحسين إشارة إلى أن كربلاء كانت موضع ابتلاء لأمة الرسول وللعترة، ففشل فيها الآخرون، وأبلى فيها آل الرسول بلاء حسنا: ((فإنا أهل البيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسنا))(رياض القدس341:2).
وهكذا يمكن أيضا النظر إلى عاشوراء من زاوية ((البلاء)) واعتبار ((الابتلاء)) تمهيدا لتجسيد البعد الإلهي لشهداء سبيل الله. وعلى زائر الحسين أن يجسد قي ذهنه صورة لجميع أنواع البلاء والشدائد والمصائب والخوف والعطش، وأن كربلاء أرض كرب وبلاء.
حسين منّي وأنا من حسين (عليه السلام)
هذا الحديث منقول عن رسول الله، وقد أوردته كتب السنّة والشيعة، ونصّه الكامل هو: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً وأبغض الله من أبغض حسيناً، حسين سبط من الأسباط، لعن الله قاتله". وهذا دليل على وحدتهما فكرياً وروحياً وجسميّاً، واتّفاقهما في الهدف والمسار. فرسول الله صلّى الله عليه وآله قد اعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف، ثورة الحسين امتداداً لرسالته، وأكّد أنّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه، إنّما هم أعداؤه وقتلته هو شخصياً؛ وذلك لأن غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعادة الحسين، هي نظير غضب ورضا، وحرب وسلم، ومناصرة ومعاداة الرسول. فهما روح واحدة في جسدين، وفكر واحد ومرام واحد في زمنيين متفاوتين.
والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ. والصلة بينهما لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّية الرسول، بل أنّ المدار هو اتّحادهما في المسار والخط.
أما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو: أن وجود النبي، ورسالة النبي قد تواصلت في ظل وجود أبي عبد الله، وليس المراد من ذلك التواصل الجسدي فحسب، بل أن حارس دين المصطفى هو الحسين الشهيد. وكانت ثورته واستشهاده سبباً لبقاء دين رسول الله. فالقضية ليست ذات بعد عاطفي مجرد، وإنما تعكس حقيقة اجتماعية وتاريخية.
ثورة الحسين هي التي أحيت دين النبي.وقد بيّن أبو عبد الله هدفه وغايته من هذه الثورة بقوله: إنّما خرجت لأسير بسنة جدي، وآمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأقوّم الانحراف ليستقيم هذا الدين.
وما قولهم "أنّ الإسلام محمّدي الوجود، حسيني البقاء" إِلاّ إشارة إلى أن أحياء دين النبيّ قد تحقّق بفعل ثورة عاشوراء، وقد وردت هذه النقطة في الشعر المنسوب إلى الحسين (والحديث والشعر ليس للإمام) والذي يقول فيه:
إن كان دين محمد لم يستقيم **** إلا بقتلي يا سـيوف خـذيني
(هذا البيت مأخوذ من قصيدة طويلة للشاعر والخطيب الكربلائي المرحوم الشيخ محسن أبو الحب(م- 1305)).
وهذه الحقيقة عبّر عنها أحد العلماء بالقول: "أنّ إحياء ذكراه إحياء للإسلام، وعبارة "أنا من حسين" المرويّة عن النبيّ، معناها أنّ حسين منّي، وأنا أحيا به"(صحيفة النور 13: 158).

الأحد، 20 ديسمبر 2009

عاشوراء في نظر الآخرين

عاشوراء في نظر الآخرين
تركت واقعة كربلاء تأثيرا بليغا على أفكار بني الإنسان حتى غير المسلمين منهم. فعظمة الثورة وذروة التضحية، والصفات الأخرى التي يتحلى بها الحسين وأنصاره أدّت إلى عرض الكثير من الآراء حول هذه الثورة الملحمية، ويستلزم نقل جميع أقوالهم تأليف مؤلف ضخم عنهم، لا سيما وأن بعض الكتاب غير المسلمين دوّنوا كتباً عن هذه الواقعة.
نورد في ما يلي آراء عدد من الشخصيات المسلمة وغير المسلمة:

1) غاندي، زعيم الهند: لقد طالعت حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين.
2) محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان: لا تجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه واعتقد أن على جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق.
3) شارلز ديكنز، الكاتب الإنجليزي المعروف: إن كان الإمام الحسين قد حارب من أجل أهداف دنيوية، فإنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم أنه ضحى فقط لأجل الإسلام.
4) توماس كارليل، الفيلسوف والمؤرخ الإنجليزي: أسمى درس نتعلمه من مأساة كربلاء هو أن الحسين وأنصاره كان لهم إيمان راسخ بالله، وقد أثبتوا بعملهم ذاك أن التفوق العددي لا أهمية له حين المواجهة بين الحقّ والباطل والذي أثار دهشتي هو انتصار الحسين رغم قلّة الفئة التي كانت معه.
5) إدوارد براون، المستشرق الإنجليزي: وهل ثمة قلب لا يغشاه الحزن والألم حين يسمع حديثاً عن كربلاء؟ وحتّى غير المسلمين لا يسعهم إنكار طهارة الروح التي وقعت هذه المعركة في ظلّها.
6) فردريك جيمس: نداء الإمام الحسين وأي بطل شهيد آخر هو أن في هذا العالم مبادئ ثابتة في العدالة والرحمة والمودّة لا تغيير لها، ويؤكد لنا أنه كلّما ظهر شخص للدفاع عن هذه الصفات ودعا الناس إلى التمسّك بها، كتب لهذه القيم والمبادئ الثبات والديمومة.
7) ل . م . بويد: من طبيعة الإنسان أنه يحب الجرأة والشجاعة والإقدام وعلو الروح والهمّة والشهامة. وهذا ما يدفع الحرية والعدالة الاستسلام أمام قوى الظلم والفساد. وهنا تكمن مروءة وعظمة الإمام الحسين. وأنه لمن دواعي سروري أن أكون ممـن يثني من كل أعماقه على هذه التضحية الكبرى، على الرغم من مرور 1300 سنة على وقوعها.
8) واشنطن ايروينغ، المؤرخ الأمريكي الشهير: كان بميسور الإمام الحسين النجاة بنفسه عبر الاستسلام لإرادة يزيد، إلاّ أنّ رسالة القائد الذي كان سبباً لانبثاق الثورات في الإسلام لم تكن تسمح له الاعتراف بيزيد خليفة، بل وطّن نفسه لتحمّل كل الضغوط والمآسي لأجل إنقاذ الإسلام من مخالب بني أُميّة. وبقيت روح الحسين خالدة، بينما سقط جسمه على رمضاء الحجاز اللاهبة (استشهد الحسين على رمال كربلاء، وليس على رمضاء الحجاز!)، أيها البطل، ويا أسوة الشجاعة، ويا أيها الفارس يا حسين!
9) توماس ماساريك: على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح. إلاّ أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى اتباع الحسين عليه السلام. ويبدو أن سبب ذلك يعود إلى أن مصائب المسيح إزاء مصائب الحسين عليه السلام لا تمثل إلاّ قشـّة أمام طود عظيم.
10) موريس دوكابري: يقال في مجالس العزاء أن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وأعراض الناس، ولحفظ حرمة الإسلام، ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد. إذن تعالوا نتخذه لنا قدوة، لنتخلص من نير الاستعمار، وأن نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة.
11) المستشرق الألماني ماربين: قدّم الحسين للعالم درساً في التضحية والفداء من خلال التضحية بأعز الناس لديه ومن خلال إثبات مظلوميته وأحقيّته، وأدخل الإسلام والمسلمين إلى سجل التاريخ ورفع صيتهما. لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له. وأنّ صرح الظلم مهما بدا راسخاً وهائلاً في الظاهر إلاّ أنّه لا يعدو أن يكون أمام الحقّ والحقيقة إلاّ كريشة في مهب الريح.
12) بنت الشاطئ: أفسدت زينب أخت الحسين عليه السلام على ابن زياد والأمويين نشوة النصر وأفرغت قطرات من السم في كأس انتصارهم. وكان لزينب بطلة كربلاء دور المحفّـز في جميع الأحداث السياسية التي أعقبت عاشوراء مثل قيام المختار، وعبدالله بن الزبير وسقوط الدولة الأموية وتأسيس الدولة العباسية وانتشار المذهب الشيعي.
13) لياقة علي خان، أول رئيس وزراء باكستاني: لهذا اليوم من محرم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم؛ ففي مثل هذا اليوم وقعت واحدة أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام. وكانت شهادة الإمام الحسين عليه السلام مع ما فيها من الحزن مؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لأنها كانت بمثابة التسليم الكامل للإرادة الإلهية. ونتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار.
14) جورج جرداق، العالم والأديب المسيحي: حينما جنّد يزيد الناس لقتل الحسين وإراقة الدماء، كانوا يقولون: كم تدفع لنا من المال؟ أما أنصار الحسين فكانوا يقولون لو أننا نقتل سبعين مرّة، فإننا على استعداد لأن نقاتل بين يديك ونقتل مرة أُخرى أيضاً .
15) عباس محمود العقاد، الكاتب والأديب المصري: ثورة الحسين، واحدة من الثورات الفريدة في التاريخ لم يظهر نظير لها حتى الآن في مجال الدعوات الدينية أو الثورات السياسية. فلم تدم الدولة الأموية بعدها حتى بقدر عمر الإنسان الطبيعي، ولم يمضِ من تاريخ ثورة الحسين حتّى سقوطها أكثر من ستين سنة ونيّف.
16) أحمد محمود صبحي: وإن كان الحسين بن علي عليه السلام قد هزم على الصعيد السياسي أو العسكري، إلاّ أن التاريخ لم يشهد قط هزيمة انتهت لصالح المهزومين مثل دم الحسين. فدم الحسين تبعته ثورة ابن الزبير، وخروج المختار، وغير ذلك من الثورات الأخرى إلى أن سقطت الدولة الأموية، وتحول صوت المطالبة بدم الحسين إلى نداء هزّ تلك العروش والحكومات.
17) انطوان بارا، مسيحي: لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.
19) كيبون، المؤرخ الإنجليزي: على الرغم من مرور مدّة مديدة على واقعة كربلاء، ومع أننا لا يجمعنا مع صاحب الواقعة وطن واحد، ومع ذلك فإن المشاق والمآسي التي وقعت على الحسين عليه السلام تثير مشاعر القارئ وإن كان من أقسى الناس قلباً، ويستشعر في ذاته نوعاً من التعاطف والانجذاب إلى هذه الشخصية.
20) نيكلسون، المستشرق المعروف: كان بنوا أُميّة طغاة مستبدين، تجاهلوا أحكام الإسلام واستهانوا بالمسلمين، ولو درسنا التاريخ لوجدنا أن الدين قام ضد الطغيان والتسلّط، وأن الدولة الدينية قد واجهت النظم الإمبراطورية. وعلى هذا فالتاريخ يقضي بالإنصاف في أن دم الحسين عليه السلام في رقبة بني أُمية.
21) السير برسي سايكوس، المستشرق الإنجليزي: حقاً أن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة، كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى إطرائها والثناء عليها لا إرادياً. هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى الأبد.
22) تاملاس توندون، الهندوسي، والرئيس السابق للمؤتمر الوطني الهندي: هذه التضحيات الكبرى من قبيل شهادة الإمام الحسين عليه السلام رفعت مستوى الفكر البشري، وخليق بهذه الذكرى أن تبقى إلى الأبد، وتذكر على الدوام.
23) محمد زغلول باشا، قال في تكية الإيرانيين في مصر: لقد أدى الحسين عليه السلام بعمله هذا، واجبه الديني والسياسي، وأمثال مجالس العزاء تربّي لدى الناس روح المروءة، وتبعث في أنفسهم قوّة الإرادة في سبيل الحقّ والحقيقة.
24) عبدالرحمن الشرقاوي، الكاتب المصري: الحسين شهيد طريق الدين والحريّة، ولا يجب أن يفتخر الشيعة وحدهم باسم الحسين عليه السلام، بل أن يفتخر جميع أحرار العالم بهذا الاسم الشريف.
25) طه حسين، العالم والأديب المصري: كان الحسين عليه السلام يتحرق شوقاً لاغتنام الفرصة واستئناف الجهاد والانطلاق من الموضع الذي كان أبوه يسير عليه؛ فقد أطلق الحرية بشأن معاوية وولاته، إلى حد جعل معاوية يتهدده. إلا أن الحسين ألزم أنصاره بالتمسك بالحق.
26) عبد الحميد جودة السحّار، الكاتب المصري: لم يكن بوسع الحسين أن يبايع ليزيد ويرضخ لحكمه؛ لأن مثل هذا العمل يعني تسويغ الفسق والفجور وتعزيز أركان الظلم والطغيان وإعانة الحكومة الباطلة. لم يكن الحسين راضياً على هذه الأعمال حتى وأن سبي أهله وعياله وقتل هو وأنصاره.
27) العلامة الطنطاوي، العالم والفيلسوف المصري: الملحمة الحسينية تبعث في الأحرار شوقاً للتضحية في سبيل الله، وتجعل استقبال الموت أفضل الأماني، حتى تجعلهم يتسابقون إلى منحر الشهادة.
28) العبيدي، مفتي الموصل: فاجعة كربلاء في تاريخ البشرية نادرة كما أن صانعوها ندرة، فقد رأى الحسين بن علي عليه السلام من واجبه التمسك بسنّة الدفاع عن حق المظلوم ومصالح العامة استناداً إلى حكم الله في القرآن، وما جاء على لسان الرسول الكريم، ولم يتوان عن الإقدام عليه؛ فضحى بنفسه في ذلك المسلخ العظيم، وصار عند ربّه "سيد الشهداء"، وصار في تاريخ الأيام "قائداً للمصلحين"، ونال ما كان يتطلّع إليه، بل وحتى أكثر من ذلك.
الخلاصة :
نستخلص من مجموع الأقوال المنقولة أعلاه، النقاط التالية :
1-أن الإمام الحسين عليه السلام ثار للأسباب التالية: لأجل بقاء وعظمة الإسلام وحكومة القرآن، وما عليه من مسؤولية الإمامة، وللحفاظ على أعراض الناس وشرفهم، وللإصلاح في الأمة، وفي سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولغرض الدفاع عن المظلومين والمصلحة العامة .
2-وُصفت ثورة الإمام الحسين عليه السلام بأنها قامت على أساس الأخلاق والمروءة، وغايتها المصلحة العامة، وكانت جهاداً للقضاء على الرذيلة ونشر الفضيلة .
3-تأثير الثورة: أدّت الثورة إلى إيقاظ الناس، وحولت التدين القشري والظاهري إلى إيمان حقيقي وعميق .
4- ماذا تعلّم الناس من هذه المدرسة؟ أن الدرس الذي تقدمه هذه المدرسة جذري وأبدي؛ وينمّ عن توجهاتها في الحرية والعدالة والمحبّة، وانتهاج الأسلوب الشريف عند مواجهة الخصم. وتعلم الناس كيفية الإباء عن الرضوخ للظلم ومجابهة المستعمر، وتحثّهم على التحلّي بالغيرة والشجاعة والتضحية، والصبر عند الشدائد والثبات على طريق الحق. وتثير في النفوس الحمية ضد الباطل وتعلّمهم حرمة الصمت إزاءه. وأثبتت أن الحقّ والفضيلة والعدل والإيمان قادر على دحر الظلم والكفر والمكر والطغيان، كما أن أصحاب الإمام المخلصين علّموا الناس أفضل دروس الإيمان بالله، ومهدوا الطريق أمام انتصار الشعوب، وأثبتوا أن النصر للمؤمنين رغم قلّة العدد والعدّة
.

عاشوراء

عاشــوراء
وهو يوم العاشر من محرم يوم استشهاد الحسين وأبنائه وأصحابه في كربلاء. كان يوم العاشر من المحرم في الجاهلية عند العرب من الأعيان الكبيرة وكانوا يصومونه. وكان عيد تفاخر وفرح واحتفال، يرتدون فيه أفخر ثيابهم ويتخضّبون وينشرون الزينة. ولما شرع الإسلام صوم شهر رمضان نسخ صوم ذلك اليوم. وقيل أن سبب تسميته بعاشوراء يعود إلى أن الله كرّم في هذا اليوم عشرة أنبياء
(حياة الإمام الحسين 179:3، نقلاً عن "الأنوار الحسينية").
يعتبر هذا اليوم لدى الشيعة يوم حزن وعزاء على استشهاد الحسين عليه السلام الذي يعد أكبر مصيبة وقعت على آل الرسول، وفرح فيه أعداء الإسلام وأهل البيت، وصار يوم مأتم ومواساة لشيعة آل الرسول يبكون فيه قتلى هذا اليوم. قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: "وأما يوم عاشوراء فيوم أُصيب فيه الحسين عليه السلام صريعاً بين أصحابه وأصحابه حوله صرعى عراة"(بحار الأنوار 45-95).
وقال الإمام الرضا عليه السلام: "من كان عاشوراء يوم مصيبته وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره"(بحار الأنوار 284:44، وسائل الشيعة 394:10). وجاء في زيارة عاشوراء: "اللهم هذا يوم تبرّكت به بنو أمية وابن آكلة الأكباد … ".
دأب أئمّة الشيعة على إحياء ذكرى هذا اليوم، حيث يقيمون فيه المآتم ويبكون على مصرع أبي عبدالله عليه السلام، ويزورونه فيه ويحثّون شيعتهم على زيارته، وكان يوم حزن لهم، ومن جملة الآداب المتعارفة في مثل هذا اليوم اجتناب اللذّات، والكفّ عن العمل، والحزن والبكاء، وعدم الأكل والشرب حتى الظهر، وعدم ادخار شيء للدار، وإظهار الحزن والأسى وما إلى ذلك(وسائل الشيعة 394:10، سفينة البحار196:2).
لم تكن الظروف في العهدين الأموي والعبّاسي تسمح بإقامة شعائر العزاء بشكل علني وواسع على الحسين. ولكن حينما توفرت الظروف المناسبة كان الشيعة يقيمون شعائر العزاء بأبهى صورة ممكنة، وذكرت كتب التاريخ أن معزّ الدولة الديلمي ألزم أهل بغداد النوح وإقامة المأتم على الحسين عليه السلام وأمر بغلق الأبواب وعلّقت عليها المسموح ومنع الطباخين من الأطعمة وأن تخرج النساء بثياب سوداء ويندبن الحسين، واستمر هذا لعدّة سنوات ولم يستطع السنة منعه لأن الحكومة كانت بيد الشيعة(سفينة البحار 2: 196).
اعتبرت واقعة عاشوراء منذ عدّة قرون مضت رمزاً ليوم صراع الحق والباطل، ورمزاً ليوم الفداء والتضحية في سبيل الدين؛ ففي هذا اليوم واجه الإمام الحسين بن علي عليهما السلام بفئة قليلة ولكن مؤمنة وصابرة وتتحلى بالعزّة والصلابة والعظمة جيش حكومة يزيد على كثرة عدده وكمال عدته، ولكنه كان مجرداً من الدين والرأفة، وجعل من كربلاء ساحة لبطولة والحرية، ومع أن يوم عاشوراء كان يوماً واحداً من الصراع إلاّ أنّ نطاق تأثيره امتد إلى الأبد، ودخل في أعماق الضمائر والقلوب حتّى صارت العشرة الأولى من محرم وخاصة اليوم العاشر منه فرصة تبرز فيها ذروة المحبة والولاء لعلم الحرية، وأسوة الجهاد والشهادة الحسين بن علي عليهما السلام، حتى أن غير الشيعة يبجّلون سمو أرواح أولئك الرجال العظام.
عاشوراء يعكس معنى "حسين مني وأنا من حسين" إذ أن دين رسول الله سقته وأحيته دماء الحسين. أو كما عبّر أحد العلماء عن هذه الحقيقة بقوله: "… كان يوم عاشوراء يوم ثورة عدد قليل من دعاة العدالة المؤمنين ضد الجائرين من أصحاب القصور والمتسلّطين …"(صحيفة النور 75:9)، وقوله: "لولا عاشوراء لساد منطق جاهلية أبي سفيان ومن هو على شاكلته ممّن كانوا يستهدفون القضاء على أي وجود للوحي والقرآن، وكان يزيد تذكار عصر عبادة الأصنام المقيت يظن أن قتل أبناء الوحي قد يعينه على هدم صرح الإسلام، وطي صفحة الحكومة الإسلامية بصراحة وبإعلانه (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، ولولا عاشوراء لكان من غير الواضح ما الذي سيحل بالقرآن الكريم والإسلام العزيز"(صحيفة النور:265:14).
سار الإمام الحسين من مكّة إلى الكوفة بدعوة من أهاليها لكي ينضم إلى الثوريين فيها ويتسلّم زمام قيادتهم بيده، وقبل بلوغ الكوفة حاصره جيش ابن زياد في كربلاء ولكنه أبى أن يبايع حكومة يزيد الظالمة الغاضبة، فقاتله جيش الكوفة، فقاتل هو وأصحابه في يوم عاشوراء ببسالة منقطة النظير حتّى قتلوا وهم عطاشى، واقتيد الباقون من قافلة النور أسرى بيد قوى الظلم وأخذوا إلى الكوفة، وسطّر أصحابه الإثنان والسبعون أفخر ملحمة في تاريخ البشرية وخلدوا ذكراهم في قلب التاريخ والضمير البشري. أو كما وصف أحد الكتاب المعاصرين عاشوراء بالقول: "عاشوراء مائدة روح الإنسان الفسيحة على مدى العصور، وتجسيد لسمو الضمير في كمحكمة التاريخ، وانعكاس لصلابة وشجاعة الإنسان في موضع تجلّي الإيمان، وطواف الدم في إحرام الصيحة، وتجلي الكعبة في ميقات الدم .
عاشوراء إعادة لقراءة التوراة والإنجيل والزبور في معبد الأقدام، وترتيل آيات القرآن في ألواح الأبدية، وهو دم الله الجاري في أوردة التنزيل، والحنجرة الدامية لجبل "حراء" في ذروة الإبلاغ، وصراع جديد بين محمد صلى الله عليه وآله وجاهلية بني أميّة وشرك قريش، وتجديد لمطلع رجز "بدر" و "حنين"، وانفجار الصلاة في الشهادة وانفجار الشهادة في الصلاة، وتبلور أبَّهة خلود الحق في خندق حتف الباطل، وناشر صيحة المظلومين عبر التاريخ، ويد الله الإنسانية التي تمسح على رؤوس الجياع، ورواق الحماسة القاني في ظلمات الليل والجور، والقلب النابض لعشاق العدالة في محكمة الإنسانية، ودوي الانتصار في إذن الأمصار، وهو العطش الذي يصب البحار في محيط الحياة، ورسالة كبرى على عاتق "السبي" الحافل بالحريّة.
عاشوراء كرامة المصلين وعزة المسلمين، وأخيرا فعاشوراء ركن الكعبة وعمود القبلة، وعماد الأمة وحياة القرآن، وروح الصلاة، وبقاء الحج، وصفاء الصفا والمروة وروح المشعر ومنى. عاشوراء هدية الإسلام للبشرية والتاريخ .
لعل تجديد الذكرى بالمواليد والوفيات، والجري على مواسم النهضات الدينية أو الشعبية العامة والحوادث الاجتماعية، وما يقع من الوارق المهمة في الطوائف والأحياء بعدِّ سنيها، واتخاذ رأس كل سنة بتلكم المناسبات أياداً وأفراحاً، أو مأتماً وأحزاناً، وإقامة الحفل السار، أو التأبين، من الشعائر المطردةن والعادات الجارية منذ القدم، دعمتها الطبيعة البشرية، وأيدتها الفكرة الصالحة لدى الأمم الغابرة عند كل ملة ونحلة، قبل الجاهلية وبعدها، وهلم جرّاً حتى اليوم .
هذه مواسم اليهود والنصارى والعرب في أمسها ويومها، وفي الإسلام وقبله، سجلها التاريخ في صفحاته.
وكأن هذه السنّة نزعة إنسانية، تنبعث من عوامل الحب والعاطفة، وتسقى من منابع الحياة، وتتفرع على أصول التبجيل والتجليل والتقدير والإعجاب لرجال الدين والدنيا، وأفذاذ الملإِ وعظماء الأمة، إحياء لذكرهم وتخليداً لإسمهم، وفيها فوائد تاريخية اجتماعية، ودروس أخلاقية ضافية راقية لمستقبل الأجيال، وعظات وعبر، ودستور عملي ناجع للناشئة الجديدة، وتجارب واختبارات تولد حنكة الشعب، ولا تخص بجيل دون جيل، ولا بفئة دون أخرى.
وإنما الأيام تقتبس نوراً وإزدهاراً، وتتوسم بالكرامة والعظمة، وتكتسب سعداً ونحساً، تتخذ صبغة مما وقع فيها من الحوادث الهامة، وقوارع الدهر ونوازله، ولا ينبئنا التارخقط يوماً اجلّ وأعظم وأدهى حادثة من يوم الحسين السبط المفدى، ويم نهضته االمباركة التي يعتز بها كل مسلم غيور أبي شريف، وفيها دروس عالية، تعتبر صفاً نهائياً من الحكمة العملية في مدرسة التوحيد والتعبد، كما تعد أبهى صورة جلية ناصعة كاملة من ترسيم الإباء والشمم والتفاني دون ذات الله تعالى، وعملاً مثبتاً في كسح عراقيل العيث والفساد عن مسير الإنسان السامي الصحيح، والتحاشي والتنزه والتباعد عن الرذائل والدنايا، وأصلاً مبرماً في كسر شوكة المعتدين، ونكس أعلام الشرك والفناق، ودحض عادية الجور والظلم، وإنقاذ البشر عن أسارة الهوى السائد، وإعلاء كلمة التوحيد، كلمة الحق والصدق، كلمة الحياة السعيدة، والإنسانية السامية، (وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته).
فأحق يوم يبقى ذكره في التاريخ زاهراً غضاً طرياً دائماً أبد الدهر، خالداً مدى الدنيا لأمة محمد صلى الله عليه وآله، هو يوم الحسين عليه السلام بضعة رسول الله سيد الأنبياء، وقطعة لحمه ودمه، وفلذة كبده، وقرة عينه وريحانته من الدنيا، وهو يوم الله الأكبر قبل أحد، ويوم نبيه، ويوم ضحيته وذبحه العظيم .
يَوم عَاشُورَاء
لو آمن الناس بقول قائل : ان الحق للقوة لكان عليهم أن يرموا بكل كتاب مقدس، وبكل تشريع ودستور في عرض البحر.
حيث لا عدل، ولا فضيلة، ولا إيمان إلا بالمادة، والنتيجة الحتمية لهذا المنطق إن الإنسانية والجماد في الميزان سيان
.
لو كان الحق للقوة ما كان لشهداء الفضيلة ذكر، ولا لأبطال التحرير فضل، وكان السفاكون الهادمون في كل عصر ومصر كيزيد هم الكون بكامله.
إن يوم عاشوراء لأحد الشواهد الصادقة على أن من تسلح بالمادة وحدها فهو أعزل.
ليس يوم عاشوراء احتجاجاً على يزيد وجيش يزيد فحسب، وإنما هو دليل قاطع على أن من يقف أمام الغاصب الطاغي ساجد الركاب منحني الرأس معفر الجبين يمد إليه يد الذل والاستجداء، دليل على أنه ليس له من الحق شيء، وأنه يستحق الحياة. ألا ترى إذا رآه الرائي قال : شقي بائس، ولم يقل : صاحب حق مهتضم.
إن صاحب الحق يمد إلى حقه يد القوة والعزة، يمدها وهو عالي الرأس ثابت الجنان، ولا يردها إلا قابضة على حقه، أو تقطع مجاهدة في سبيل الحق والعدالة، فإن قطعها في هذا السبيل حياة، وبقاءها ممات، والسلام على الحسين القائل : "إني لا أرى الموت إِلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً".
ليس يوم عاشوراء عاطفة مذهبية شيعية نحو الرسول وأهل بيته، عاطفة ولدها الضغط على الشيعة، كما زعم الزاعمون، ولكنه تكريم للبطولة والتضحية، وإحياء للجهاد المقدس، واعتزاز بالاباء والكرامة، وإيمان بسلطان العدالة والحرية، وثورة على الفساد في جميع البلاد، وعلى كل ظالم مستعمر ومستثمر أموياً كان أم غير أموي.
ليس يوم عاشوراء للشيعة فحسب، ولا للسنة، وإنما هو للناس أجمعين، لأنه جهاد وتضحية، وحق وصراحة، ونور وحكمة، وليس لهذه الفضائل دين خاص، ولا مذهب خاص، ولا وطن خاص، ولا لغة خاصة. هذا هو يوم عاشوراء في حقيقته ومغزاه.
أما زيارة كربلاء وشد الرحال إليها من بلاد نائية فهي تكرار وتأكيد لما يهدف إليه يوم عاشوراء، وإنك واجد تفسير ذلك مكتوباً في القطع المعلقة على قبر الحسين بتلوها الزائر ساعة دخوله الحضرة المقدسة، وخروجه منها، وقد جاء فيها :
"إني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما ابطلتم، فاسأل اللّه أن يجعلني من خيار مواليكم العاملين بما دعوتم إليه، اهتدي بهديكم، وأن يجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد".
يتلو الزائر هذه الكلمات وأمثالها بقلب خاشع ونفس مطمئنة في بقعة ارتفع فيها صوت الحق ضد الباطل، وخفقت رايات الهدى ضد الضلال، وشع فيها نور العدالة ليمحو ظلام الجور، واريقت دماء زكية لتطهر الأرض من رجس الاستعباد.
لم تعرف الكرة الأرضية في عهد يزيد مناصراً للحق غير هذه البقعة الصغيرة المسماة بأرض كربلاء، يقصدها الزائر ليشهد اللّه والناس على نفسه أنه لا يتبع إلا الحق، ولا يناصر إلا أهله، وأنه عليه يحيا ويموت، يحيا حياة محمد وآل محمد، ويموت ممات محمد وآل محمد.
إذن ليس معنى زيارة كربلاء تأليه الأحجار والأخشاب، وعبادة الأرض والتراب.
هذا شاعر - الجواهري - زار قبر الحسين، وبيّن الغاية من زيارته، والهدف من رحلته، فقال : إني زرت قبر الحسين، وشممت ثراه كي يتسرب إلى نفسي نسيم الاباء والكرامة، ويهب على قلبي ريح الحق والعدالة، وعفرت خدي بالتراب، حيث يضع، وقطع خد الحسين، ولم يخضع لظالم، ولثمت أرضاً وطأها الحسين، لأن خيل الطغاة جالت على صدره وقلبه وظهره وصلبه، ولم يهادن، ولم يمالئ من سلب الشعب حريته، والأمة حقوقها.
شممت ثراك فهب النسيم***نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استرا***ح خد تفرّى ولم يخضع

ولا يبتغي الزائر الشاعر بعد هذا الدليل دليلاً على قداسة غايته ونبل مقصده، وأي دليل أصدق وأبلغ وأوضح على عظمة بقعة دفن فيها من نثرت السيوف لحمه دون رأيه وضميره، ورفع رأسه على الرمح دون إيمانه وعقيدته، وأطعم الموت خير البنين والأصحاب من الكهول إلى الشباب إلى الرضع دون مبدئه ودعوته.
ومــــاذا أأروع مــــــــن أن***يكون لحمك وقفاً على المبضع
وأن تتقي دون ما ترتــــــأي***ضميرك بالاسل الشــــــــــرع
وأن تطعم الموت خير البنين***من الأكهلين إلى الرضـــــــــع
إن يوم عاشوراء وزيارة كربلاء هما رمز الحرية والمساواة بين الأسود والأبيض، والعربي مع العجمي، والملك وابن الشارع، وانه لا فضل إِلا لمن جاهد وكابد في سبيل هذه المساواة، المساواة في الغرم والغنم، فلا ظالم ومظلوم، ولا جائع ومتخوم، ولا عطشان وريان.

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

الآيات النازلة في حق الإمام علي ( عليه السلام )

الآيات النازلة في حق الإمام علي ( عليه السلام )

أكد المفسّرون ـ سنة وشيعة ـ في تفاسيرهم المعتبرة على نزول عشرات الآيات الشريفة في حَقِّ الإمام علي ( عليه السلام ) ، نذكر منها :
1ـ قوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة : 67 .
2ـ قوله تعالى : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) الصافات : 24 .
3ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) المائدة : 55 .
4ـ قوله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) المعارج : 1 - 2 .
5ـ قوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ) المائدة : 3 .
6ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) البينة : 7 .
7ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ ) السجدة : 18 .
8ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ) مريم : 96 .
9ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) الرعد : 7 .
10ـ قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ ) هود : 17 .
11ـ قوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه : 82 .
12ـ قوله تعالى : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) النحل 44 ، الأنبياء : 7 .
13ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ) التوبة : 119 .
14ـ قوله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة : 10 - 11 .
15ـ قوله تعالى : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ ) الحج : 19 .
16ـ قوله تعالى : ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ ) التوبة : 19 .
17ـ قوله تعالى : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) الصافات : 130 .
18ـ قوله تعالى : ( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) التحريم : 4 .
19ـ قوله تعالى : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ) الشورى : 23 .
20ـ قوله تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) الإسراء : 26 .
21ـ قوله تعالى : ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ) الإنسان : 1 .
22ـ قوله تعالى : ( وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ ) الأعراف : 46 .
23ـ قوله تعالى : ( بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ) التوبة : 1 .
24ـ قوله تعالى : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى : 23 .
25ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) المجادلة : 12 .
26ـ قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) الحاقة : 12 .
27ـ قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى : 5 .
28ـ قوله تعالى : ( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) آل عمران : 61 .
29ـ قوله تعالى : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) الأحزاب : 33 .
30ـ قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الكوثر : 1 .
31ـ قوله تعالى : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ) الرحمن : 19 - 20 .
32ـ قوله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة : 127 - 128 .
33ـ قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) البقرة : 143 .
34ـ قوله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) فاطر : 32 .
35ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ) المائدة : 54 .
36ـ قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) البقرة : 37 .
37ـ قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ ) البقرة : 207 .
38ـ قوله تعالى : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) محمد : 30 .
39ـ قوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ) آل عمران : 103 .
40ـ قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) الأحزاب : 56 .
41ـ قوله تعالى : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ) المجادلة : 13 .
42ـ قوله تعالى : ( فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ ) الزخرف : 41 .
43ـ قوله تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) الإنسان : 8 .
44ـ قوله تعالى : ( وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) التوبة : 3 .
45ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة : 274 .
46ـ قوله تعالى : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ) الأحزاب : 25 .
47ـ قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ ) الحديد : 19 .
48ـ قوله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) الأحزاب : 23 .
49ـ قوله تعالى : ( وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) الزمر : 33 .
50ـ قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ) الأنفال : 33 .
51ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) الرعد : 29 .
52ـ قوله تعالى : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة : 124 .
53ـ قوله تعالى : ( قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) الرعد : 43 .
54ـ قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) التكاثر : 8 .
55ـ قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) النور : 35 .
56ـ قوله تعالى : ( وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) الزخرف : 57 .
57ـ قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) النساء : 54 .
58ـ قوله تعالى : ( اِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ) الفاتحة : 5 .
59ـ قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ) الأنفال : 62 .
60ـ قوله تعالى : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ) الزخرف : 45 .
61ـ قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى : 5 .
62ـ قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ) النساء : 59 .
63ـ قوله تعالى : ( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) العاديات : 1 .
64ـ قوله تعالى : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا ) يونس : 87 .
65ـ قوله تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ) الفتح : 29 .
66ـ قوله تعالى : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ) الأحزاب : 6 .
67ـ قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ) المطففين : 29 - 30 .
68ـ قوله تعالى : ( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) طه : 25 - 26 .
69ـ قوله تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ) الأنفال : 25 .
70ـ قوله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد : 28 .
71ـ قوله تعالى : ( وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ) الأعراف : 181 .
72ـ قوله تعالى : ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) النجم : 1 - 4 .
73ـ قوله تعالى : ( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ) الإسراء : 81 .

فلسفة الأمر بالمعروف عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

فلسفة الأمر بالمعروف عند الإمام علي ( عليه السلام )


مدح الله في كتابه الكريم المسلمين من أهل الكتاب ، وهم أتباع الأنبياء السابقين قبل بعثة النبي
محمد ( صلى الله عليه وآله ) لوعيهم لهذه الفريضة ، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل بها .
وهذا ممَّا يكشف عن أنها فريضة عريقة في الإسلام منذ أقدم عصوره وصِيَغه ، وأنها قد كانت فريضة ثابتة في جميع مراحله التشريعيّة التي جاء بها أنبياء الله تعالى جيلاً بعد جيل .
فقال تعالى : ( لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُم يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُوْنَ بِالْمَعْرُوْفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُوْنَ فِي الخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) آل عمران : 113 - 114 .
وقد كان إحياء هذه الفريضة وجَعلها إحدى هواجس المجتمع من شواغل الإمام ( عليه السلام ) الدائمة .
وقد تناولها ( عليه السلام ) في خطبه وكلامه – كما تعكس لنا ذلك النماذج التي اشتمل عليها نهج البلاغة – من زوايا كثيرة ، منها :
1 - أنها قضية فكرية لا بُدَّ أن تُوعَى لِتُغني الشخصية الواعية .
2 - أنها قضية تشريعية تدعو الأمَّة والأفراد إلى العمل .
ومن هذين المنظورين عالجها ( عليه السلام ) بِعِدَّة أساليب ، فقد أعطاها منزلة عظيمة تستحقها بلا شك بين سائر الفرائض الشرعية .
فجعلَها إحدى شعب الجهاد الأربع : ( والجهادُ منها – من دعائمِ الإيمانِ – على أربعِ شُعَبٍ : على الأمرِ بالمعرُوف ، والنَّهي عن المُنكرِ ، والصِّدقِ في المواطن ، وشنآن الفاسقينَ .
فمن أمرَ بالمعرُوفِ شدَّ ظُهُور المؤمنين ، ومن نهى عن المُنكرِ أرغم أنُوف الكافرين ، ومن صَدَق في المواطن قضى ما عليه ، ومن شنِئ الفاسِقِين وغضِب لله غضِب اللهُ له ، وأرضاهُ يوم القيامةِ
) .
ومن السهل علينا أن نفهم الوجه في تقدم هذه الفريضة على غيرها إذا لاحظنا أن أعمال البِرِّ تأتي في الرتبة ، بعد استقامة المجتمع وصلاحه المبدئي – الشرعي والأخلاقي – ، وأن الجهاد لا يكون ناجعاً إلا إذا قام به جيش عقائدي .
وهذه كلّها تتفرع من الوعي المجتمعي للشريعة والأخلاق ، ومن الحد الأدنى للإلتزام المسلكي بهما .
وإذا كانت مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتدرج صاعدة من الإنكار بالقلب إلى الإنكار باللسان إلى الإنكار باليد ، وللإنكار باللسان درجات ، وللإنكار باليد درجات .
وإذا كانت الحالات العادية للأمر والنهي تتفاوت في خطورتها وأهميتها بما يستدعي هذه المرتبة من الإنكار أو تلك .
فإن الحالات الكبرى التي لا بُدَّ فيها من تدخل الحاكم العادل ، والأمة كلها قد تبلغ درجة من الخطورة التي لا بُدَّ فيها من الإنكار بالقلب واللسان ، وأقصى حالات الإنكار باليد وهو القِتَال .
وهذا هو ما كان يواجهه المجتمع الإسلامي في عهد الإمام ( عليه السلام ) ، فيتمثَّل تارة في ناكثي البيعة الذين خرجوا على الشرعية واعتدوا على مدينة البصرة .
ولم تفلح دعوته ( عليه السلام ) لهم بالحسنى في عودتهم إلى الطاعة ، واضطرّوه إلى أن يخوض ضدهم معركة الجمل في البصرة .
ويتمثَّل تارة أخرى في المتمردين على الشرعية في الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان الذي رفض جميع الصيغ السياسية التي عرضها عليه الإمام ( عليه السلام ) ، ليعود من خلالها إلى الشرعية .
وتارة في المارقين الخوارج على الشرعية والذين رفضوا كل عروض السلام التي قُدِّمت لهم ، وأصرّوا على الفتنة ، ومارسوا الإرهاب ضد الفلاَّحين والآمنين والأطفال والنساء .
وفي هذه الحالات وأمثالها على المسلم المستقيم أن يبرأ من الإنحراف في قلبه ، وأن يدينَه عَلناً بلسانه ، وأن يَنخَرِطَ في أي حركة يقودها الحاكم العادل لتقويم الإنحراف بالقوة إذا اقتضى الأمر ذلك .
ونلاحظ أن الإمام ( عليه السلام ) وضع للإنكار بالسيف – وهو أقصى مراتب الإنكار باليد شرطاً ، وهو أن تكون الغاية منه إعلاء كلمة الله ، وليس العصبيَّة العائلية ، أو العُنصُريَّة ، أو المصلحة الخاصة ، أو العاطفة الشخصية .
وهذا شرط في جميع أفعال الإنسان ، وفي جميع مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
إِلا أنَّ الإمام ( عليه السلام ) صرَّح به في هذه المرتبة لخطورة الآثار المترتِّبة على القيام بها حيث أنها قد تؤدي إلى الجرح أو القتل .
ويقدِّر الإمام ( عليه السلام ) أنَّ كثيراً من الناس يتخاذلون عن ممارسة هذا الواجب الكبير ، فلا يأمرون بالمعروف تاركَهُ ، ولا ينهون عن المنكر فَاعِلُه .
وذلك بسبب ما يتوَّهمون من أداء ذلك إلى الإضرار بهم ، كَتَعريضِ حياتهم للخطر ، أو تعريض علاقاتِهم الاجتماعية للاهتزاز والقلق ، أو تعريض مصادر عيشهم للإنقطاع ، وما إلى ذلك من شؤون .
فقال ( عليه السلام ) : ( وإنَّ الأمرَ بالمعرُوفِ والنَّهي عنِ المُنكرِ لخُلُقان مِن خُلُق الله سُبحانه ، وإنَّهُما لا يُقرِّبان مِن أجَلٍ ، ولا ينقصانِ مِن رزقٍ ) .
وكما قلنا سابقاً من أنَّ إحياء هذه الفريضة ، وجعلها إحدى هواجس المجتمع الدائمة ، وإحدى الطاقات الفكرية الحَيَّة المحركة للمجتمع ، كان من شواغل الإمام ( عليه السلام ) الدائمة .
وكان يحمله على ذلك عاملان :
أولاهما : أنه ( عليه السلام ) إمام المسلمين ، وأمير المؤمنين ، ومن أعظم واجباته شأناً أن يراقب أمَّتَه ، ويعلِّمها ما جَهِلَت ، ويُعمِّق وَعْيَها ممَّا عَلِمَت ، ويجعل الشريعة حَيَّة في ضمير الأمة وفي حياتها .
ثانيهما : هو قضيته ( عليه السلام ) الشخصية في معاناته لمشاكل مجتمعه الداخلية والخارجية في قضايا السياسة والفكر .
فقد شكا الإمام ( عليه السلام ) كثيراً من النخبَة في مجتمعه ، وأدان هذه النخبَة بأنها نخبة فاسدة في الغالب ، لأنها لم تلتزم بقضية شعبها ووطنها ، وإنما تَخَلَّت عن هذه القضية سعْياً وراء آمال شخصية وغير أخلاقية .
وإذ يئس الإمام ( عليه السلام ) من التأثير الفَعَّال في هذه النخبة ، فقد توجَّه ( عليه السلام ) بشكواه إلى عَامَّة الشعب ، محاولاً أن يحرّكه في اتجاه الإلتزام العملي بقضيته العادلة ، وموجهاً وعيه نحو الأخطار المستقبلية ، ومحذِّراً من تَطَلّعات نُخبَته .
فقد كانت شكواه ( عليه السلام ) وتحذيراته المُترَعة بالمَرارة والألم نتيجة لمعاناته اليومية القاسية من مجتمعه بوجه عام ، ومن نُخبَة هذا المجتمع بوجه خاص .
ولا بُدَّ أن هؤلاء وأولئك قد سمعوا من الإمام ( عليه السلام ) مِراراً كثيرة مثل الشكوى التالية التي قالها ( عليه السلام ) في أثناء كلامٍ له عن صِفَة مَن يَتَصدَّى للحكم بين الأمة وليس لذلك بأهل :
فقال ( عليه السلام ) : ( إِلى اللهِ أشكُو مِن معشر يعيشُون جُهَّالاً ويمُوتُون ضُلاَّلاً ، ليس فيهم سِلعة أبورُ مِن الكتاب إذا تُلي حقَّ تلاوتهِ ، ولا سِلعة أنفقُ بيعاً ولا أغلى ثمناً مِن الكِتاب إذا حُرِّف عن مواضعهِ ، ولا عندهُم أنكر من المعرُوف ولا أعرفُ من المُنكرِ ) .
وقد بَلَغ ( عليه السلام ) من خطورة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الإِمام ( عليه السلام ) أنه جعلها إحدى وصاياه البارزة الهامة لابنيهِ الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) .
وقد تكرّرت هذه الوصية مرتين ، إحداهما لابنه الإِمام الحسن ( عليه السلام ) في وصيته الجامعة .
والأخرى في وصيته ( عليه السلام ) للإمامين الحسن والحسين ( عليهما السلام ) في وصيته لهما وهو على فراش الإستشهاد ، بعد أن ضربه ابن ملجم المرادي ( لعنه الله ) بالسيف على رأسه في المسجد عند قيامه ( عليه السلام ) من السجود .
فقال ( عليه السلام ) في الوصية الأولى لابنه الحسن ( عليه السلام ) : ( وأمُرْ بِالمعرُوفِ تكُن من أهلهِ ، وأنكِرِ المُنكر بيدك ولِسانِك ، وبَايِنْ من فعلهُ بجُهدك ، وجاهِدْ في الله حقَّ جهادِه ، ولا تأخُذك في الله لَومَةُ لائمٍ ) .
وقال ( عليه السلام ) في الوصية الثانية لابنيه الحسنين ( عليهما السلام ) : ( أوصيكُما وجميع ولدِي وأهلي ومن بَلَغه كتابي .. إلى أن قال بعد عِدَّة وصايا – : وعليكُم بالتّواصُلِ والتّباذُلِ ، وإيَّاكُم والتدابُر والتّقاطُع ، لا تترُكُوا الأمر بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكرِ ، فيُوَلَّى عليكُم شِرارُكُم ، ثُمَّ تَدعُونَ فلا يُستجابُ لكُم ) .

عبادة أمير المؤمنين عليه السلام

عبادة الامام علي عليه السلام

ان العبادة الحقيقية هي النابعة والمنبثقة عن علم ودراية وفهم، وملؤها الإخلاص لله تعالى، فالعابد عليه أن يعرف معنى العبادة وكيفيتها وخصوصياتها ثم يمزج علمه مع النية الصافية والإخلاص الطاهر.
فقد وردت روايات كثيرة عن
أهل البيت(عليهم السلام) أن العبادة القليلة عن علم وإخلاص واستمرار أفضل من العبادة الكثيرة الفاقدة لهذه الأمور.
وورد عنهم أيضا أن العبادة ليست معيارا لوزن الشخص وإنما عقله الضابط والمميز له، نعم تكون العبادة شاخصا جيدا لمعرفة الناس إذا امتزجت العبادة مع السلوك اليومي النظيف والمنطق المتعقل والانضباط السلوكي واحترام الناس ومراعاتهم ومداراتهم... عندها تكون العبادة ضابطا جيدا وميزانا مهما...
هذا ما نتعلمه من عبادة
أمير المؤمنين علي(عليه السلام) التي كانت بهذا الشكل، وعبادته كانت عبارة عن صلاته وصيامه وصدقاته وبكائه وقيامه الليل وحبه للمساكين وغيرها، وإن كانت حياته كلها عبادة ولكنا سنشير إلى ما يلي فقط.
تقسيم علي(عليه السلام) للعبادة:
لقد قسم أمير المؤمنين(عليه السلام) العبادة إلى ثلاثة أقسام:
1- عبادة التجار.
2- عبادة العبيد.
3- عبادة الأحرار.
فقال: (إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار).
فكان هو(عليه السلام) من القسم الثالث حيث قال: (إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)، مما يدل على الإدراك والفهم والعلم في العبادات وأن لا تكون مجرد طقوس او تقاليد.
ولذا لما سئل: هل رايت ربك؟ فقال: (ما كنت أعبد ربا لم أره، ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار ولكن راته القلوب بحقائق الإيمان)...
هكذا كان علي يعبد الله... عبادة أحرار منطلقه من قلب واع وإيمان خالص.

خصائص في علي لاتوجد في غيره

خصائص في علي لاتوجد في غيره

توجد في
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مجموعة مميزات و خصائص امتاز بها عن الآخرين ، و كانت هذه الخصائص هي التي رجحته على غيره و فضلته عليهم و حاز بها المراتب العليا في عالم العقيدة و الإسلام।

- أولاً : علي من نور محمد (صلى الله عليه و آله)
قال
رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) : ( خلقت أنا و علي بن أبي طالب من نور واحد ) ، فعلي من نور النبي ( صلى الله عليه و آله ) الذي هو نور الله تعالى ، و انفرد بهذه الرائعة دون غيره।

- ثانياً : علي أول من أسلم و آمن
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : ( أول من صلى معي علي ) ، و قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( إن الملائكة صلت علي و على علي سبع سنين قبل أن يسلم بشر )।

- ثالثاً : علي نفس رسول الله ( صلى الله عليه و آله)
لقوله تعالى : ( و أنفسنا و أنفسكم ) ، ( آل عمران : 61 ) . و لم يخرج من الرجال مع النبي ( صلى الله عليه و آله ) في المباهلة سوى علي ، فهو نفس النبي ( صلى الله عليه و آله ) ، و قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( علي مني و أنا منه )।

- رابعاً : أخو النبي ( صلى الله عليه و آله)
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( أنا و علي من شجرة واحدة و باقي الناس من أشجار شتى ) ، و قال : ( أنت أخي في الدنيا و الآخرة ) ।

خامساً : علي حامل ذرية النبي ( صلى الله عليه و آله )
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( إن الله عز و جل جعل ذرية كل نبي في صلبه ، و إن الله عز و جل جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب ) .
سادساً : علي أعلم الأمة بعد النبي (صلى الله عليه و آله)
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب ) ।

سابعاً : علي باب علم النبي (صلى الله عليه و آله )
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( أنا مدينة العلم و علي بابها ) .
ثامناً : علي باب حكمة النبي (صلى الله عليه و آله)
قال( صلى الله عليه و آله ) : ( أنا دار الحكمة و علي بابها ) ।

تاسعاً : علي خير البشر
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( علي خير البشر و من أبى فقد كفر).
عاشراً : ذكر علي عبادة
قال ( صلى الله عليه و آله ) : ( النظر إلى أخي علي بن أبي طالب عبادة و ذكره عبادة ) .
الحادية عشرة : بغض علي كفر و نفاق
قال( صلى الله عليه و آله) لعلي : ( لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق ) ، و قال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) ، ( النساء :145 ) .
- الثانية عشرة : علي أحب الخلق لله و لرسوله
قال ( صلى الله عليه و آله ) و كان عنده طائر مشوي أتاه به جبرئيل : ( اللهم ايتني باحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ) ، فجاء علي فأكل معه.
و هذا القدر امتاز به علي دون غيره ، ولم يشاركه أحد في هذه المناقب