ــــــــــــ السلام على الشيب الخضيب ... السلام على الخد التريب ... السلام على البدن السليب ... السلام على الثغر المقروع بالقضيب ... السلام على الرأس المرفوع ... السلام على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء ... السلام على المهتوك الخباء ... السلام على خامس أصحاب الكساء ... السلام على غريب الغرباه ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على قتيل الأدعياء ... السلام على ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء >>> يا حسين يا حسين ياحسين يا عطشان يا عطشان ياعطشان ......... إلهي كم من موبقة حلمت عن مقابلتها بنعمتك ، وكم من جريرة تكرمت عن كشفها بكرمك إلهي ان طال في عصيانك عمري وعظم في الصحف ذنبي فما انا مؤمل غير غفرانك ، ولا انا براج غير رضوانك إلهي افكر في عفوك فتهون علي خطيئتي ثم اذكر العظيم من اخذك فتعظم علي بليتي ، ...................آه إن انا قرأت في الصحف سيئة انا ناسيها وانت محصيها فتقول خذوه فيا له من مأخوذ لا تنجيه عشيرته ولا تنفعه قبيلته ، ويرحمه الملا اذا اذن فيه بالنداء ، ....................آه .. من نار تنضج الاكباد والكلى ...................آه .. من نار نزاعة للشوى ................آه .. من غمرة من ملهبات لظى

الأحد، 14 ديسمبر 2008

الفرج الأكبر والظهور الأزهر بإرادة الله

الفرج الأكبر والظهور الأزهر بإرادة الله ( تعالى )
واقعة رواها خاتمة المحدثين المرحوم الميرزا حسين النوري في كتابه (جنة المأوى)
في السنة التي اصبح فيها (عمر باشا) والياً على العراق .. شدد على الناس ، و عزم على تطبيق نظام التجنيد الأجباري عام (1274) لأول مرة في العراق و لم يفرق في هذا بين عالم و جاهل ، و بين سيد من الشرفاء و سواه .. حتى أشتد الأمر على العراقيين و عظم البلاء . كما وقعت حوادث هامة في منطقة الفرات الأوسط بالعراق قابلها الوالي التركي بالعنف.
في هذا الجو الخانق المطبق .. ظهرت ندبة شجية على شكل قصيدة شاكية من الأوضاع السيئة و الظلامات النازلة ، كان الشاعر يخاطب بها الامام المهدي صاحب الزمان (صلوات الله عليه) ، و يشكو إليه ما أصاب الناس من محن ، و يدعو الامام (عليه السلام) إلى الظهور و النهضة الموعودة .
و كان قائل القصيدة الشجية هو شاعر العراق الكبير ، الصالح ، السيد حيدر الحلي .. الذي جمع إلى قوة إيمانه و شدة تقواه فصاحة اللسان و بلاغة البيان . و هي قصيدة تبلغ الخمسة و الثلاثين بيتاً ، يقول فيها :

يا غمرة من لنا بمَـعْبرها ؟!
موارد الموت دون مصدرها
يطفح موج البلا الخطير بها
فيغرق العقل في تصورهــا
و شدة عندها أنتهت عظمـاً
شدائد الدهـر مع تكــــثرهــا
ضاقت . و لم يأتها مفرجها
فجاشت النفس في تحيرهــا
و ملة الله غـُيرت ، فغـــدت
تصرخ لله من مـُغـــــــيرها
لم صاحب الامر عن رعيته
أغضى ، فغصت بحور أكفرها
ما عِـذرُه نصب عينه أخـذت
شيعتـه ، و هو بين أظهـــرها ؟!
يا غيرة الله لا قـرار علـــى
ركوب فحشائها و منكــــــــرها
سيفك و الضّرب ، إن شيعتكم
قد بلغ السّيف حــــزّ منحـــــرها
مات الهدى سيــّدي فقم وأمت
شمس ضحاها بليل عـِثـــيرهــا
فهاك قــــلب قلــــــوبنا ترها
تفطـرت فيك من تنظــــــــــرها
كم سهرت أعين و ليس سوى
أنتظارها غوثكم بمـُســـــــهـرها
تـُغضي و أنت الأب الرحيم لها
ما هكذا الظن يا أبن اطهرهــــا
إن لم تُـغثها لجــــرم أكــبرها
فارحم لها ضعف جـِرم أصغرها

يقول الميرزا النوري : فراى أحد الصلحاء المجاورين في النجف الأشرف الأمام الحجة المنتظر (عليه السلام) . فقال له ما معناه : قل للسيد حيد لا يؤذيـني ؛ فإن امر الظهور ليس بيدي .
و بعدها .. رفع الله (تعالى ) عن الناس هذه الشدة في أيام هذا الوالي و بعده إلى سنين.

من هذه الواقعة و من مئات سواها يتجلى أن موضوع الفرج الأكبر و الظهور الأزهر إنما هو بإرادة الله (تعالى) وحده . و إن الامام (عليه السلام) لا يتدخل إلا بإذن الله (عزوجل) و على المسلمين أن يكونوا في حالة ترقب و انتظار ليكونوا متأهبين على الدوام.
و إنه لمن السهل أن نتصور كيف يكون التأهب و الاستعداد لانتظار الظهور المبارك .. من خلال مثال من حياة الناس اليومية . فلو أنك علمت أن ضيفاً عزيزاً ، أو رجلاً ذا سلطان ، أو إنساناً جليلاً أنت على استعداد لتفديه بنفسك ، و تكن له أرفع مشاعر الحب . لوا أنك علمت أو أخبرك هو نفسه أن من المحتمل أن يأتيك إلى دارك في موعد مفتوح ، يبدأ من هذه اللحظة ، و إلى عدة أيام قادمة .. فكيف ستعمل لاستقباله ؟ خاصة إذا أًخبرت أو أنك تعلم أن من خصاله شدة العناية بالنظافة و الترتيب ؟ أتراك تؤجل تنظيف غرفة الاستقبال و إعدادها حتى تحين لحظة قدومه ؟ أم أنك ستعمل ما في وسعك لتجعلها نظيفة دائماً و مرتبة قبل أن يجيئ .. حتى إذا جاءك وجدها كما يود ؟
إذا كانت تصلك به صلة المحبة أو حتى صلة الخوف فإن من الطبيعي أنك لا تتوانى لحظة عن إعداد غرفة الاستقبال و تهيئتها لضيفك المنتظر.
و نحن إذا كنا من منتظري ولي الله الاعظم (ارواحنا فداه) و لا نعلم في أي يوم و لا في أي ساعة يكون ظهوره .. فمن الحتم علينا ما دمنا نكن له المحبة و نرجو أن نكون من المقربين لديه أن نبذل قصارى جهدنا للتخلص مما بنا من رذائل ، و مما نقترفه من ذنوب و آثام ، و أن نسعى بصدق إلى بلوغ صالح الخصال و للتخلق بالخلق الإسلامي ، و أن تنبع أعمالنا من هذه الخصال و من هذا الخلق.
إن علينا استعداد للقياه (عليه السلام) أن نصون أنفسنا ، و أن نعمل دائماً لا ستدرار رضاه . و من هذا المنطلق وجدت أن مئات الافراد الذي التقيت بهم ممن تعتمل في صدروهم محبة الامام بقية الله (ارواحنا فداه) و ينتظرون ظهوره .. هم خير من غيرهم في التقوى و خير من سواهم في الأخلاق.
و من هنا جعل الله (تبارك و تعالى ) إنتظار الفرج أفضل اعمال أمة رسول الله صلى الله عليه و آله .. و من هنا أخفى الله جل جلاله ظهور الامام بقية الله (اوراحنا فداه).
و من هنا .. ما كان لأحد من حق في التدخل في امر الفرج و الظهور .

ليست هناك تعليقات: