ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

علي(عليه السلام) عنده علم الأولين والآخرين


«علي(عليه السلام) عنده علم الأولين والآخرين»

روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه بإسناده عن الأصبغ بن نباتة قال:لمّا جلس عليّ(عليه السلام) في الخلافة وبايَعَه الناس خَرَج إلى المسجد مُتَعمِّماً بعمامة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، لابساً بُردة رسول الله(صلى الله عليه وآله): متنعِّلا نعل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، متقلّداً سيف رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فصعد المنبر، فجلس(عليه السلام) عليه متمكّناً، ثم شبَّكَ بين أصابعه فوضعها أسفلَ بطنه ثم قال:
يا معشر الناس، سلوني قبلَ أن تفقدوني، هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول
الله(صلى الله عليه وآله)، هذا ما زَقَّني رسول الله(صلى الله عليه وآله) زقّاً زقاً। سلوني فإنّ عندي علم الأوّلين والآخِرين.أما والله لو ثُنيت لي الوسادة فجَلَستُ عليها لأفْتَيتُ أهل التوراة بتوراتهم حتى تنطق التوراة فتقول: صدق عليّ ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزل الله فيّ، وأفتيتُ أهل القرآن بقرآنهم حتّى ينطق القرآن فيقول: صدق عليّ، ما كذب، لقد أفتاكم بما أنزلَ الله فيّ، وأنتُم تتلونَ القرآن لَيلا ونهاراً، فهل فيكم أحدٌ يعلم ما نزل فيه؟ و لو لا آية في كتاب الله لأخبرتُكم بما كان وبما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة، وهي هذه الآية: (يَمحو الله ما يشاءُ ويُثبت وعندهُ أُمُّ الكتابِ). ثمّ قال: سَلوني قبل أنْ تفقدوني، فو الله الذي فلقَ الحبّة وبَرأ النّسمة لو سألتموني عن آية آية في ليل أُنزلت أو في نهار أُنزلت، مكيّها ومدنيّها، سَفريّها وحَضَريِّها، ناسخها ومنسوخها، مُحكَمها ومتشابهها، وتأويلها وتنزيلها لأخبرتُكم.فقام إليه رجل يقال له ذعلب ـ وكان ذرب اللسان بليغاً في الخطب، شجاع القلب ـ فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة، لأُخجِّلَنَّهُ اليوم لكم في مسألتي إيّاه، فقال: يا أمير المؤمنين! هل رأيت ربّك؟
قال: ويلك يا ذعلب لم أكن بالذي أعْبُدُ ربّاً لم أرَه.
فقال: فكيف رأيته؟ صف لنا.
قال: ويلك، لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان.
ويلك يا ذعلب، إنّ ربّي لا يُوصفَ بالبُعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب، لطيف اللّطافة، لا يوصف باللّطف، عظيم العظمة لا يوصف بالعظم، كبير الكبرياء لا يوصّف بالكبر، جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ، رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقّة، مؤمنٌ لا بعبادة، مدركٌ لا بمجسَّة، قائلٌ لا باللّفظ، هو في الأشياء على غير ممازجة، خارجٌ منها على غير مباينة، فوق كلّ شيء فلا يقال: شيءٌ فوقه، وأمام كُلِّ شيء فلا يقال: له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء في شيء داخل، وخارجٌ منها لا كشيء من شيء
فخرذعلب مغشيّاً عليه، ثمّ قال: تاللهِ ما سَمِعتُ بهذا الجواب، والله لا عُدت إلى مثلها ثم قال: سلوني قبل أنْ تفقدوني، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف يُؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل عليهم كتاب، ولم يبعث إليهم نبيّ؟ قال: بلى يا أشعَث، قدْ أنزل الله عليهم كتاباً وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملكٌ سكر ذات ليلة، فدعا بابنته الى فراشه، فارتكبها، فلما أصبَحَ تَسامَعَ به قومه، فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيّها الملك دَنَّسْتَ علينا ديننا وأهلكته، فاخرُج نطهّرك و نُقِم عليك الحدّ। فقال لهم: اجتمعوا واسمَعوا كلامي، فإنْ يكن لي مَخرَج ممّا ارتكبتُ وإلاّ فَشَأنكم।فاجتمعوا، فقال لهم: هل علمتم أنّ الله لم يخلُق خلقاً أكرَم عليه من أبينا آدم وأُمّنا حوّاء؟قالوا: صدَقت أيّها الملك، قال: أفَليس قد زوّجَ بنيه من بناته وبناته من بنيه؟

قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمَحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب، فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب، والمنافقون أشدّ حالا منهم.قال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب، والله لا عُدت الى مثلها أبداً.
ثمّ قال: سلوني قبل أن تفقدوني.
فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكّئاً على عصاه، فلم يَزَل يتَخطّى الناس حتى دنا منه، فقال: يا أمير المؤمنين دُلّني على عَمَل أنا إذا عملته نَجّاني الله من النار.قال له: اسمع يا هذا، ثم افهم، ثم استيقن، قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعِلمِه، وبغنِيٍّ لا يَبخَل بماله على أهل دين الله، وبفقير صابر، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغنّي، ولم يصبر الفقير، فعندها الويل والثبور، وعندها يعرف العارفون بالله أنّ الدار قد رجعت إلى بدئها أي الكفر بعد الإيمان.أيُّها السائل فلا تغترنَّ بكثرة المساجد، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شَتّى، أيُّها السائل إنّما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر، فأمّا الزاهد فلا يفرح بشيء من الدنيا أتاه، ولا يحزَن على شيء منها فاتَه، وأمّا الصابر فيَتمنّاها بقلبه، فإنْ أدرَك منها شيئاً صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، وأمّا الراغب فلا يُبالي منْ حِلٍّ أصابها أم منْ حرام.
قال له: يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟
قال: ينظر الى ما أوجب الله عليه من حَقٍّ فيتولاّه، وينظر الى ما خالفه
فيتبرّأ منه وإن كان حميماً قريباً. قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين، ثمّ غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه، فتبسَّم عليّ(عليه السلام) على المنبر ثم قال: مالكم؟ هذا أخي الخضر.ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فلم يقم إليه أحد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه(صلى الله عليه وآله) ثم قال للحسن(عليه السلام): يا حَسَن قم فاصعد المنبر فتكلَّم بكلام لا تُجهِّلك قريش من بعدي فيقولون: إنّ الحسن بن علي لا يُحسِن شيئاً.قال الحسن(عليه السلام): يا أبت كيف أصعدُ وأتكلّم وأنتَ في الناس تَسمعُ وترى؟قال له: بأبي وأمي أواري نفسي عنك وأسمعُ وأرى وأنتَ لا تراني.فصعد الحسن(عليه السلام) المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة وصلى على النبيّ(صلى الله عليه وآله) صلاة موجزة ثم قال: أيّها الناس سمعت جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول: «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها، وهل تُدخل المدينة إلاّ من بابها».ثمّ نزل، فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فحمله وضمّه إلى صدره. ثمّ قال للحسين(عليه السلام): يا بُني قُم فاصعد المنبر وتكلّم بكلام لا تُجَهِّلك قريش من بَعدي فيقولون: إنّ الحسين بن عليّ لا يُبصِر شيئاً، وليكن كلامك تبعاً لكلام أخيك، فصعد الحسين(عليه السلام)المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على نبيّه صلاةً موجزةً، ثمّ قال: معاشر الناس سَمِعتُ جَدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «إنّ عليّاً هو مدينة هدى، فمن دَخَلها نَجا، ومَن تَخَلَّف عنها هَلَك».فوثب إليه عليّ(عليه السلام) فَضَمَّه إلى صدره وقَبَّلَه، ثمّ قال:«معاشر الناس، اشهدُوا أنـَّهما فرخا رسول الله(صلى الله عليه وآله) ووديعته التي استَودعَنيها وأنا أستَودِعكُمُوها، معاشر الناس ورسول الله سائِلكم عنهما».
ومَن ذا يُساميه بمجد ولم يزَل***يقول سلوني ما يحلّ ويحرم
سَلوني ففي جَنبَيّ علمٌ ورثته***عن المصطفى ما فات مني به الفم
سَلوني عن طرق السماوات إنّني***بها عن سلوك الطرق في الأرض أعلَمُ

((ان في علي من الفضل ما لو قسم على أهل لوسعهم


((ان في علي من الفضل ما لو قسم على أهل
الارض لوسعهم))

روى الحافظ البرسي قال:

قال
رسول الله(صلى الله عليه وآله): أعطى الله عليّاً من الفضل جزءاً لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاهُ
من العلم جزءاً لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، اسمهُ مكتوبٌ على كلّ حجاب في الجنّة بشَّرني به ربّي، عليّ محمودٌ عند الحقّ، عظيمٌ عند الملائكة।عليُّ خاصّتي وخالصتي، وظاهري وباطني، وسرِّي وعلانيتي، ومصاحبي ورفيقي وروحي وأنيسي، سألتُ الله أن لا يقبضه قبلي، وأن يقبضهُ شهيداً، وإنّي دخلت الجنة فرأيت له حوراً أكثر من ورق الشجر، وقصوراً على عدد البشر।عليُّ منّي وأنا من عليّ، من توالى عليّاً فقد توالاني، حبُّهُ نعمة واتّباعه
فضيلة، لم يمش على وجه الأرض ماش أكرمَ منه بعدي، أنزل الله عليه رداء الفضل والفهم، وزيّن به المحافل، وأكرم به المؤمنين، ونصر به العساكر، وأعزّ به الدين، وأخصَبَ به البلاد، وأعزّ به الأخيار.مثلُهُ كمثل بيت الله الحرام يُزار ولا يزور، ومثلُه كمثل القمر إذا طلع أضاء الظُلَم، ومثل الشمس إذا طلعت أضاءت الحَنادس، وصفه الله في كتابه ومَدَحَه في آياته، وأجرى منازله فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً، وإنّ الله قال لموسى ليلة الخطاب:يابن عمران إنّي لا أقبلُ الصلاة إلاّ ممّن تواضع لعظمتي، وألزمَ قلبه خوفي ومحبّتي، وقطع نهاره بذكري، وعرف حق أوليائي الذين لأجلهم خَلقْتُ سماواتي وأرضي وجنّتي وناري، محمّد وعترته، فمن عرفهم وعرف حقهم جعلت له عند الجهل علماً وعند الظلمة نوراً، وأعطيته قبل السؤال وأجَبتهُ قبل الدعاء.

ومن ذلك ما رواه وهب بن منبه قال:

إنّ موسى ليلة الخطاب وجد كلّ شجرة ومدرة في الطور ناطقة بذكر محمّد و نقبائه، فقال: ربّي إنّي لم أَرَ شيئاً ممّا خَلَقْتَ إلاّ وهو ناطقٌ بذكر محمّد ونقبائه، فقال الله: يابن عمران، إنّي خَلَقتُهم قبل الأنوار، وجعلتهم خزانة الأسرار، يشاهدون أنوار ملكوتي، وجعلتهم خزانة حكمتي، ومعدن رحمتي ولسان سرّي وكلمتي، خلَقتُ الدنيا والآخرة لأجلهم.
فقال موسى: ربّي فاجعلني من أمّة محمّد.
فقال: يابن عمران إذا عرفت محمّداً وأوصياءه وعرفت فضلهم وآمَنْتَ بهم فأنتَ من أُمّتِه

قومٌ لهم منّي ولاءٌ خالصٌ***في حالة الإعلان والإسرار
أنا عبدهم ووليّهم وولاهم***سوري وموئل عصمتي وسواري
فعليهم منّي السلام فإنّهم***أقصى مناي ومنتهى إيثاري


روى الشيخ الصدوق أعلا الله مقامه بإسناده من طريق العامة، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن مرّة، عن سلّمة بن قيس قال:
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
عليُّ في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر باللّيل في الأرض.أعطى الله عليّاً من الفضل جزءاً لو قُسّم على أهل الأرض لوسعهم، وأعطاه الله من الفهم لو قسّم على أهل الأرض لوسعهم. شَبّهت لينه بلين لوط، وخلقه بخلق يحيى، وزهده بزهد أيّوب، وسخاؤه بسخاء إبراهيم، وبهجته ببهجة سليمان بن داود، وقوّته بقوة داود، وله اسمٌ مكتوبٌ على كلّ حجاب في الجنة بشّرني به ربّي وكانت له البشارة عندي.عليُّ محمودٌ عند الحَقّ، مزكّى عند الملائكة، خاصّتي وخالصتي وظاهرتي ومصباحي وجُنَّتي ورفيقي، آنسني به ربّي فسألتُ ربّي أنْ لا يقبضهُ قبلي، وسألته أن يقبضهُ شهيداً بعدي، اُدخلتُ الجنة فرأيتُ حور عليّ أكثر من ورق الشجر،
وقصور عليّ كعدد البَشَر.
عليُّ منّي وأنا مِنْ عليّ، مَن تَولّى عليّاً فقد تولاّني، حبُّ عليّ نعمة واتّباعهُ فضيلة، دان به الملائكة وحفّت به الجنّ الصالحون।لم يَمشِ على الأرض ماش بعدي إلاّ كان هو أكرم منه عِزّاً وفخراً ومنهاجاً، لم يك فظّاً عجولا ولا مترسّلا لفساد ولا متعنّداً، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرُج من بطن أُنثى بعدي أحدٌ كان أكرم خروجاً منه، ولم ينزل منزلا إلاّ كان ميموناً، أنزَلَ الله عليه الحكمة، ورَدّاهُ بالفهم، تُجالسُه الملائكة ولا يراها، ولو أُوحي الى أحد بعدي لأُوحي اليه، فزيَّنَ الله به المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعزّ به الأجناد، مَثلهُ كمثل بيت الله الحرام يُزار ولا يزور، ومثله كمثل القَمر إذا طلع أضاء، ومثلهُ كمثل الشمس إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه الله في كتابه، ومَدَحه بآياته، ووصف فيه آثاره، وأجرى منازله، فهو الكريم حيّاً والشهيد ميّتاً
دعبل:
عليٌّ كعين الشمس عمّ ضياؤها***بذاك أشار المؤمنون الى عليّ المنذر
أبا حسن أنتَ شمس النهار***وهذان في الداجيات القمر
وأنت وهذان حتى الممات***بمنزلة السمع بعد البصَر

روى الحافظ الحاكم الحسكاني الحذّاء الحنفي النيسابوري من أعلام القرن الخامس الهجري في الفصل الأول من كتابه (شواهد التنزيل لقواعد التفضيل)
بإسناده عن مجاهد، عن ابن عبّاس قال:لقد كانت لعليّ بن أبي طالب ثمانية عشر منقبة لو لم يكن له إلاّ واحدة منهنّ لنجا بها।

وقال جدّي(رحمه الله):
لقد كان لعليّ بن أبي طالب ثمانية عشر منقبة لو لم يكن له إلاّ واحدة لنجا بها، ولقد كانت له ثلاثة عشر منقبة لم تكن لأحد من هذه الأمّة
«إنّ لعليّ(عليه السلام) سبعين منقبة ما كانت لأحد من أصحاب النبيّ(صلى الله عليه وآله) مثلها وما من شيء من مناقبهم إلاّ وقد شركهم فيها».قول سليمان بن طوخان التيميّ العابد من زهّاد التابعين وروى الحافظ الحاكم باسناده عن أبي هارون العبدي قال: كنت جالساً مع ابن عمر، إذ جاء نافع بن الأزرق فقال: والله إنّي لأبغضُ عليّاً!قال (ابن عمر): أبغَضَكَ الله تبغض رجلا سابقة من سوابقه خيرٌ من الدنيا وما فيها
وروى الحافظ الكنجي باسناده عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال:
نزلت في عليّ بن أبي طالب ثلاثمائة آية
وروى الحافظ الحاكم الحسكاني باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى ما نزل في عليّ

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني باسناده عن مجاهد قال: نزلت في عليّ سبعون آية لم يشركه فيها أحد.

وروى العلامة السيد مصطفى الكاظمي(قدس سرهبالإسناد يرفعه الى الأصبغ بن نباتة، قال سمعت أمير المؤمنين(عليه السلام) يقول للناس:سلوني قبل أن تفقدوني لأنـّي بطرق السماء أعلمُ من العلماء وبطرق الأرض أعلمُ من العالم، أنا يعسوب الدين، أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين وديّان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار وخازن الجنان... الخطبة।أقول: لمولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) خطب كثيرة متعدّدة ابتَدأها بقوله الشريف:
سَلوني قبل أن تفقدوني ذكرها العلماء من الفريقين في أمّهات الكتب وسنذكرها مفصّلا في محلّها ان شاء الله تعالى، ونكتفي منها بهذا الحديث التالي:

روى المتّقي الهندي نقلا عن ابن النجار:

عن أبي المعتمر مسلم بن أوس وجارية بن قدامة السعدي أنـّهما حضرا عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يخطب وهو يقول:«سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّي لا اُسألُ عن شيء دون العرش إلاّ أخبرتُ به »
والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين।

محمّدٌ العالي سرادق مجده***على قمّة المجد الرفيع تعاليا
عليّ علا فوق السماوات قدره***ومن فضله نال المعالي الأمانيا
فأسس بنيان الولاية متقناً***وحاز ذوو التحقيق منه المعانيا


روى العلامة الكراجكي(رحمه الله) بأسانيده، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال:ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء بعدي أفضل من عليّ بن أبي طالب، وإنّه إمام أمّتي وأميرها، وإنّه لوصيّي وخليفتي عليها، من اقتدى به بعدي اهتدى، و من اهتدى بغيره ضلّ وغوى، إنّي أنا النبيّ المصطفى، ما أنطق بفضل عليّ بن أبي طالب عن الهوى، إنْ هو إلاّ وحيٌ يوحى، نزل به الروح المجتبى عن الذي له ما في
السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى
روى العلامة المجلسي أعلا الله مقامه قال:

وجد في ذخيرة أحد حواريّ المسيح(عليه السلام) رقّ مكتوب بالقلم السرياني منقولا من التوراة وذلك:«لَمّا تشاجر موسى والخضر(عليهما السلام)في قضية السفينة والغلام والجدار ورجع موسى الى قومه سأله أخوه هارون عمّا استعلمه من الخضر(عليه السلام) في السفينة و شاهدَهُ من عجائب البحر، قال: بينما أنا والخضر على شاطىء البحر إذ سقط بين أيدينا طائر أخذ في منقاره من ماء البحر ورَمى بها نحو المشرق، ثم أخذ ثانية و رمى بها نحو المغرب، ثم أخذ ثالثة ورمى بها نحو السماء، ثم أخذ رابعة ورمى بها نحو الأرض، ثم أخذ خامسة وألقاها في البحر، فبهت الخضر وأنا.قال موسى: فسألت الخضر عن ذلك فلم يُجب، وإذا نحن بصيّاد يصطاد، فنظر إلينا وقال: ما لي أراكُما في فكر وتعجّب؟ فقلنا: في أمر الطائر.فقال: أنا رجلٌ صيّاد وقد علمتُ إشارته وأنتما نبيّان لا تعلمان؟
قلنا: ما نعلم إلاّ ما عَلّمنا الله عزّ وجلّ.
قال: هذا طائرٌ في البحر يُسمّى مسلماً لأنـّه إذا صاح يقول في صياحه «مُسلِم» وأشار بذلك إلى أنـّه يأتي في آخر الزمان نبيٌّ يكون علم أهل المشرق والمغرب وأهل السماء والأرض عند عِلمهِ مثل هذه القطرة الملقاة في البحر
ويرث علمه ابن عمِّه ووصيّه.

((إنّ في عليّ(عليه السلام) خصالا لو كانت واحدة منهن في
جميع الناس لاكتفوا بها فضل))

روى في الخصال الشيخ الصدوق(قدس سره) بإسناده عن جابر الأنصاري قال:
لقد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول:إنّ في علي خصالا لو كانت واحدة منهنّ في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا، قوله(صلى الله عليه وآله): «من كنتُ مولاه فعليّ مولاه» وقوله(عليه السلام): «عليّ منّي كهارون من موسى»، وقوله(صلى الله عليه وآله) «عليُّ منّي كنفسي طاعتُه طاعتي ومعصيته معصيتي»، وقوله(صلى الله عليه وآله) «حربُ عليّ حربُ الله وسِلْمُ عليّ سِلْم الله»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «وَليُّ عليّ وليُّ الله وعدوّ عليّ عدوّ الله»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «عليّ حجة الله وخليفته على عباده»، وقوله: «حبّ عليّ إيمان وبُغضه كُفر»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «حزبُ عليّ حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان»، وقوله: «عليّ مع الحقّ والحقّ معه لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «عليّ قسيم الجنّة والنار»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «من فارق عليّاً فقد فارَقَني ومَن فارقني فقد فارق الله عزّ وجلّ»، وقوله(صلى الله عليه وآله): «شيعة عليّ هم الفائزون يوم القيامة».

فضائل علي(عليه السلام) لا تحصى


(( فضائل علي(عليه السلام) لا تحصى ))
روى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي بإسناده عن أبي عقال، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله):سأل أبو عقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله مَن سيّد المرسلين؟ فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): مَن تظُنّ يا أبا عقال؟ فقال: آدم، فقال(صلى الله عليه وآله): ههنا مَن هو أفضل من آدم! فقال: يا رسول الله أليس الله خلَقهُ بيده، ونفخ فيه من روحه، وزوّجه حوّاء أمَتَه، وأسكنه جنّته؟ فمَن يكون أفضل منه؟
فقال النبي(صلى الله عليه وآله): مَن فضّله الله عزّ وجلّ!
فقال: شيث؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أفضل من شيث، فقال إدريس؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أفضل من إدريس ونوح، فقال هود؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أفضل من هود وصالح ولوط، فقال: موسى وهارون؟ فقال(صلى الله عليه وآله): أفضل من موسى وهارون، قال: فإبراهيم إذن؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من إبراهيم واسماعيل واسحاق، قال فيعقوب؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من يعقوب ويوسف، قال: فداود؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من داود وسليمان، قال: فأيّوب إذن؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من أيّوب ويونس، قال: زكريّا إذن؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من زكريّا ويحيى، قال: فاليسع إذن؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من اليسع وذي الكفل، قال: فعيسى إذن؟ قال(صلى الله عليه وآله): أفضل من عيسى.
قال أبو عقال: ما علمت مَن هو يا رسول الله، مَلَكٌ مقرَّب؟
فقال النبي(صلى الله عليه وآله) مُكلِّمك يا أبا عقال ـ يعني نفسه ـ
فقال أبو عقال: سررتني يا رسول الله، فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله): أزيدك يا أبا عقال؟ قال: نعم.فقال(صلى الله عليه وآله): اعلم يا أبا عقال أنّ الأنبياء والمرسلين ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً، لَو جُعِلُوا في كفّة وصاحبك في كفة لرجح عليهم.فقلت: ملأتني سروراً يا رسول الله، فَمَن أفضَل الناس بعدك؟ فذكر له نفراً من قريش ثم قال: عليّ بن أبي طالب! فقلت: يا رسول الله فأيُّهُم أحَبُّ إليك؟ قال: عليّ بن أبي طالب، فقلت: لم ذلك؟فقال(صلى الله عليه وآله): خُلِقتُ أنا وعليّ بن أبي طالب من نور واحد ـ إلى ـ يا أبا عقال فضل عليّ على سائر الناس كفضل جبرائيل على سائر الملائكة.

حديث الأشباه

حـــــــــــــــديــــــــث الأشــــــــبـــــــــــــــــاء
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله):
«مَن أراد أن ينظر الى اسرافيل في هيبته، والى ميكائيل في رتبته، والى جبرئيل في جلالته، والى آدم في علمه، والى نوح في خشيته، والى ابراهيم في خلّته، والى يعقوب في حزنه، والى يوسف في جماله، والى موسى في مناجاته، والى أيّوب في صبره، وإلى يحيى في زهده، والى عيسى في عبادته، والى يونس في ورعه، والى محمّد في حسبِه وخُلقه، فلينظر إلى عليّ، فإنَّ فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جَمَعها الله فيه ولم يَجمعها في أحد غيره». روى شيخ الإسلام الحمويني في «فرائد السمطين» بإسناده عن أبي الحمراء، قال:قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): مَن أراد أن ينظر الى آدم في علمه، والى نوح في خشيته، والى ابراهيم في حلمه، والى يحيى بن زكريا في زهده، والى موسى بن عمران في بطشه فلينظر الى عليّ بن أبي طالب
روى الحافظ الموفّق بن أحمد أخطب خطباء خوارزم بأسانيده المفصّلة عن شريك عن أبي اسحاق، عن الحرث بن الأعور صاحب راية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)قال:بلَغَنا أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) كان في جمع من أصحابه فقال: أُريكُم آدم في علمه ونوحاً في فهمه وإبراهيم في حكمته فلم يكن بأسرع من أن طلع عليّ(عليه السلام).فقال أبو بكر: يا رسول الله أقِستَ رجلا بثلاثة من الرسل؟ بَخ بَخ لهذا الرجل مَن هو يا رسول الله؟
قال النبي(صلى الله عليه وآله): أوَ لا تعرفه يا أبا بكر؟
قال: الله ورسولُهُ أعلم.
قال(صلى الله عليه وآله): هو أبو الحسن عليّ بن أبي طالب.
فقال أبو بكر: بَخ بَخ لك يا أبا الحسن، وأينَ مثلك يا أبا الحسن؟!ولقد أجاد المفجع البصريّ الشاعر في نظم حديث
الأشباه المارّ الذكر في هذه القصيدة

كان في علمه كآدم إذ***علم شرح الأسماء والمكنيّا
وكنوح نجا من الهلك من سير***في الفلك إذ عَلا الجوديّا
وله من صفات اسحاق حال***صار في فضلها لاسحاق سيّا
صبره إذ يتل للذبح حتّى***ظلّ بالكبْش عندها مفديّا
وكذا استسلم الوصي لأسيـ***ـاف قريش إذ بيّتوه عشيّا
فوَقى ليلة الفراش أخاهُ***بأبي ذاكَ واقياً ووَليّا
من أبيهِ ذي الأيدي اسما***عيل شبهٌ ما كان عنّي خفيّا
إنّه عاون الخليل على الكعبة***إذ شاد رُكنها المَبنيّا
ولقد عاون الوصي حبيب***الله أن يغسلان منه الصَفيّا
كان مثل الذبيح في الصبر والتسـ***ـليم سَمحاً بالنفس ثمّ سخيّا
وله من نعوت يعقوب نَعتٌ***لم أكُن فيه ذا شكوك عَتيّا
كان أسباطه كأسباط يعقوب***وإن كان نجوهم نبَويّا
أشبَهُوهُم في البأس والعزّة والعلم***فافهَم ان كنت ندباً ذكيّا
كلُّهم فاضلٌ وحاز حسين***وأخوه بالسبق فَضلا سنيّا
كابن راحيل يوسف وأخيه***فضلا القوم ناشياً وفتيّا
ومَقالُ النبيّ في ابنيه يحكي***في ابن راحيل قوله المَرويّا
كان ذاك الكريم وابنيه سادا***كلّ مَن حَلّ في الجنان نجيّا
وأخو المصطفى الذي قلب الصخـ***ـرَة عَنْ مَشرَب هناكَ رَويّا
بعدَ أنْ رام قلبها الجيش جمعاً***فرأوا قلبَها عليهم أبيّا
كان فيه من الكليم جَلالٌ***لم يكن عنك علمُها مَطويّا
كَلّمَ الله ليلة الطور موسى***واصطفاه على الأنامِ نجيّا
وأبان النبيّ في ليلة الطا***يف أنّ الإله ناجى عليّا
وله منه عفّةٌ عن اُناس***عَكَفوا يَعبُدُون عِجلا خَليّا
حَرَقَ العِجْل ثم مَنّ عليهِمْ***إذ أنابوا وأمهَلَ السامريّا
وكذاك ابن ملجم فرض اللّـ***ـه له اللّعْنَ بُكرَةً وعَشيّا
وكما آجرَ الكَليمُ شُعيباً***نَفسهُ فاصْطفى فتىً عبْقريّا
وكذاك النبيّ كانَ مدى الأ***يّام مُستأجراً أخاهُ التقيّا
فوفى في سنين عشر بما عا***هدَ عَفواً ولم يجِدهُ عصِيّا
فَحَباهُ بخيرة الله في النسو***انِ عروساً وحبة وصفيّا
وشُعيباً كان الخطيبُ إذا ما***حَضرَ القَومُ مَحفَلا ونَديّا
وعَليُّ خطيب فيهم إذا المنـ***ـطق أعيى المفوّه اللّوذعيّا
كان داود سيف طالوت حتى***هزم الخيل واستباح العديّا
وعلي سيف النبيّ بسلع***يَومَ أهوى بعَمرو المَشرفيّا
فتَوَلّى الأحزاب عنه وخَلّوا***كبشهم ساقطاً بحال كديّا
أنبأوا الوحي إنّ داود قد كا***نَ بكفيّه صانعاً هالكيّا
وعَليُّ من كسب كفيه قد أعـ***تق ألفاً بذاك كان جزيّا
وله من مراتب الروح عيسى***رُتبٌ زادَت الوصيّ مزيّا
مثل ما ضلَّ في ابن مريم ضربا***ن من المسرفين جَهلا وغيّا
كان مثل النبي زُهداً وعلماً***وسَريعاً إلى الوغى أحوذيّا


روى العلامة أبو جعفر محمّد بن أبي القاسم الطبري(رحمه الله) باسناده عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن علي(عليهما السلام) قال: خطب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) بالكوفة عند منصرفه من النهروان، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل
أصحابه، فقام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وذكر ما أنعم الله على نبيّه وعليه ثم قال:لو لا أية في كتاب الله ما ذكَرتُ ما أنا ذاكرهُ في مقامي هذا، يقول الله عزّ وجلّ: (وأما بنعمةِ ربّك فحدِّث) اللّهم لك الحمد على نعمك الّتي لا تحصى وفضلك الذي لا يُنسى.أيّها الناس إنهُ بلغني ما بلغني وإني أراني قد اقتربَ أجلي وكأنّي بكم قد جهلتم أمري، وإنّي تاركٌ فيكم ما تركه رسول الله: كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي الى النجاة خاتم الانبياء سيّد النجباء والنبيّ المصطفى، يا أيّها الناس لعلّكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلاّ مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمّه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدّته، أنا رحى جهنّم الدائرة وأضراسها الطاحنة، أنا مؤتم البنين والبنات، وقابض الأرواح وبأس الله الذي لا يردّه عن القوم المجرمين.أنا مجدّل الأبطال وقاتل الفرسان ومبيد مَن كفر بالرحمن وصهر خير الأنام.أنا سيد الأوصياء ووصيّ خير الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله(صلى الله عليه وآله)ووارثه وأنا زوج البتول سيّدة نساء العالمين فاطمة التقيّة النقيّة الزكية البرّة المهديّة حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله(صلى الله عليه وآله)سبطاه خير الأسباط وولدي خير الأولاد، هل ينكر أحدٌ ما أقول أين مسلمو أهل الكتاب؟أنا اسمي في الإنجيل إليا وفي التوراة بريا وفي الزبور اريا وعند الهند كابر
وعند الروم بطريسا وعند الفرس جبير وعند الترك ثبير وعند الزنج خبير وعند الكهنة بوي وعند الحبشة بتريك وعند أمّي حيدرة وعند ظئري ميمون وعند العرب عليّ وعند الأرمن فريق وعند أبي ظهيرا، ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلّوا في دينكم، يقول الله عزّ وجلّ: (إنّ الله مع الصَّادقين) أنا ذلك الصّادق، وأنا المؤذّن في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: (وأذّنَ مؤذِّن بينهُم أنْ لعنةَ اللهِ على الظالمين) أنا ذلك المؤذّن، وقال الله تعالى: (وأذانٌ منَ اللهِ ورسولهِ) فأنا ذلك الأذان، وأنا ذلك المحسن يقول الله عزّ وجلّ: (وإنّ الله لمعَ المُحسنين)، وأنا ذو القلب يقول الله عزّ وجلّ: (إنّ في ذلك لذكرى لمن كان لهُ قلبْ) وأنا الذكر يقول الله عزّ وجلّ: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم).ونحنُ أصحاب الأعراف أنا وعمّي وأخي وابن عمّي، والله فالق الحبّ والنوى لا يلجُ النار لنا مُحِبُّ ولا يدخلُ الجنّة مُبغضٌ، يقول الله عزّ وجلّ: (وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كلاًّ بسيماهم).وأنا الصهر يقول الله عزّ وجلّ:(وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً).وأنا الأُذن الواعية يقول الله عزّ وجلّ: (وتَعيها أُذُنٌ واعيةٌ).وأنا السالم لرسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول الله عزّ وجلّ: (ورجلا سلْماً لرجل).ومن ولدي مهديّ هذه الأمّة، ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون وبمحبتي امتحن الله المؤمنين هذا عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله) الأمّي ألا إنّه لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق.
وأنا صاحبُ لواء رسول الله(صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة، ورسول الله(صلى الله عليه وآله) فرطي وأنا فرط شيعتي، والله لا عطش محبّي ولا خاف والله مواليّ، أنا وليّ المؤمنين و الله وليّه يحبّ محبّي أن يحبّوا مَن أحبّ الله ويحبّ مبغضي أن يبغضوا مَن أحبّ الله.ألا وإنّه قد بلغني أنّ معاوية سبّني ولَعنَني، أللّهم اشدُد وَطأتَكَ عليه وأنزل اللّعنة على المستحقّ، أمين ربّ العالمين، ربّ إسماعيل وباعث إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيدٌ. ثم نزل(عليه السلام) عن أعواده فما عاد إليها حتّى قتله ابن ملجم لعنه الله.


مُطهّرون نقيّاتٌ ثيابهم***تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
ومنهم الملأ الأعلى وعندهم***علم الكتاب وما جاءت به السور




مَن اسمهُ يُعرفُ في الإنجيل***برُتبة الإعظام والتبجيل
يدعو عليّاً أهله أليّا
وهو الذي سمّي في التوراة***عند الأولى هاد من الهداةِ
من كلّ عيب في الورى بريّا
وهو الذي يُعرفُ عند الكهنة***وهُم لأسماء الجليل الخزنة
مبوىء الحق الورى بويّا
وهو الذي يُعرَف في الزبور***باسم الهزبر العنبس الهصُور
ليث الورى ضرغامها اريّا
وهو الذي يدعونه بكبكرا***في كتب الهند العظيم القدرا

حقّاً وعند الروم بطريسيا
وبطرسي قابضُ الأرواح***وفي كتاب الفرس رغم اللاحي
خير وخير عند ذي الأفصاح***حين يسمى فرسنا الباريا
وهو تبير بلسان الترك***معنى تبير نمر ذو محك
إذا عرفت منطق التركيّا
والزنج تدعوه لعمري حنينا***قطّاع أوصال إذا ما إن دنى
فاسأل بمعنى حنينا الزنجيّا
وقد دعاه الحبشي المجبر***تبريك وهو الملك المدمر
إن شئته فاسأل به الحبشيّا
وأمّه قالت هو ابني حيدرة***ضرغام آجام وليث قسورة
وحيدر ما كان باطنيّا
وقد دعَتهُ ظئره ميمونا***وفي أخي رضاعه الميمونا
وهو رضيع حبذا غذيا
واسم أخيه في بني هلال***معلق الميمون ذو المعالي
موهبةٌ خصّ بها صبيّا
وهو فريق بلسان الأرمن***فاروقه الحقّ لكلّ مؤمن
فاسأل به من كان أرمنيّا

شمس خلف السحاب ( الوصايا المهدوية )


شمس خلف السحاب
الوصايا المهدوية


تبث إذاعة إسلامية صباح كل يوم جمعة برنامج (شمس خلف السحاب) وقد بلغ عدد حلقات البرنامج ما يزيد عن
(307) حلقة وكلها تتحدث عن الإمام المهدي عليه السلام وما يتعلق بقضيته
وما رصدناه من هذه يدور حول الوصايا المهدوية الواردة في كلامه الشريف.
وصايا مهدوية
الفقرة الخاصة بوصايا إمام زماننا أعاننا الله وإياكم على العمل بها.
في الحلقة (181) من برنامج "شمس خلف السحاب" تحت عنوان (الأولوية لرحم الإيمان) حيث جاء ضمن أسئلة الشيخ الجليل (محمد بن عبد الله الحميري) الموجهة لمولانا (صاحب الزمان عليه السلام), سؤال عن الرجل ينوي إخراج شيء من ماله وأن يدفعه إلى رجل ٍ من إخوته في الإيمان ثم يجد في أقربائه من هو محتاج. أيصرف ذلك فيمن نواه له أي أخاه في الإيمان أو يصرفه في قرابته؟ أجاب مولانا (الحجة المنتظر عليه السلام) عن السؤال قائلاً: (فيصرفه إلى أدناهما وأقربهما من مذهبه، فإن ذهب إلى قول العالم عليه السلام ـ لا يقبل الله الصدقة وذو الرحم محتاج ـ،فليقسم بين القرابة وبين الذي نوى حتى يكون قد أخذ بالفضل كله).
الجواب المهدوي المتقدم يتضمن وصية مهدوية عامة بتقديم القرابة الإيمانية على القرابة الرحمية. وسؤال الشيخ من الإمام عليه السلام كان ينبغي أن يفعله إذا نوى تقديم معونة لأحد إخوته في الإيمان ثم علم باحتياج أحد أقاربه للمال . هنا أجاب الإمام عليه السلام أولاً بأن يقدم معونته إلى أقرب هذين المحتاجين في الاعتقاد والإيمان، وإذا أراد أن يجمع الفضل بصورة ٍ أكمل فليقسم المعونة بين صلة القرابة الإيمانية ـ ولها الأولوية ـ وصلة القرابة النسبية.
ونجد في هذه الإجابة المهدوية المباركة تعليماً بليغاً للمؤمنين لأحد طرق الجمع بين الأحاديث الشريفة التي تبدو متعارضة في ظاهرها من خلال نموذج عملي اشتملت عليه إجابته.
وجاء في الحلقة (183) في فقرة "وصايا مهدوية" موضوع تحت عنوان: (تحذير مهدوي من فتن الغلو) نقلت المصادر المعتبرة ومنها (كتاب الاحتجاج للشيخ الطبرسي) رسالة لمولانا المهدي عليه السلام في ردّ عقائد الغلاة جواباً على ما كتبه له الشيخ (محمد بن علي الكرخي)، قال عليه السلام: في بعض فقرات هذه الرسالة:( يا محمد بن علي تعالى الله عزّ وجلّ عمّا يصفون سبحانه وبحمده ليس نحن شركاؤه في علمه ولا في قدرته، وأنا وجميع آبائي عبيد الله عزّ وجلّ, إني بريء الى الله ورسوله ممن يقول: إنّا نعلم الغيب ونشاركه في ملكه أو يحلنا محلاّ سوى المحل الذي رضيه الله لنا وخلقنا له، أو يتعدّى بنا عمّا قد فسّرته لك وبيّنته في صدر كتابي، واشهدكم أن كلّ من نبرأ منه فإنّ الله يبرأ منه وملائكته ورسله وأولياؤه، وجعلت هذا التوقيع الذي في هذا الكتاب أمانة في عنقك وعنق من سمعه أن لا يكتمه من أحد من مواليّ وشيعتي حتى يظهر على هذا التوقيع الكلّ من الموالي لعلّ الله عزّ وجـــــــلّ يتلافاهم فيرجعون الى دين الله الحق وينتهون عمّا لا يعلمون منتهى أمره ولا مبلغ منتهاه، فكل من فهم كتابي ولا يرجع الى ما قد أمرته ونهيته فقد حلّت عليه اللعنة من الله وممّن ذكرت من عباده الصالحين).
تشتمل هذه الكلمات النورانية على عدة وصايا مهمة ومحورية من إمام زماننا ينبغي أن نضعها دائماً نصب أعيننا، نجملها ضمن النقاط التالية:
أولاً:ضرورة أن نرسّخ في نفوسنا التوحيد النقيّ والخالص من جميع ما يناقضه من غلوّ وغيره.
ثانياً:اجتناب جميع أشكال الغلوّ في الأئمة والأنبياء عليهم السلام والحد الأساس الذي يذكره لنا بقية الله المهدي عليه السلام للنجاة من الغلوّ هو أن نعتقد أنهم عليهم السلام عبيد لله عزّ وجلّ لا يشاركونه على نحو الاستقلال في شيء، فما لديهم من قدرته هو من قدرته وليست هي قدرة مستقلة وما لديهم من الإطلاع على الغيب هو من علمه الذي ارتضاه لهم وليس من علم استقلّوا به عليهم السلام عنه عزّ وجلّ.
ثالثاً:الحذر كل الحذر من السقوط في الفتن المضلة المستوجبة للّعن الإلهي والتي يُسقط الغلوّ أصحابه فيها.
رابعاً: كما تشتمل هذه الكلمات النورانية على وصية هي أن يتبرأ المؤمنون تبعاً لإمام زمانهم ولربهم عزّ وجلّ من الذين يتبنّون عقائد الغلوّ في الأنبياء والأئمة عليهم السلام عن عناد وهم على علم بمعارضة إمام العصر عليه السلام لهذه العقائد وتبرئه من أصحابها.
وكذلك ذكر البرنامج في حلقته (186) وصية حول اجتناب الأدعياء, فقد قال إمام زماننا المهدي المنتظر عليه السلام:(أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله، وأما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر، وأمّا أبو الخطاب... فانه ملعون، وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم برىء وآبائي عليهم السلام منهم براء).
أيها الأخوة والأخوات الكلمات النورانية المتقدمة جاءت ضمن رسالة الحجة المهدي (عجّل الله فرجه) التي أجاب فيها على أسئلة الشيخ (إسحاق بن يعقوب) من علماء الامامية في الغيبة الصغرى وقد بعث أسئلته وحصل على أجوبتها من الإمام عليه السلام عن طريق ثاني سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى الثقة الجليل (أبي جعفر محمد بن عثمان رضوان الله عليه).
وقد نقل نص هذه الرسالة الجوابية الشيخ الثقة (أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي _قدس سره_) في كتابه القيم (الاحتجاج).
وفي الفقرة الأولى منه: وصية مهدوية بالرجوع الى رواة حديث أهل بيت النبوة عليهم السلام في الحوادث الواقعة، والمراد هو أن يرجع في الحوادث المستجدة التي لا يعرف ما هو تكليفه الشرعي تجاهها إلى الذين خبروا كلام أهل بيت النبوة وعرفوا رموزه ومعاريضه حسبما ورد في حديث الإمام الباقر عليه السلام، فهؤلاء هم القادرون على معرفة ما يريده أهل بيت النبوة عليهم السلام من المؤمنين وطبيعة مواقفهم من وقائع الحياة، ولذلك فهم حجة الله على المؤمنين فيما يرتبط بدائرة تخصّصهم وما عرفوه من كلام أهل بيت العصمة عليهم السلام. أمّا الامام المهدي عليه السلام
فهو حجة الله المطلقة وفي مختلف الدوائر وعلى رواة حديثهم عليهم السلام وسائر المؤمنين.
أمّا الوصية الثانية: فهي الواردة في قوله عليه السلام مخاطباً الشيخ (إسحق بن يعقوب): (وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلاّ لما طاب وطهر). فهذه العبارة تشتمل على وصية ضمنية للمؤمنين بأمرين:
الأول:بأن يتحرّوا الدّقة الشرعية المطلوبة في كسبهم فيلتزموا بمعايير الحلال والحرام وأداء ما بذمتهم من حقوق شرعية لله وللناس لكي تكون أموالهم طيّبة طاهرة من المال الحرام بمختلف أشكاله.
أمّا الأمر الثاني: أيها الأكارم فهو الاهتمام بأمر الانفاق في سبيل الله بالخصوص من طيب وطاهر أموالهم.
والفقرة الثالثة: _ايها الأفاضل_ من كلام مولانا إمام العصر عليه السلام هي قوله: (وأمّا ابو الخطاب فإنه ملعون وأصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم بريٌ وآبائي عليهم السلام منهم براء). هذه الفقرة _أعزاءنا_ ترتبط بأبي الخطاب الأجدع وهو أحد الذين إدّعوا كذباً النيابة عن مولانا المهدي في تلك الايام، فأعلن عجّل الله فرجه البراءة منه ومن أصحابه ونهى عن مجالستهم. وهذا الأمر يشتمل على وصية ضمنية مهمة تجاه الحالات المشابهة فإنها توصي المؤمنين بحزم بأجتناب أدعياء السفارة والنيابة عن صاحب العصر سلام الله عليه، وعدم مجالستهم وإجتناب إنحرافاتهم. ولا يخفى _ايها المنتظرون_ أن العمل بهذه الوصية يستلزم تحّري الدقة في التعامل مع الحركات التي تحمل شعارات مهدوية، والتحقيق بعمق في حقيقة أفكارها، وعرضها على الأحاديث الشريفة.
ونتيجة هذا التحقيق هو عدم الانخداع بالشعارات وعدم القبول إلاّ بما ينسجم مع العقيدة المهدوية الصحيحة التي تعرضها مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
أما الحلقة (187) فقد تحدثت عن وصية الامام في (الحذر من الشك في الله) حيث جاء في موضوع الحلقة:
قال مولانا الحجة المهدي أرواحنا فداه في أجوبته عن أسئلة (إسحاق بن يعقوب) المروية في كتاب (الاحتجاج):(وأما ندامة قوم شكّوا في دين الله على ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال فلا حاجة الى صلة الشاكّين، وأما علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزّ وجلّ يقول(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)، إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
الوصية الأولى: التي نستفيدها _ايها الأعزاء_ من الكلمات النورانية المتقدمة هي أن يتحّرى المؤمنون الانطلاق من منطلق اليقين فيما يرتبط بالأعمال العبادية وغيرها التي يقومون بها في سبيل الله وصلة لبقيته المهدي عجّل الله فرجه.
فالفقرة الاولى من النصّ المتقدم تصرّح بأن الامام أرواحنا فداه لا يقبل صلة من الشاكّين في دين الله فقد اغناه الله عزّ وجلّ عن ذلك. هذا من جهة ومن جهة ثانية فأيّ عمل صالح يقوم به الانسان وهو شاكّ في صحته وشرعيته لن يكون نافعاً له نفسه ولن يحصل على بركاته الحقيقية, ولذا قدّمـــت الآيات الكريمة دائماً الايمان على العمل الصالح، وعليه يتّضح أن إمام زماننا عليه السلام يوصينا ومن هذا المنطلق القرآني بأن نبحث أولاً عن اليقين بصحة أيّ عمل صالح ونؤمن بذلك ونرسّخ الايمان به كمقدمة لازمة للقيام بالعمل.
أما الوصية الثانية: _أحباءنا_ في المقطع المتقدم فهي أيضاً ذات منطلق قرآني ذكره (الحجة المهدي عليه السلام) في جوابه، وهي امتناع المؤمنين عن الخوض العقلي في استعلام أشياء تؤدّي معرفتهم بأسرارها الى إيذائهم روحياً أو الى عرقلة حركتهم التكاملية. وهذه القاعدة العامة طّبقها الامام على قضية علّة الغيبة، فينبغي فيها الاكتفاء بما ذكرته أحاديث أئمة الهدى عليهم السلام, ومنها العلة التي ذكرها (سلام الله عليه) في تتّمة المقطع المتقدم أي قوله: إنّه لم يكن أحدٌ من آبائي إلاّ وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.
أما الحلقة (188) فقد ورد فيها : وصية بعنوان( الأمن والبركات المهدوية) قال إمام زماننا بقية الله المهدي في آخر رسالته الجوابية (لإسحاق بن يعقوب) المروية في كتاب الاحتجاج ): (وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فهو كالانتفاع بالشمس إذا غيبّها عن الابصار السّحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء).
إن التدّبر في الكلمات المهدوية يقودنا الى معرفة عدّة من أهمّ وصاياه عليه السلام للمؤمنين وهي ذات إرتباط مباشر بتكاليف عصر الغيبة.
الوصية الأولى: هي أن يجتهد المؤمنون في السعي للفوز ببركات وجود الامام المهدي عليه السلام على الرغم من صعوبات فقدان إمكانيات الارتباط العام به في عصر الغيبة. فالعبارة المتقدمة من كلامه عليه السلام تصّرح بأمكانية الانتفاع من وجوده المبارك في عصر غيبته مثلما ينتفع بالشمس إذا غيّبها السّحاب. نعم توجد مجموعة من البركات الوجودية لبقية الله الاعظم عامة ليست مرهونة بسعي المؤمن للفوز بها ولكن ثمّة بركات أخرى لوجوده هي ثمرة لسعي الانسان وهذه ما يوصي الامام عليه السلام المؤمنين للفوز بها أما الوصية الثانية: أحباءنا الافاضل فهي التي يشتمل عليها قوله (عجّل الله فرجه): (وإنّي لأمان لأهل
الأرض كما النجوم أمان لأهل السّماء) فأمامنا يوصي المؤمنين ضمنياً ببيان هذه الحقيقة وهي اللجوء اليه عليه السلام للحصول على الأمان من كلّ خوف يتعرّضون له فاذا خشوا من الضّلال لجأوا اليه عليه السلام للفوز بالهداية وكذلك الحال إذا خشوا من السقوط في الفتن أو من كيد الاعداء, وليكونوا على ثقة ويقين بأنه عليه السلام سيوصلهم الى بحر الأمان بوسيلة أو بأخرى حسبما تقضيه خصوصيات عصر الغيبة.
وذكر البرنامج في حلقته (193) أن الشيخ الطوسي روى في كتاب الغيبة بأسناده؛ وكذلك الشيخ (الطبرسي) في كتاب (الاحتجاج) عن الشيخ الموثوق (أبي عمرو العمري) وهو السفير الاول للإمام المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى قال: تشاجر ابن ابي غانم القزويني (وهو من وجوه الشيعة يومذاك) تشـــــــــاجر وجماعة من الشيعة في الخلف (يعني خليفة الامام العسكري عليه السلام)، فذكر ابن ابي غانم أن أبا محمد (الحسن العسكري) عليه السلام مضى ولا خلف له، ثم انهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه الى الناحية (اي الامام المهدي عليه السلام) وأعلموه بما تشاجروا فيه؛ فورد جواب كتابهم بخطه (صلى الله عليه وعلى آبائه) وهو:
(بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الفتن ووهب لنا روح اليقين وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب، إنه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم، فغمنا ذلك لكم لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنايع ربنا والخلق بعد صنايعنا).
تشتمل هذه الرسالة المهدوية على كثير من الوصايا المهمة في المقطع المتقدم الذي نقلناه منها آنفاً وفي باقي فقراتها التي سنتدبر فيها معاً إن شاء الله في الحلقات المقبلة.
أما الوصايا التي يمكن أن نستفيدها من المقطع المتقدم؛ فمنها التي يشتمل عليها قوله الدعائي عليه السلام في بداية الرسالة): (عافانا الله وإياكم من الفتن ووهب لنا روح اليقين وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب).
ان التدبر في هذه العبارات النورانية يقودنا _أعزاءنا_ إلى استفادة ثلاث وصايا مهمة هي:
الأولى: اجتناب موارد الفتن والطلب من الله عز وجل المعافاة منها. والمقصود هو اجتناب الحركات التي من شأنها إضعاف الأسس العقائدية للمؤمنين.
أما الوصية الثانية: أن يجتهد المؤمنون في ترسيخ وتقوية أسسهم العقائدية السليمة ويطلبوا من الله عزوجل أن يهبهم روح اليقين بهذه الاسس ففي ذلك حصن النجاة من الغرق في أمواج الفتن.
والوصية الثالثة:_أحباءنا_ هي أن نتدرع بما من شأنه عدم الانقلاب على الاعتقاد الصحيح والمنهج السليم والانحراف عنه والسقوط في مطبات الفتن ـ ونستجير بالله عزوجل من ذلك ـ والمقصود عدم الانسياق وراء أي دعوة مهما كانت ظواهرها وشعاراتها ما لم نتيقن أنها منسجمة مع العقائد الحقة ومنبثقة من المنهج الالهي السليم.
وجاء في الحلقة (197) تحت عنوان( التسليم لأمر الله والمودة الصادقة)
قال مولانا الامام الحجة عليه السلام: (ولو لا ان أمر الله لا يُغلب، وسره لا يظهر ولا يُعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبهر منه عقولكم ويزيل شكوكم، ولكن ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب. فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الامر الينا، فعلينا الاصدار كما كان منا الايراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا الى اليسار وإجعلوا قصدكم إلينا بالمودة على السنة الواضحة).
نحن معكم أعزاءنا مع مقطع آخر من الرسالة المهمة التي كتبها مولانا الامام المهدي عليه السلام بشأن تشكيك بعض الشيعة في أمر إمامته بعد وفاة والده الامام الحسن العسكري عليه السلام بسبب صعوبات عصر الغيبة. وقد اشتملت هذه الرسالة على كثير من الوصايا المهمة للمؤمنين في جميع عصور الغيبة عرضنا لبعضها في الحلقات السابقة ونحن نستنير بالفقرات التي نقلناها هناك منها، ونستنير هنا بالمقطع المتقدم ملخصين أهم الوصايـــــــا المستفادة منها بما يلي:
اولاً:
ينبغي للمؤمنين أن يدركوا أن لله تبارك وتعالى حكمة بالغة في أمر غيبة وليه (الامام المهدي عليه السلام) وإمتحان إيمان عباده بذلك، وفي ذلك ثمار مهمة للمؤمنين ومصالح محورية تتحقق لهم.
ثانياً: ينبغي للمؤمنين أن يتحلوا بأعلى درجات التقوى فيما يرتبط بحفظ الاسرار الالهية وعدم السعي لكشفها، ففي ذلك خسران للثمار المرجوة من هذا الامتحان الالهي وتضييع لفرص بلوغ أهل عصور الغيبة المراتب العالية من مراتب الايمان
ثالثاً:ينبغي للمؤمنين أن يرسخوا في قلوبهم فضيلة التسليم لأمر الله عزوجل، فإن هذه الفضيلة تعبر في الواقع عن حقيقة وجوهر الاسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده. وهذا التسليم لا يتحقق الا بالتسليم المحض لأئمة العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام فهم الذين اختارهم الله عزوجل ولاة لأمره في أرضه.
رابعاً: أما الوصية الرابعة أحباءنا فهي أن يرسخ المؤمنون المودة الصادقة لمحمد وآله وعلى أساس السنة الشرعية الواضحة أي بما أقرته النصوص الشريفة قرآناً وسنة بشأن هذه المودة المباركة.
ولا يخفى على الافاضل، أن هذه المودة الصادقة هي مفتاح التسليم لهم عليهم السلام وبالتالي لله جلّ جلاله، ولذلك فهي مفتاح تحقق جوهر الدين الحق الذي ارتضاه الله عزوجل لعباده. ووصية الاستقامة في الفتن ذكرها البرنامج في حلقته( 199), قال بقية الله المهدي المنتظر(وفقكما الله لطاعته وثبتكما على دينه وأسعدكما بمرضاته انتهى إلينا ما ذكرتما ان الميثمي أخبركما عن المختار ومناظرته من لقي واحتجاجه بان لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه إياه وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكما عنه واني أعوذ بالله من العمي بعد الجلاء ومن الضلالة بعد الهدى ومن موبقات الأعمال ومرديات الفتن).
ان الكلمات النورانية المتقدمة وردت في مقدمة رسالة كتبها امام العصر عليه السلام إلي السفيرين الأول والثاني من سفرائه الأربعة في غيبته الصغرى العبدين الصالحين (عثمان بن سعيد وابنه محمد) (رضوان الله عليهما) وقد نقل الرسالة (الشيخ الصدوق) (رحمه الله) في كتابيه (كمال الدين ومعاني الأخبار) وموضوع الرسالة يرتبط بقضية أدلة إمامته (عجّل الله فرجه) وغيبته وجهود أئمة الضلالات لزعزعة إيمان المؤمنين بإمامته عليه السلام بسبب غيبته وخفاء أمره لمواجهة الملاحقة الشديدة التي كانت تمارسها السلطات العباسية يوم ذاك للقضاء عليه عليه السلام وفي هذه الرسالة يبين الإمام المهدي عليه السلام الأسس العقائدية القويمة للاعتقاد بإمامته وغيبته وطول غيبته عليه السلام ضمن ذلك يحذر المؤمنين من مخاطر الانخداع بدعوات ومكائد أئمة الضلال والتشكيك, ويدعوهم إلي الاعتصام بالله عزّ وجلّ للنجاة من مرديات الفتن. وهو عليه السلام ينبه إلى إن فقدان الورع، والتجرؤ على موبقات الأعمال هوالذي يودي إلي السقوط في شباك مضلات الفتن وبالتالي خسران الدنيا والآخرة.
ما تقدم كان _أعزاءنا_ نظرة إجمالية للوصايا المهدوية المهمة التي تشتمل عليها رسالة الإمام المنتظر عليه السلام للسفير الأول والثاني من سفرائه في عصر غيبته الصغرى