ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

السبت، 23 يناير 2010

الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)


الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)


كان للإمام الحسن (عليه السلام) مكانة بارزة في نفوس المسلمين لاجتماع جملة من الاُمور فيه (عليه السلام) ، فهو السبط الأوّل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وهو أحد أكابر الصحابة الذين صحبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وكان حجّة زمانه ، وهو نبراس واضح إلى الله عزّ وجلّ ، وقد جاء في حقّه الكثير من الروايات من النبيّ (صلى الله عليه وآله) التي دلّت بوضوح وجلاء على مكانة الحسن (عليه السلام) .فقوله (صلى الله عليه وآله) في الحسن والحسين (عليهما السلام) : « الحسن والحسين ابناي ، من أحبّهما أحبّني ، ومن أحبّني أحبّه الله ، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار »وقوله (صلى الله عليه وآله) : « هذان ابناي ، وابنا ابنتي ، اللّهمّ أحبّهما فأحبّهما ، واُحبّ من يحبّهما »ولا شكّ ولا ريب أنّ الحسنين (عليهما السلام) من أصحاب الكساء الذين قال في حقّهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « أنا حربّ لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم »وقد قال أيضاً (صلى الله عليه وآله) :« أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خير منهما »وبعد هذا البيان الواضح الذي لا يقبل الشكّ ممّا ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حقّ الحسنين (عليهما السلام) لا يتوقّع أحد من المسلمين أن يجرؤ أحد على محاربة الحسن (عليه السلام)ويقف ضدّه في معسكر كان كلّ همّه أن ينال من آل الرسول (صلى الله عليه وآله) ، ويحاول أن يجتثّهم من نفوس المسلمين ، ومع كلّ هذا نجد أنّ بني اُميّة بقيادة معاوية بن أبي سفيان أعلنت حربها صراحة في وجه النبيّ (صلى الله عليه وآله)وفي وجه التاريخ ، فقد صعد الحسن بن عليّ (عليه السلام) المنبر وذلك بعد استشهاد والده (عليه السلام) ، حيث قال (عليه السلام)ـ كما جاء ـ :أنّ الحسن بن عليّ خطب الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر أمير المؤمنين عليّاً خاتم الأوصياء ، ووصيّ النبيّ ، وأمين الصدّيقين والشهداء ، ثمّ قال :« أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد (صلى الله عليه وآله) ، أنا ابن البشير ، أنا ابن النذير ، الداعي إلى الله عزّ وجلّ بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، والذين افترض الله مودّتهم في كتابه إذ يقول : ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) ، فاقتراف الحسنة مودّتنا أهل البيت »فلمّا انتهى إلى هذا الموضع من الخطبة قام عبدالله بن عبّاس بين يديه ، فدعا الناس إلى بيعته ، وقام رجل فقال : أشهد لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)واضعه في حبوته ويقول : « من أحبّني فليحبّه ، فيبلّغ الشاهد الغائب » وعندما قام الناس ليبايعوه قال (عليه السلام) : « اُبا يعكم على أن تسمعوا وتطيعوا ، وتسالمون من سالمت ، وتحاربون من حاربت » ، فاستجابوا وقالوا : ما أحبّه إلينا ، وأحقّه بالخلافة وقد روي أيضاً أنّ الحسن (عليه السلام) كتب إلى معاوية يدعوه إلى الطاعة والجماعة وقال له :« . . . ولقد تعجّبنا لتوثّب المتوثّبين علينا في حقّنا ، وسلطان نبيّنا ، وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الإسلام ، وأمسكنا على منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون والأحزاب في ذلك مغمزاً يثلمونه به ، أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده ، فاليوم فليتعجّب المتعجّب من توثّبك يا معاوية على أمر لست من أهله ، ولا بفضل في الدين معروف ، ولا أثر في الإسلام محمود ، وأنت ابن حزب من الأحزاب ، وابن أعدى قريش لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكنا الله ، والله حسيبك ، فستردّ فتعلم لمن عقبى الدار ، وبالله لتلقين عن قليل ربّك ، ثمّ ليجزينّك بما قدّمت يداك وما الله بظلاّم للعبيد ، إنّ عليّاً مضى لسبيله ، رحمة الله عليه يوم قبض ، ويوم منّ الله عليه بالإسلام ، ويوم يُبعث حيّاً ، ولاّني المسلمون الأمر بعده ، فأسأل الله أن يؤتينا في الدنيا الزائلة شيئاً ينقصنا به في الآخرة ممّا عنده من كرامة ، ولك في ذلك إن فعلته الحظّ الجسيم ، والصلاح للمسلمين ، فدع التمادي في الباطل ، وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي ، فإنّك تعلم أنّي أحقّ بهذا الأمر منك عند الله ، وعند كلّ أوّاب حفيظ ، ومن له قلب منيب ، واتّق الله ، ودع البغي ، واحقن دماء المسلمين ، فوالله خيراً في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر ممّا أنت لاقيه فيه ، وادخل في السلم والطاعة ، ولا تنازع الأمر أهله ومن هو أحقّ به منك ، ليطفئ الله النائرة بذلك ، ويجمع الكلمة ، ويصلح ذات البين ، وإن أنت أبيت إلاّ التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك ، حتّى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين » .وأرسل الحسن (عليه السلام) هذه الرسالة مع حرب بن عبدالله الأزدي .فردّ عليه معاوية بكتاب جاء فيه :« . . . ذكرت وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وتنازع الأمر بعده ، وتغلّبهم على أبيك ، فصرّحت بتهمة أبي بكر وعمر الفاروق وأبي عبيدة الأمين حواري رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وصلحاء المهاجرين والأنصار ، فكرهت ذلك لك . إنّك امرؤ عندنا وعند الناس غير الظنين ، ولا المسيء ، ولا اللئيم ، وأنا اُحبّ لك القول السديد ، والذِّكر الجميل ، إنّ هذه الاُمّة لمّا اختلفت بعد نبيّها لم تجهل فضلكم ، ولا سابقتكم ، ولا قرابتكم من نبيّكم ، ولا مكانكم في الإسلام وأهله ، فرأت الاُمّة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيّها ، ورأى صلحاء الناس من قريش والأنصار وغيرهم من سائر الناس وعوامهم أن يولّوا هذا الأمر من قريش أقدمها إسلاماً ، وأعلمها بالله ، وأحبّها له ، وأقواها على أمر الله ، فاختاروا أبا بكر ، وكان ذلك رأي ذوي الدين والفضل والناظرين للاُمّة ، فأوقع ذلك في صدوركم لهم التهمة ، ولم يكونوا متّهمين ، ولا فيما أتوا بالمخطئين ، ولو رأى المسلمون أنّ فيكم من يغني غناءه ، ويقوم مقامه ، ويذبّ عن حريم الإسلام ذبّه ما عدلوا بالأمر إلى غيره رغبة عنه ، ولكنّهم عملوا في ذلك بما رأوه صلاحاً للإسلام وأهله ، والله يجزيهم عن الإسلام وأهله خيراً ، وقد فهمت الذي دعوتني إليه من الصلح والحال فيما بيني وبينك اليوم مثل حال التي كنتم عليها أنتم وأبو بكر بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فلو علمت أنّك أضبط منّي للرعية ، وأحوط على هذه الاُمّة ، وأحسن سياسة ، وأقوى على جمع الأموال ، وأكيد للعدوّ لأجبتك إلى ما دعوتني إليه ، ورأيتك لذلك أهلاً ، ولكن قد علمت أنّي أطول منك ولاية ، وأقدم منك بهذه الاُمّة تجربة ، وأكبر منك سنّاً ، فأنت أحقّ أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني ، فادخل في طاعتي ولك الأمر من بعدي . . . » .قال جندب : فلمّا أتيت الحسن بكتاب معاوية قلت له : إنّ الرجل سائر إليك ، فابدأه بالمسير حتّى تقاتله في أرضه وبلاده وعماله ، فإمّا أن تقدر أنّه ينقاد لك ، فلا والله حتّى يرى منّا أعظم من يوم صفّينويتّضح من خلال نصّ رسالة معاوية أنّ القوم بعد وفاة النبيّ (صلى الله عليه وآله) عملوا بما رأو فيه صلاحاً للاُمّة الإسلامية مع غضّ النظر عن النصوص الواردة في هذا الصدد ، وكأنّهم كانوا أكثر حرصاً من النبيّ (صلى الله عليه وآله) على الإسلام ، كما ترى أنّ معاوية يستند في مسألة الخلافة على الأقدمية والخبرة في إدارة الأموال وجبيها ، ولا ندري لماذا لم يضع الأقدم إسلاماً أيام حربه لعليّ (عليه السلام) ؟ ! ولا نعلم لماذا ابتعد عن قوله تعالى : ( قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، حينما كان يقتل كلّ من يوالي عليّاً وآله ، وهم آل النبي ؟ !ومن هنا ابتدأت حرب معاوية الثانية ضدّ آل النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فراح يسخِّر جميع قدراته وطاقات الدولة الأموية لأجل الإطاحة بالنظام الإسلامي بقيادة الحسن بن عليّ (عليهما السلام) ، فاتّخذ بذلك منهجية واضحة .وقد أجاب الإمام الحسن (عليه السلام) على كتاب معاوية وقال :« أمّا بعد ، فقد وصل إليَّ كتابك تذكر فيه ما ذكرت ، فتركت جوابك خشية البغي منّي عليك ، وبالله أعوذ من ذلك ، فاتّبع الحقّ تعلم أنّي من أهله ، وعليّ إثم أن أقول فأكذب . . . » .فلمّا وصل كتاب الإمام الحسن (عليه السلام) إلى معاوية كتب إلى عمّاله :« . . . إنّ الله بلطفه ، وحسن صنعه ، أتاح لعليّ بن أبي طالب رجلاً من عباده فاغتاله ، فقتله ، فترك أصحابه متفرّقين مختلفين ، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم ، فأقبلوا إليَّ حين يأتيكم كتابي هذا بجهدكم وجندكم وحسن عدّتكم ، فقد أصبتم بحمد الله الثأر ، وبلغتم الأمل ، وأهلك الله أهل البغي والعدوان » وفعلاً اجتمعت العساكر تحت راية معاوية بن أبي سفيان للخروج إلى العراق ، وقد بلغ الإمام الحسن (عليه السلام) خبره ومسيره نحوه ، وأنّه قد بلغ جسر ( منبج ) ، فتحرّك عند ذلك ، وقد خطب الإمام (عليه السلام) بالناس حيث قال :« . . . أمّا بعد ، فإنّ الله كتب الجهاد على خلقه وسمّاه كُرهاً ، ثمّ قال لأهل الجهاد من المؤمنين : اصبروا ، فلستم أيّها الناس نائلين ما تحبّون إلاّ بالصبر على ما تكرهون ، بلغني أنّ معاوية بلغه أنّا كنّا أزمعنا على المسير إليه ، فتحرّك لذلك ، اخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة حتّى ننظر وتنظروا ، ونرى وتروا » .وما إن تكلّم الإمام الحسن بهذه الكلمات حتّى لاحت بوادر التخاذل في الأصحاب ، فإنّه لم يتكلّم بعده أحد ، ولم يجبه شخص ، فلمّا رأى ذلك الأمر عدي بن حاتم قام وقال : أنا ابن حاتم ، سبحان الله ما أقبح هذا المقام ! ألا تجيبون إمامكم وابن بنت نبيّكم ؟ أين خطباء مضر ؟ أين المسلمون ؟ أين الخوّاضون من أهل مصر ، الذين ألسنتهم كالمخاريق في الدعة ، فإذا جدّ الجدّ فروّاغون كالثعالب ؟ أما تخافون مقت الله ولا عيبها وعارها ؟ ثمّ استقبل الإمام الحسن بوجهه فقال : أصاب الله بك المراشد ، وجنّبك المكاره ، ووفّقك لما تحمد وردّه وصدره ، قد سمعنا مقالتك ، وانتهينا إلى أمرك ، وسمعنا لك ، وأطعناك فيما قلت ، ورأيت وهذا وجهي إلى معسكري فمن أحبّ أن يوافيني فليواف .وكان عدي بن حاتم أوّل من خرج إلى المعسكر ، وراح قيس بن سعد بن عبادة وزياد بن صعصعة وغيرهما يحثّان الناس ويدفعانهم للخروج تحت راية الحسن (عليه السلام) ، والتعسكر لمواجهة الخطر الأموي ، وقد نجحوا بذلك حتّى نشطوا للخروج ، واستعدّوا للمواجهة ، وسار الجيش بجيشه في الوقت الذي كان الإمام الحسن (عليه السلام) يخشى من الخذلان ، في الوقت الذي يصعب فيه الخذلان .وقد بدأ معاوية حربه بسلاح الذهب والفضّة ، ففتح بيت المال لشراء الذمم الرخيصة ; لشقّ صفّ الحسن (عليه السلام) قبل المواجهة بالسيف والرمح . روى الحاكم أنّ عبدالله بن جعفر كان على مقدّمة جيش الحسن (عليه السلام) في عشرة آلاف ، فراسله معاوية ، وضمن له ألف ألف درهم إذا سار للحجاز وخرج من الساحة ، فأجابه إلى ذلك ، وتفرّق الجند الذين كانوا مع عبدالله بن جعفر ، وانضمّ البعض منهم إلى قوّات قيس بن سعد ، الذي كان يعتبر القوّة الضاربة في جيش الحسن (عليه السلام) .وبعد أن نجح معاوية بن أبي سفيان في تمزيق أحد أهمّ الصفوف لجيش الإمام الحسن (عليه السلام) بسلاح الدينار والدرهم ، بدأ يتفرّغ لقوّات قيس بن سعد ، فقد روى الطبري : حين نزل الحسن (عليه السلام) المدائن بعث قيس بن سعد على مقدّمته في اثني عشر ألفاً ، وأقبل معاوية في أهل الشام حتّى نزل مَسكِن ، فبينما الحسن (عليه السلام)في المدائن إذ نادى مناد في المعسكر : ألا أنّ قيس بن سعد قد قتل فانفروا ، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن (عليه السلام) حتّى نازعوه بساطاً كان تحته ، ومع هذه الأجواء أشار البعض بأسر الحسن (عليه السلام) وتقديمه لمعاوية ليأخذوا من معاوية الأمان ، وهناك من تقدّم من الحسن وطعنه بالمعول فشقّ فخذه .وهكذا كانت الأجواء تتسارع إلى الهياج ، حتّى بعث معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن (عليه السلام) بصحيفة بيضاء ، مختوم على أسفلها ، وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت ما شئت ، وعلى أن تكون الخلافة للحسن (عليه السلام)من بعده .وما أن وصلت الرسالة حتّى قام الحسن (عليه السلام) خطيباً بالناس وقال :« إنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة ، فإن أردتم الموت رددناه عليه ، وحاكمناه إلى الله عزّ وجلّ بظبأ السيوف ، وإن أردتم الحياة قبلناه ، وأخذنا لكم الرضا » ، فناداه الناس من كلّ جانب البقية البقية وإمضاء الصلح . واشترط الحسن (عليه السلام) في وثيقة الصلح أن يحكم معاوية بما أنزل الله ، وأن يكون للحسن الأمر من بعده ، ولكنّ معاوية أطاح بكلّ هذا ولم يكن له عهد ، وروي أنّ الحسن (عليه السلام) عندما طالبه القوم بإبرام الصلح مع معاوية خطب في الناس وقال :« أيّها الناس ، إنّما نحن اُمراؤكم وضيفانكم ، ونحن أهل بيت نبيّكم الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً » ، وكرّر ذلك حتّى ما بقي في المجلس إلاّ من بكى حتّى سمع نشيجه .واستمرّ حال الظلم والجحود حتّى تمكّن معاوية من دسّ السمّ إلى الإمام الحسن (عليه السلام) بيد زوجة الإمام (عليه السلام) جعدة بنت الأشعث بن قيس ليعلن بقتله للحسن (عليه السلام) وقوفه السافر بوجه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وليكتب إجرامه الدنيء في حقّ الإسلام في صفحات التاريخ كي يعلم المتصفّح تاريخ اُميّة أنّ دولتهم قامت على سفك دماء طاهرة متّصلة بالنبيّ (صلى الله عليه وآله) وبروح الإسلام

ليست هناك تعليقات: